من المستبعد أن تخاطر ايران باغلاق مضيق هرمز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من المستبعد أن تخاطر ايران باغلاق مضيق هرمز أو تلغيمه اذا زاد التوتر بينها وبين الغرب لانها ستخسر عائدات نفط حيوية باغلاق هذا الممر المائي الاستراتيجي ولانها تفتقر الى القدرة العسكرية اللازمة.
طهران: كانت ايران هددت باغلاق المضيق -وهو طريق حيوي لامدادات النفط العالمية- اذا تعرضت لهجوم بسبب طموحاتها النووية. ويقول بعض المراقبين الايرانين ان طهران قد تختار اغلاق الممر اذا فرض الغرب عليها عقوبات أشد. وتشتبه القوى الغربية في أن أنشطة ايران النووية تهدف الى اكتساب أسلحة نووية لا الى توليد الكهرباء كما تؤكد ايران.
ويعتقد محللون ان التهديد في حد ذاته كاف لرفع أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار للبرميل دولار بكثير مما قد يضر بالتعافي الهش للاقتصاد العالمي. وقال بول هاريس رئيس ادارة مخاطر الموارد الطبيعية في بنك أيرلندا "ارتفعت أسعار النفط حوالي 12 دولارا للبرميل عندما هاجمت اسرائيل لبنان عام 2006 وهما بلدان حتى لا ينتجان النفط. "سنشهد ضعف هذه القفزة على الاقل من حدث في هذا النطاق في المنطقة."
ويقول كثير من المحللين ان طهران لا يمكنها المخاطرة بتعطيل طويل الامد للممر المائي الضيق الذي يحد ساحل ايران عند فم الخليج والذي يمر به يوميا 40 بالمئة من تجارة النفط المنقولة بحرا أو نحو 17 مليون برميل. وتصدر ايران نحو 2.4 مليون برميل يوميا معظمها عبر مضيق هرمز.
وقال ج. بيتر فام وهو مستشار للشؤون الاستراتيجية لحكومة الولايات المتحدة وحكومات أخرى "ان فعلوا فسيكون ذلك قطعا لحناجرهم لان ثلثي ميزانية الحكومة الايرانية يأتي من صادراتها عبر المضيق ذاته." وأضاف "ما تكسبه ايران من التهديد باغلاق المضيق يفوق مكسبها من اغلاقه بالفعل." ويمر المضيق الذي يبلغ عرضه 21 ميلا فقط عند أضيق نقطة بين ايران وسلطنة عمان. وتعتمد الدول المجاورة المنتجة للنفط ومن بينها السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم على ممراته الملاحية.
وقال المحلل الايراني مير جاويدانفار "اغلاق المضيق من شأنه أن يحد من نفوذ ايران في المنطقة اذ ستضع دول الخليج الفارسي في معسكر أمريكا" مضيفا ان ذلك قد يدفع تلك الدول لتمويل حركات المعارضة الايرانية. ويعتقد كثير من المحللين أنه اذا صدر من ايران رد انتقامي فسوف تختار تلغيم الممرات الملاحية في المضيق كما فعلت خلال الحرب الايرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي.
ويعتقد كثير من المحللين ان ايران تمتلك ثلاث سفن وثلاث طائرات هليكوبتر لزرع الالغام بالاضافة الى ثلاث غواصات روسية من طراز كيلو. وقال يوجين غولز استاذ سياسة الامن القومي في جامعة تكساس "العمليات العسكرية الهجومية مليئة المشاكل. "سيكون على الايرانيين أن يكرروها كل يوم حتى يستمر تعطيل (المضيق)."
وقالت شركة ستراتفور المتخصصة في تحليل المعلومات الاستخباراتية العالمية ان مياه المضيق المزدحم الضحلة تضفي صعوبة على أنشطة الغواصات. وأضافت في دراسة "في أي حالة لا تمتلك البحرية الايرانية ما يكفي من غواصات كيلو ليجعلها تثق في قدرتها على مواصلة عمليات الغواصات لاي فترة ذات تأثير بعد بدء هجمات."
وقال بعض المحللين ان ناقلات النفط ذات الهيكل المزدوج لها قدرة أكبر على الصمود أمام الالغام من سابقاتها ذات الهيكل الواحد والتي استهدفت في الثمانينات عندما استهدفت كل من ايران والعراق سفن الدولة الاخرى خلال ما عرف بحرب الناقلات.
وقال جون دالبي الرئيس التنفيذي لشركة الامن البحري ام.ار.ام التي تقدم تقييمات للمخاطر وتمد السفن في المنطقة بأفراد عسكريين سابقين ان الالغام ليست خطرا حقيقيا على الناقلات. وأضاف "مع أخذ في الاعتبار أن الالغام تنفجر تحت الماء فان خطر حدوث انفجار بسبب شرارة ضعيف."
وقال فام ان ايران سيكون عليها اغراق ثلاث أو أربع ناقلات ضخمة جدا يحمل كل منها ما يصل الى مليوني برميل من النفط حتى تحدث تأثيرا ملموسا على الامدادات. وأضاف "هذا مستحيل تقريبا... يمكنهم التسبب في صدمة وحالة من القلق ولكن ليس لديهم القدرة فعليا على فعل شيء." ولم يستبعد محللون عسكريون استخدام ايران زوارق بخارية سريعة لتعطيل حركة الناقلات.
وقال المكتب الاميركي للمخابرات البحرية في دراسة العام الماضي ان الحرس الثوري الايراني يتحكم في زوارق أصغر وأسرع مجهزة بأسلحة نارية خطيرة بما في ذلك الطوربيدات وصواريخ الكوثر المضادة للسفن. لكن لا أحد تقريبا يرى أن ايران ستتخذ هذا المسار لخوفها من رد انتقامي أشد من الغرب وخاصة في ضوء تمركز الاسطول الخامس الاميركي في المنطقة. وقال دالبي "سيكون ذلك استفزازيا بشكل كبير جدا. سيفتح أبواب الجحيم."