السعودية: طلبنا توضيحات من واشنطن للإجراءات الجديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدمام: اشنطن
يسود قلق كبير في أوساط الطلبة السعوديين المبتعثين إلى الولايات المتحدة وذلك بعد أن أقرت السلطات الأميركية تطبيقات إجراءات تفتيش إضافية على مسافري 14 دولة جاءت السعودية من ضمنها على خلفية محاولة متطرف نيجيري تفجير طائرة أميركية يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتزداد مخاوف هؤلاء المبتعثين مع عودة عدد كبير من هؤلاء المبتعثين لقضاء إجازة فترة رأس السنة وسط أهاليهم. وفي الوقت الذي بدأت فيه قوافل المبتعثين بالعودة إلى الولايات المتحدة مع انقضاء إجازة رأس السنة، فقد أثار احتجاز مبتعث سعودي في مطار أمستردام بهولندا ليومين هذه المخاوف وسط قلق عدد منهم من عودة سيناريو الإجراءات التي تلت تفجيرات 11 سبتمبر "أيلول" من التدقيق على أمتعة السعوديين وتأخر إجراءات صدور التأشيرة وغيرها من التعقيدات التي جاءت تابعة لأحداث تفجير مبنى التجارة العالمي في عام 2001.
ويقول أحمد الكعبي، وهو مبتعث سعودي في ولاية تكساس بأميركا عاد إلى السعودية قبل أيام من حادثة تفجير الطائرة، إنه يلحظ وجود قلق كبير في أوساط زملائه المبتعثين تتصدرها خشية من أن تؤثر إجراءات التدقيق الإضافية على دخولهم إلى الولايات المتحدة والعودة لإكمال الدراسة. ويشير الكعبي إلى أن المعاملة الخاصة في التفتيش التي كان يواجهها السعوديون أثناء توجههم إلى الولايات المتحدة ليست وليدة هذه الحادثة وإنما هي أسلوب متبع منذ سنوات، غير أن إعلان المسافرين السعوديين ضمن قائمة من رعايا 14 دولة سيخضعون لإجراءات تفتيش إضافية سوف يضيف إلى الأمر صعوبة أخرى. ويقول الكعبي "نعهد في رحلاتنا إلى أميركا وجود معاملة مختلفة من قبل المفتشين بمجرد رؤية الجواز الأخضر" في إشارة إلى الهوية السعودية. وفي السياق ذاته يؤكد أسامة النقلي مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن الوزارة وعبر السفارة السعودية في واشنطن أرسلت في طلب استيضاح حول عمليات التفتيش الدقيقة التي سيخضع لها السعوديون المتوجهون إلى الولايات المتحدة. وحول طبيعة هذا الاستيضاح والإجراءات التي ستتخذ لمتابعة وضع المبتعثين أرجأ النقلي الإجابة عن هذا التساؤل إلى وقت لاحق. فيما أكد الدكتور محمد العيسى الملحق الثقافي في سفارة السعودية بواشنطن أن هذه العمليات لن تؤثر على مسيرة الطالب السعودي المبتعث في أميركا، وأن الأمر لا يؤثر في الطالب ولا يخيفه وأن الإجراءات المطبقة اعتيادية. المبتعثون بدورهم لجأوا إلى التعامل مع هذه الإجراءات بتبادل النصائح والاستشارات عبر منتدياتهم الإلكترونية حتى تمر رحلة العودة بسلام. وكانت أولى هذه النصائح التي تبادلها المبتعثون هي وصيتهم بتغيير سير الرحلات لتفادي التوقف في أي محطة أوروبية قبل الوصول إلى المطارات الأميركية. ويذكر منصور الغامدي المبتعث السعودي في ولاية بوسطن الأميركية أن البحث عن رحلات مباشرة من السعودية إلى أميركا دون محطات توقف هو الخيار الأمثل لتفادي الإجراءات التي وصفها بـ"المجحفة" في حق السعوديين. محذرا زملاءه المبتعثين من التوقف في محطات أوروبية وخاصة ألمانيا وهولندا. نصائح المبتعثين امتدت إلى التحذير من حمل أي سوائل داخل حقائب السفر، وذلك حتى لا يتعرض المسافر إلى تعقيدات إضافية. وذلك بعد أن تسببت جرة عسل كان يحملها أحد المسافرين إلى إغلاق مطار كاليفورنيا الثلاثاء الماضي.
جملة النصائح هذه توجها المبتعثون بالتواصي بترديد أدعية دينية معينة وذلك لضمان مرور إجراءات التفتيش بسلام. ويوجد في الولايات المتحدة الأميركية 22 ألف مبتعث سعودي يدرسون في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات.
ومن جهتها، عبرت وزارة الخارجية الأميركية عن رغبتها في تشجيع كل المسافرين في مواصلة التوجه إلى الولايات المتحدة. وقالت مسؤولة في الخارجية الأميركية لـ"الشرق الأوسط": "الولايات المتحدة تريد أن تشجع كل المسافرين الدوليين الشرعيين، أميركيين أو أجانب، على التوجه إلى الولايات المتحدة للزيارات أو العمل أو الدراسة". وفي ما يخص الإجراءات الأمنية الجديدة أضافت "علينا أيضا أن نتخذ إجراءات مسؤولة للتأكد من سلامة كل المسافرين". وردا على سؤال عن إمكانية تأثير الإجراءات الأمنية على قرار السعوديين وغيرهم من الدول التي يخضع مواطنوها لإجراءات أمنية في المطارات الأميركية في التفكير بالدراسة في الولايات المتحدة، قالت المسؤولة "نأمل أن أعدادا قياسية من السعوديين سيواصلون اختيارهم الدراسة في الولايات المتحدة"، مضيفة "تشجيع التبادل الأكاديمي والفكري بين الدول أمر أساسي لبناء المزيد من التفاهم المتبادل ودعم أمن الولايات المتحدة وازدهارها الاقتصادي".
وتابعت المسؤولة "نحن متشجعون أن أكثر من 20 ألف طالب سعودي اختاروا الدراسة في الولايات المتحدة وأعداد قياسية من المسافرين السعوديين يزورون الولايات المتحدة للعمل والمتعة سنويا"، موضحة "لقد عملنا جاهدين في السنوات الأخيرة لتحسين خدمات الفيزا في الرياض وجدة والظهران".