مؤامرة الطائرة تثير قلقا بشأن وجود متشددين في لندن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشهد بريطانيا جدلا مثيرا حيث باتت تحاول ان توازن بين الامن وحرية التعبير وسط قلق من وجود متشددين في الجامعات.
لندن: أثار تقرير بأن النيجيري الذي حاول إسقاط طائرة ركاب اميركية انضم الى تنظيم القاعدة وهو طالب في بريطانيا بواعث قلق بشأن وجود اسلاميين متشددين في الجامعات البريطانية في اختبار للسلطات التي تحاول ان توازن بين الامن وحرية التعبير.
وبات التشدد باعثا على قلق أمني متزايد بعد المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة في 25 كانون الاول وتفجير انتحاري في أفغانستان قتل فيه سبعة من موظفي وكالة المخابرات المركزية الاميركية يوم 29 كانون الاول ومقتل 13 شخصا في قاعدة للجيش الاميركي في تكساس في الخامس من تشرين الثاني على يدي مسلح على صلة برجل دين مقيم في اليمن.
وأثار هجوم 25 كانون الاول المخاوف بشأن احتمال ان يكون جيل جديد من المتشددين ظهر في بريطانيا واصبح قادرا على اعادة الدور الذي اضطلعت به لندن في التسعينات كمركز للاسلاميين في اوروبا لكن هذه المرة باستخدام شبكات غير رسمية ومنتديات النقاش في الجامعات بدلا من المساجد المشهورة.
وقال رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن في اليمن للصحافيين في صنعاء ان النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب جند في بريطانيا حيث كان يدرس بين عامي 2005 و2008 في يونيفرستي كولدج لندن واصبح رئيسا لجمعية الطلبة الاسلامية.
وقال بيتر نيومان وهو خبير في شؤون التشدد ويحاضر في كينجز كولدج في لندن ان المتشددين المؤيدين لتنظيم القاعدة موجودون في بعض الجامعات البريطانية لكن الفصل بين أنشطتهم وبين النقاش الطلابي المشروع أمر بالغ الصعوبة.
وأضاف "الجامعات اماكن يجرب فيها الشبان الافكار المتطرفة في اطار عملية النضج. وهذا أمر طبيعي. انه جزء من دور الجامعة ومشروع تماما."
وأردف "لكن المتطرفين ينضمون الى بعض جمعيات النقاش الاسلامية في بعض الجامعات لانها الاماكن التي تجد فيها شبانا احيانا ما يكونون عرضة للتأثر وربما يعيشون بعيدا عن اوطانهم بين بيض غير مسلمين للمرة الاولى ويجدون انفسهم في حاجة الى الصداقة."
وقال وزير الداخلية الان جونسون هذا الاسبوع ان جهاز الامن البريطاني ام اي-5 كان على علم بوجود عبد المطلب عندما كان يدرس في لندن لكنه لم يعتبر شخصا ضالعا في التطرف العنيف.
وقامت جامعة يونيفرستي كولدج لندن بمراجعة مستقلة لفترة دراسة عبد المطلب. وتدرس جامعات بريطانيا وهي جماعة ضغط جامعية سبل تمكين الجامعات من حماية الحرية الاكاديمية مع اتخاذ "الاجراءات المناسبة" لمنع التطرف العنيف في الوقت نفسه.
وكتب مالكولم جرانت رئيس يونيفرستي كولدج في تايمز للتعليم العالي "هناك خط رفيع ينبغي ان نسير عليه بين ضمان حرية التعبير من ناحية وبين الضمانات التي تمنع ممارستها بشكل غير مشروع من الناحية الأخرى مثل حالات التحريض على الكراهية الدينية او العرقية."
وقال احد منتقدي جمعيات النقاش الاسلامية المتشددة في الجامعات البريطانية ان التقرير اليمني معقول.
وقال انتوني جليز مدير مركز دراسات المخابرات والامن بجامعة باكنجهام "هناك احتمال يقرب من اليقين أن هذا حقيقي."
وأضاف "هناك مشكلة خطيرة في جامعاتنا. نعم تلقى عبد المطلب قنبلته وتدريبه في اليمن لكن لا يمكن تصور انه غادر بريطانيا الى اليمن وقرر هناك فجاة انه يريد ان يتدرب على أيدي تنظيم القاعدة."
ويقول محللون ان الجو السياسي المشحون بشأن افغانستان زاد من تعقيد النقاش بشأن الاسلاميين في الجامعات.
وأثارت جماعة اسلامية تسمى (اسلام فور يو كي) غضبا واسع النطاق هذا الشهر الحالي عندما اعلنت خططا لتنظيم مسيرة احتجاج على مقتل مدنيين في افغانستان في بلدة انجليزية تستضيف جنازات الجنود البريطانيين الذين يقتلون في افغانستان.
وهون معظم بيج وهو محتجز سابق في غوانتانامو تحدث امام كثير من الجماعات الاسلامية في الجامعات من شأن اتهام القاعدة بالقيام بنشاط في الجامعات ووصفه بأنه "أسوأ أنواع التخويف وإثارة الذعر".
وقال ان بعض المعلمين يتعرضون بالفعل لضغوط للابلاغ عن طلبتهم فيما وصفه بخيانة الثقة.
وقال عمر عاشور خبير الحركات الاسلامية في جامعة اكستر ان النقاش بشأن التحريض الاسلامي في الجامعات يطمس الفارق بين التشدد الديني وبين الخطوة التالية وهي الضلوع العملي في اعمال العنف.
وأضاف أن من شأن منع نوادي النقاش أو التضييق عليها ان يؤدي الى نتائج عكسية بتأجيج التطرف. ومضى قائلا "الحل ليس هو التضييق على النقاش وانما الحفاظ على استمرار النقاش واستكشاف كنه القضايا."
وقال ان الجامعات في الدول العربية تخضع عادة لمراقبة وثيقة من جانب الحكومات حيث تقوم اجهزة الامن في بعض الاحيان بدور قد يصل الى حد اختيار اعضاء هيئة التدريس. وأضاف أن النتيجة تكون في كثير من الاحيان مزيدا من التشدد الاسلامي الاعنف.