أخبار

باكستان تعيش كابوسا اثر ملاحقة أميركا لقائد افغاني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تثير قضية ملاحقة الولايات المتحدة الأميركية للمتشدد الأفغاني جلال الدين حقاني جدلا محتدما في باكستان، اذ يرى البعض أنه سيصبح على الأرجح وكما تتوقع اسلام اباد ذا منفعة كبيرة في أفغانستان اذا انسحبت القوات الأميركية والى أن يتحقق الاستقرار للبلاد.

اسلام اباد: ستضغط الولايات المتحدة على باكستان بشدة لاتخاذ خطوة تنطوي على مجازفة هي ملاحقة شبكة الافغاني المتشدد جلال الدين حقاني اذا كانت هناك صلة بين الجماعة وأردني قتل سبعة من رجال وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.اي.ايه) في أفغانستان.

ربما لا تتكشف أدلة على أن شبكة حقاني المرتبطة بتنظيم القاعدة وتحتل موقعا متقدما على قائمة الجماعات التي تستهدفها ( سي.اي.ايه) وفرت أي نوع من الدعم للانتحاري المشتبه به في معقلها بشمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان.

لكن أدنى شك في أن الجماعة الافغانية قدمت له مجرد الضيافة في معاقلها سيؤدي لا محالة الى درجة عالية من الضغوط الأميركية على باكستان للقضاء على شبكة حقاني مما يحتمل أن يوتر العلاقات بين الحليفتين.

وقاومت اسلام اباد فيما مضى ضغوطا مستمرة من واشنطن لتفكيك الشبكة التي يقودها حقاني المتحالف مع طالبان ويعتقد أن له صلات وثيقة بتنظيم القاعدة وانه مهندس العديد من الهجمات رفيعة المستوى في أفغانستان.

وتنظر باكستان الى حقاني الذي تربطه منذ فترة طويلة صلات بوكالة المخابرات العسكرية الباكستانية على أنه سيصبح على الأرجح وكما تتوقع اسلام اباد ذا منفعة كبيرة في أفغانستان اذا انسحبت القوات الأميركية والى أن يتحقق الاستقرار للبلاد.

ويجادل مسؤولون باكستانيون يواجهون تمرد طالبان المتصاعد بالبلاد بأن حقاني لم يهاجم الدولة الباكستانية وبالتالي يجب أن يترك وشأنه.

غير أنه بعد الضربة القوية التي تلقتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية بات من المرجح أن تتغاضى واشنطن عن مخاوف باكستان الاستراتيجية وتمارس مزيدا من الضغوط على حكومة اسلام اباد لتقضي على حقاني فيما تستعد الولايات المتحدة لارسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان.

وقال رحيم الله يوسفزاي الصحافي المخضرم والخبير في شؤون المتشددين "لم يسبق أن عانت المخابرات المركزية الأميركية من خسائر كبيرة كهذه ابدا. لن ينتقموا محليا فحسب بل سيضغطون على باكستان لاتخاذ اجراءات ضد الجماعة."

ويقول مسؤولو مخابرات أميركيون حاليون وسابقون ان المحققين بحثوا عن خيوط من بينها الصلات المحتملة بين المهاجم وهو أردني جندته المخابرات الاردنية لاختراق القاعدة وشبكة حقاني.

وشن أنصار حقاني وحلفاؤهم من طالبان هجمات عديدة بدرجة عالية من التطور في اقليم خوست حيث وقع التفجير الانتحاري في قاعدة تشابمان الأميركية.

وكانت الموازنة بين المصالح الأميركية والباكستانية صعبة دوما. ويقول منتقدون ان الولايات المتحدة تنظر الى باكستان كدولة في الخط الامامي في حربها على الارهاب وتتوقع منها الرضوخ لاي طلب على الرغم من الثمن الباهظ الذي ستدفعه البلاد على الصعيد الداخلي.

وتقول باكستان انها فعلت اكثر مما فعلته اي دولة أخرى للقضاء على الارهاب وان شعبها هو اكثر من عانى، وقد تتسبب المطالب الأميركية في حدوث انفجار سياسي.

وهناك مشاعر متزايدة مناهضة للولايات المتحدة ويرجع هذا الى حد كبير الى الهجمات بطائرات أميركية بدون طيار على متشددين في باكستان.

اما الرئيس اصف علي زرداري الذي يفتقر الى الشعبية فليس في وضع يسمح له بادارة أي أزمات سياسية يثيرها ما سيعتبره كثير من الباكستانيين تدخلا من واشنطن اذا ضغط الأميركيون بقوة من أجل مزيد من التعاون الباكستاني بشأن حقاني.

وزرداري في موقف ضعف بالفعل. وربما يواجه بعض مساعديه ومن بينهم وزيرا الدفاع والداخلية المحاكمة في اطار قرار باحياء تهم بالفساد ضدهم.

وقد لا تلتفت الولايات المتحدة لهذه المسائل المثيرة للمشاكل وهي تعمل على ملاحقة اي شخص كان وراء الهجوم الانتحاري على المخابرات المركزية الأميركية.

ونفذت واشنطن عددا مرتفعا بشكل غير معتاد من الغارات بطائرات بدون طيار منذ الهجوم على موظفي (سي.اي.ايه).

وربما تقرر واشنطن سواء حصلت على موافقة باكستان أم لا تكثيف الغارات بطائرات بدون طيار على منطقة وزيرستان الشمالية حيث يعمل حقاني التي تسكنها قبائل البشتون وتعتبر معقلا للمتشددين من شتى أنحاء العالم.

لكن هذا يمكن أن يضر بقتال باكستان ضد مقاتلي طالبان الذين يحاولون توسيع نطاق عملياتهم بالبلاد وقتلوا مئات الاشخاص في تفجيرات منذ اكتوبر تشرين الاول.

وقال احمد رشيد الذي ألف كتبا عن حركة طالبان "يجب أن نتذكر أن الحرب ضد طالبان الباكستانية تشمل وقف اطلاق النار مع شيوخ القبائل الباكستانية المختلفة الذين يعيشون في وزيرستان الشمالية.

"ستشعر باكستان بقلق شديد من غارات الطائرات الأميركية بدون طيار التي لن تضرب حقاني فحسب بل ايضا شيوخ القبائل تلك"، وتعي الولايات المتحدة قدرات حقاني جيدا.

فقد لمع نجمه في الثمانينات وكان يتلقى الاسلحة والتمويل من (سي.اي.ايه) والسعودية لقتال القوات السوفيتية في افغانستان. ويقول محللون أمنيون ان القيادة الفعلية للجماعة انتقلت من جلال الدين المريض وهو في السبعينات من عمره الى ابنه سراج الدين.

ويمكن أن ينطوي تصعيد الهجمات بطائرات بدون طيار على مجازفة بالنسبة للولايات المتحدة وليس باكستان فحسب. وأعلن جناح القاعدة في افغانستان مسؤوليته عن الهجوم على القاعدة الأميركية الذي وقع الاسبوع الماضي. وقال انه نفذه انتقاما لمقتل زعماء متشددين من بينهم بيت الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية الذي قتل في غارات بطائرات بدون طيار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف