كرزاي: هناك "تهويل" لحجم الفساد في افغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تسبب قضية الفساد في توتر العلاقات بين كرزاي والكثير من الزعماء الغربيين الذين ينشرون نحو 110 الاف جندي في البلاد لمحاربة التمرد المتنامي لطالبان.
كابول: دافع الرئيس الافغاني حامد كرزاي عن سجله في مجال مكافحة الفساد في مقابلة يوم الجمعة وقال ان وسائل الاعلام الغربية "ضخمت الى حد كبير" القضية التي أضرت بسمعته.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الاخبارية التلفزيونية قال الرئيس الافغاني انه لا يعول على الاراء التي تأتيه من الزعماء الغربيين الذين أرسلوا قواتهم بدافع من مصالحهم الخاصة.
وكرر كرزاي التأكيد على سيادة بلاده وقال انه لن يطلب مزيدا من الاموال من المانحين خلال مؤتمر يعقد في لندن وقت لاحق هذا الشهر لكنه سيطالب بان تتوقف القوات الاجنبية عن اعتقال الافغان وشن حملات مداهمة ليلية وبذل جهد أكبر لوضع حد لسقوط قتلى من المدنيين.
وأردف "لا أسعى لاي افضال من المجتمع الدولي..انهم هنا لغرض ما هو محاربة الارهاب. ونحن نعمل لتحقيق هدفنا وهو الاستقرار والامن لافغانستان.
"يجب على المجتمع الدولي لاسيما الغرب أن يحترم افغانستان وحكومتها ويفهم أننا شعب ودولة لنا تاريخ ومصالح وكبرياء وكرامة."
وتابع "يجب ألا يكون الفقر الذي نعاني منه سببا للسخرية منا أو اهانتنا."
وتراجعت مكانة كرزاي في الخارج خاصة منذ اعادة انتخابه في اغسطس اب عندما جاء في تحقيق للامم المتحدة ان نحو ثلث الاصوات التي حصل عليها مزورة. وأدى هذا الى اجراء جولة ثانية الغيت بعد انسحاب منافس كرزاي.
وأقر الرئيس الافغاني بان بلاده "مثل كل الدول" تعاني من مشكلات تتعلق بالفساد لكنه قال ان "وسائل الاعلام الغربية هولت كثيرا من حجم المشكلة في افغانستان".
وقال ان معظم الفساد في البلاد "جاء من الخارج. مسؤوليتي كرئيس لافغانستان هي مكافحة الفساد في البلاد والقضاء عليه. وهذا هو ما نفعله بأقصى ما نستطيع".
وأضاف "فيما يتعلق بالديمقراطية أصبحنا نموذجا طيبا. نفذنا كل ما تطلبته الديمقراطية. لدينا دستور نحترمه.. لدينا انتخابات. وجهت اتهامات بالفساد والتزوير الى انتخابي في المرة الاولى.. من الاعلام الغربي في الاساس.. وخضنا جولة ثانية..هذه ديمقراطية."
وكانت الدول الغربية التي تحاول الدفاع عن تدخلها في الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات والتي تتزايد حدتها ولا تحظى بالشعبية لحماية حكومة كرزاي قد سعت مرارا لاقناعه باظهار العزم على مكافحة الفساد.
وعقد كرزاي مؤتمرا لمكافحة الفساد في كابول الشهر الماضي وصفه دبلوماسيون غربيون بانه فرصة للاعلان عن اجراءات قوية لاستئصال الفساد. وأدين خلال ذلك الاسبوع رئيس بلدية كابول بالكسب غير المشروع وهو أول مسؤول كبير يدان بالفساد.
لكن استخدام كرزاي لخطابه الافتتاحي للمؤتمر للدفاع عن براءة رئيس البلدية خيم على الاجتماع واعتبر ذلك منتقدون في الخارج والداخل تدخلا في عمل القضاء.
وخلال المقابلة دافع كرزاي مرة ثانية عن رئيس البلدية وقال "دافعت عنه ودفعت ثمن ذلك. دافعت عنه لانني أعرف انه رجل نظيف..أعرف ذلك."
وصوت البرلمان الافغاني الاسبوع الماضي على رفض أكثر من ثلثي وزراء الحكومة الذين اقترحهم كرزاي وكثير منهم حلفاء لامراء حرب سابقين من أصحاب النفوذ ساندوا اعادة انتخاب كرزاي. وقال كرزاي انه سيعمل بكل جهد للفوز بتأييد البرلمان للقائمة الجديدة المقرر أن يطرحها قريبا.
ويأمل الزعماء الغربيون في أن يكون المؤتمر الدولي في لندن يوم 27 يناير كانون الثاني فرصة أخرى لعرض خطط كرزاي للاصلاح. وقال الرئيس الافغاني انه سيستغل المؤتمر لا للحصول على أموال ولكن للسعي لتغيير الاساليب العسكرية الغربية بحيث تظهر مزيدا من الاحترام لمكانة افغانستان كدولة مستقلة.
وأكد على استمرار جهود المصالحة مع المتشددين واشار الى أن الدول الغربية تفتقر احيانا الى فهم دقيق لعدوها.
وتابع "لا نريد تقويض طالبان نريد أن تأتي طالبان وتعيش بسلام في بلدنا. نريد القضاء على الارهابيين. هناك فرق بين القاعدة العريضة في طالبان وبين الارهابيين.
"هذا هو ما أريد أن تفهمه دول حلف شمال الاطلسي وهو ان الحرب على الارهاب ليس مكانها القرى الافغانية وليست مطاردة كل رجل ملتح يرتدي عمامة".