كمبوديا تحيي ذكرى التحرير وسط أجواء قمعية

فنومبينه: أحيت كمبوديا اليوم الخميس الذكرى الحادية والثلاثين لإسقاط نظام الخمير الحمر في إحتفالات شابها تهديد بإتخاذ اجراءات قمعية ضد المعارضين لرئيس الوزراء هون سين الذي يشغل منصبه منذ فترة طويلة. وقبل الاحتفالات التي حضرها الالاف في العاصمة فنومبينه توعد رئيس الوزراء بالقاء القبض على أي أحد يضبط وهو يوزع منشورات معارضة لحكمه في أحدث ما تقول جماعات حقوق الانسان انها حملة متنامية لاسكات المعارضة.

وجاء تحذير هون سين لمنتقديه الذين يقولون إن الحكومة تسيء إستغلال السلطة للقضاء على كل أشكال المعارضة السياسية بعد خمسة أيام من إصدار محكمة أمر إعتقال في حق زعيم المعارضة الرئيسي سام رينسي.

وتتزامن هذه الحملة مع اضطرابات في اقتصاد البلاد التي تعد واحدة من أفقر دول جنوب شرق اسيا بعد انتعاش غير مسبوق شهد نموا في الانتاج بلغ عشرة في المئة سنويا خلال السنوات الخمس المنتهية في 2008. ومنذ ذلك الحين انهارت الاستثمارات الاجنبية وتراجع عدد السائحين وتعثرت مشاريع البناء.

وأظهرت بيانات هذا الاسبوع أن نحو 30 ألفا من العمال في صناعة الملابس وهي من القطاعات الاساسية للاقتصاد فقدوا وظائفهم في العام الماضي مع تقلص صادراتها الى الولايات المتحدة. ودعت مو سوتشوا نائبة البرلمان المعارضة يوم الخميس -والتي قاضاها هون سين في يوليو تموز بعد أن اتهمته بالقذف- المواطنين الى مقاومة ما قالت انها أساليب ترويع تتبعها السلطات.

وقالت "ما زال علينا أن نواصل ابداء اعتراضنا لا أن نتراجع بسبب التهديدات... علينا أن نبعث برسالة واضحة وهي أننا لا يمكن أن نقبل القضاء على حرية التعبير." وهدد هو سين يوم الثلاثاء بالقاء القبض على أي شخص يوزع منشورات تدل على معارضته أو معارضة سياساته. وقال انه رأى بعض المنشورات التي طبعت في تايلاند المجاورة لتوزيعها في كمبوديا.

ومضى يقول "على موزعي المنشورات أن يتوخوا الحذر.. سوف ألقي القبض عليهم." كما رفض مزاعم بأنه كان يستغل المحاكم لترويع معارضيه وحذر رينسي وطلب منه أن "يكون مستعدا" للسجن مضيفا أنه لن يعفو عن خصمه السياسي القديم الموجود حاليا في المنفى بأوروبا.

وكان هذا التهديد فعالا فيما يبدو اذ لم تظهر أي منشورات خلال احتفالات يوم الخميس التي تحيي ذكرى غزو القوات الفيتنامية عام 1979 والتي أطاحت بنظام الخمير الحمر الماوي المتطرف الذي ألقي عليه باللوم في مقتل 1.7 مليون شخص.