أخبار

أوباما يعد بتصحيح الإخفاقات الأخيرة في المجال الإستخباراتي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


بلهجة وصفت بالقاسية، أبلغ باراك أوباما الرئيس الأميركي فريقه الأمني أن المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة اثناء رحلةإلى ديترويت كانت نتيجة "لعمل غير متقن" للمخابرات الأميركية، وإن الولايات المتحدة تفادت بالكاد كارثة"، في وقت حصل المحققون مع النيجيري عمر فاروق عبد المطلب على معلومات استخباراتية "مفيدة".

واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما في ختام اجتماع امني موسع أنَّ التحقيق الجاري في محاولة تفجير طائرة ركاب اميركية يوم عيد الميلاد، كشف وجود اخفاقات جديدة في المجال الاستخباراتي واعلن تحمله مسؤولية تصحيحها.

وبعد ان اعتبر اوباما في مؤتمر صحافي عقده في ختام اجتماع ضم اكثر من عشرين مسؤولاً امنيًّا وسياسيًّا ان هذه الاخفاقات "غير مقبولة ولن اتسامح مع هذا الامر" شدد على انه يتحمل "مسؤولية معرفة سبب حصولها وتصحيح هذا الخلل لكي نتمكن من منع هجمات من هذا النوع في المستقبل".

وقال اوباما "كما سبق وقلت خلال عطلة نهاية الاسبوع، هناك بعض الاشخاص من العاملين في اجهزتنا الاستخباراتية كانوا يعلمون ان عمر الفاروق عبد المطلب ذهب الى اليمن وانضم الى متطرفين هناك".

وتابع "الا انه يبدو اليوم ان اجهزتنا الاستخباراتية كانت على علم ايضًا بإشارات اخرى تدل على ان القاعدة في جزيرة العرب كانت تريد الاعتداء ليس فقط على اهداف اميركية في اليمن بل في الولايات المتحدة نفسها ايضًا".

واضاف الرئيس الاميركي "كما لدينا معلومات تفيد بأن هذه المجموعة كانت تعمل مع شخص بتنا نعلم اليوم انه في الواقع الشخص المتورط في اعتداء الميلاد".

وتابع "خلاصة الامر ان الحكومة الاميركية كانت تملك ما يكفي من المعلومات لافشال هذا المخطط وربما منع الهجوم يوم الميلاد، الا ان اجهزتنا الاستخباراتية لم تنجح في جمع قطع المعلومات ما كان سيؤدي لو حصل الى وضع المشتبه به على لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر" الى الولايات المتحدة. وتابع "بمعنى اخر ما حصل ليس اخفاقا في جمع المعلومات بل في فهم وتحليل المعلومات التي لدينا".

واضاف "عندما يتمكن مشتبه فيه ارهابي من الصعود الى طائرة وبحوزته متفجرات يوم الميلاد فهذا يعني ان النظام فشل بشكل كان يمكن ان يكون كارثيا".

ونقل مسؤول اميركي شارك في الاجتماع طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الرئيس الاميركي استخدم لهجة قاسية خلال الاجتماع. وقال "ان الاخفاق كان يمكن ان يكون كارثيا وقد نجونا باعجوبة" مضيفا "تم افشال الاعتداء بفضل اشخاص شجعان كانوا في الطائرة وليس لان الاجراءات الامنية كانت فعالة، وهذا الامر غير مقبول".

واضاف المصدر نفسه ان الرئيس حذر المجتمعين من اي محاولة للبحث عن كبش فداء لهذا الاخفاق وقال للمجتمعين "اذا كان هناك من اتجاه لتوجيه اصابع الاتهام فلن اتسامح مع هذا الامر".

من جهة ثانية حدد عدد من النواب الجمهوريين شروطهم لكيفية تعزيز الاجراءات الامنية الخاصة بمكافحة الارهاب.

واصدر النواب بيت هوكسترا (لجنة الاستخبارات) وبيتر كينغ (لجنة الامن الداخلي) وهاورد ماكون (لجنة الدفاع) بيانا طالبوا فيه ب"اعادة النظر بالقواعد المعمول بها حاليا وبالمعايير التي تحد بشكل كبير من احتمال وضع اشخاص على لائحة الممنوعين من استخدام الطائرات" المتوجهة الى الولايات المتحدة. وطالبوا ايضًا بان يحال اي ارهابي يعتقل "الى القضاء العسكري".

وقال النائب كينغ "علينا ان نتعاطى مع هذه الامور بكثير من الجدية لفهم ما حصل تمامًا، والحؤول دون حصول اعتداءات جديدة" معتبرًا ان الولايات المتحدة كانت "محظوظة" لانها نجت من الاعتداء يوم الميلاد.

اما بالنسبة الى معتقل غوانتانامو فقد وعد الرئيس الاميركي مجددًا باغلاقه،على الرغم من التأخير الذي نتج بفعل قرار تعليق نقل معتقلين يمنيين الى بلدهم اثر الاعتداء الفاشل على طائرة الركاب الاميركية.

وقال في هذا الصدد "البعض اعتبر ان احداث يوم الميلاد يجب ان تدفعنا الى مراجعة قرار اغلاق معتقل غوانتانامو. فليكن الامر واضحا: كنا دائما ننوي نقل المعتقلين الى بلدان اخرى شرط ان نضمن حماية امننا".

واضاف بالنسبة إلى اليمن تحديدًا "توجد هناك مشاكل من الناحية الامنية نواجهها منذ زمن وكذلك شركاؤنا اليمنيون" في اشارة الى اعمال العنف التي تنسب الى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وأوضح "نظرًا الى هذا الوضع الملتبس، تكلمت مع وزير العدل واتفقنا على عدم نقل المزيد من المعتقلين الى اليمن في الوقت الراهن".

وقال "لكننا لن نخدعكم في هذا المجال: سوف نغلق معتقل غوانتانامو الذي اضر بمصالحنا لناحية الامن واصبح اداة للتجنيد من الطراز الاول للقاعدة". واضاف "كما قلت دائمًا، سوف نغلق المعتقل بشكل يكون معه الاميركيون بامان".

ومن ابرز المشاركين في الاجتماع الامني مدير اجهزة الاستخبارات الاميركية دنيس بلير، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" ليون بانيتا، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي اي" روبرت مولر ومدير وكالة الامن القومي كيس الكسندر.

واضافة الى اوباما، شارك في الاجتماع ايضا من السياسيين نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس اضافة الى وزراء الامن الداخلي والعدل والطاقة.

واعلن البيت الابيض قبل المؤتمر الصحافي لاوباما أن محقّقي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) تمكّنوا من الحصول على معلومات استخباراتية "مفيدة" من النيجيري الذي حاول تفجير الطائرة الاميركية يوم الميلاد.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في هذا الاطار ان عمر الفاروق عبد المطلب "امضى ساعات مع محققي مكتب التحقيقات الفدرالي جمعنا خلالها معلومات مفيدة يمكن استخدامها".

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي الثلاثاء ان السلطات الاميركية ألغت عددًا من تأشيرات الدخول التي كانت منحتها لراغبين في السفر الى الولايات المتحدة اثر محاولة تفجير طائرة الركاب الاميركية.

وقال المتحدث في مؤتمر صحافي "لقد ابطلنا العديد من تأشيرات الدخول منذ الخامس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر الماضي اثر معلومات تلقيناها مرتبطة بمسائل ارهابية".

وكان النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب حاول تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة نورث ويست الاميركية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت، وتبين انه كان يحمل تأشيرة دخول قانونية الى الولايات المتحدة. وذكر كراولي ان الولايات المتحدة الغت منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 تأشيرات نحو 1700 شخص للاشتباه بعلاقتهم بالارهاب وذلك بعد منحهم هذه التأشيرة.

وختم المتحدث قائلاً ان الغاء "المزيد من تاشيرات الدخول" اخيرا جاء في اطار اعادة النظر في قاعدة البيانات الخاصة بالمشتبه بهم منذ الاعتداء الفاشل يوم الميلاد الماضي. ورفض تحديد عدد تأشيرات الدخول التي ابطلت بعد محاولة الاعتداء الاخيرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف