أخبار

طالبان تلجأ للتفجيرات لإجبار الباكستانيين على الرضوخ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يشن مقاتلو طالبان مزيداً من التفجيرات الإنتحارية ضد حشود كبيرة من المدنيين في محاولة لإجبار الباكستانيين على الرضوخ وإضعاف الثقة في الجيش بعد شن حملات عسكرية كبرى ضد معاقلهم.

إسلام آباد: أوضحت حركة طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة نواياها يوم الجمعة حين قاد متشدد سيارة دفع رباعي مدججة بالمتفجرات الى ملعب للكرة الطائرة بقرية في شمال غرب البلاد وفجر نفسه أثناء مباراة مما أسفر عن مقتل 90 شخصا. ومن شأن المذابح من هذا النوع ارهاب المدنيين واثارة تساؤلات جديدة حول فعالية الجيش الباكستاني على الرغم من تأكيدات الحكومة بأن الحملة الامنية التي جرت في اكتوبر تشرين الاول سددت ضربة قوية لحركة طالبان.

وتعتبر الولايات المتحدة باكستان الدولة التي تمثل خط المواجهة الحاسم في حربها ضد طالبان في أفغانستان. وتريد من الجيش الباكستاني اجتثاث المتشددين الذين يعبرون الحدود لقتال القوات الأميركية هناك. لكن الجيش الباكستاني على الارجح سيشير الى هجوم مباراة الكرة الطائرة والهجمات المماثلة كدليل واضح على أنه يجب أن يركز على التهديدات من متشددي طالبان الباكستانية.

ويقول بعض المحللين انه لا يمكن تحقيق الاستقرار لباكستان المسلحة نوويا والمنطقة على المدى الطويل الا اذا لاحق الجيش كل الجماعات المتشددة في البلاد بما في ذلك فصائل طالبان الافغانية التي لا تقاتل الدولة الباكستانية.

وقالت سامينا احمد مديرة قسم جنوب اسيا بالمجموعة الدولية لمعالجة الازمات "نظرا لهذه الصلة الوثيقة هنا بين هذه الجماعات الارهابية المختلفة فان هذا التمييز لم يجد نفعا في السابق." وأضافت "كل ما حدث أن علاقات التحالف بين تلك الجماعات ترسخت وأصبحت اكثر خطورة بكثير."

لكن قتال كل الجماعات مرة واحدة سيعني التخلي عن التحالفات مع المتشددين التي يريدها الجيش الباكستاني لتكسبه نفوذا في أفغانستان خاصة اذا حدث ما تتوقعه باكستان وانسحبت الولايات المتحدة قبل أن تستقر البلاد. وقد يخلق هذا أعداء جددا للجيش المنهك بالفعل. وتمت الاستعانة بنحو 30 الف جندي في هجوم ضد طالبان في أكتوبر تشرين الاول بمنطقة وزيرستان الجنوبية. وردت حركة طالبان بتفجيرات أسفرت عن سقوط مئات القتلى.

وقال كمران بخاري المدير الاقليمي للشرق الاوسط وجنوب اسيا بمؤسسة ستراتفور المتخصصة في تحليلات معلومات المخابرات "من وجهة النظر الباكستانية هل يستطيعون تحمل قوة من طالبان اكبر بكثير من تلك الموجودة بالفعل؟ أشك في هذا." وربما يكون سراج الدين حقاني المقاتل القوي المرتبط بتنظيم القاعدة أفضل مثال على السبب في غض الجيش الطرف عن بعض الجماعات المدرجة على قائمة أهداف الولايات المتحدة.

وليست هناك رغبة لجماعة حقاني المتحصنة في جيوب على الحدود الباكستانية في قتال الدولة الباكستانية. ويدير جزءا كبيرا من التمرد الذي يقاتل القوات الأميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان. وبالتالي فسيكون أداة مؤثرة جدا لباكستان في أفغانستان حين تنسحب القوات الغربية. وقال بخاري "العلاقة بين اسلام اباد وحقاني لا تبدو مثل العلاقة الكلاسيكية بين الراعي والوكيل حيث لا يقوم الوكيل الا بما يقوله الراعي ليس الا."

وأضاف "هذا الرجل يعمل بشكل مستقل. وهو بارع ايضا. انه مستقل وله علاقات مع الباكستانيين." ويواجه حليف واشنطن الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري خلافا مع الجيش وقد يتورط في أزمة سياسية جديدة اذا تمت محاكمة مساعديه بما في ذلك وزيرا الدفاع والداخلية بسبب اثارة اتهامات بالفساد من جديد. ويرجح أن تشجع كل هذه الشكوك حركة طالبان على المضي قدما في شن الهجمات العنيفة على أهداف مدنية لنشر الفوضى والرعب.

واستهدفت طالبان مدنيين من قبل. لكن محللين قالوا ان الهجوم على مباراة الكرة الطائرة وهو واحد من أعنف الهجمات في باكستان خلال اكثر من عامين يعد مؤشرا على أنها ستنقل أعمال العنف واراقة الدماء لمستويات جديدة. ولا يستطيع الجيش الباكستاني القيام بشيء يذكر لمواجهة هذه الاستراتيجية الجديدة.

وقال رفعت حسين رئيس قسم الدراسات الدفاعية والاستراتيجية بجامعة القائد الاعظم "هذا تحد ضخم لانه لا يمكن توفير ما يكفي من الامن أبدا لحماية المدنيين الابرياء. خاصة حين يكون لديك انتحاريون يتميزون بالتصميم. "من الواضح أنهم يعلنون الحرب ضد السكان المدنيين."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف