طهران في مواجهة التحديات الداخلية والضغوط الخارجية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
.
ورفضت ايران هذا العرض الذي يهدف حسب الدول الغربية الى إقرار "جو من الثقة" واقترحت بالمقابل تبادلا لليورانيوم بالتوازي وبكميات قليلة. كما طلبت ايران ان يتم هذا التبادل في ايران قبل ان تتخلى عن هذا الشرط وتطرح امكنة اخرى مثل البرازيل واليابان او تركيا. ولم يصدر اي رد فعل من الدول الغربية على هذا الاقتراح الايراني الا انها سبق واعلنت رفضها مبدأ تبادل اليورانيوم على مراحل.
هذا الرفض وادانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لسياسة ايران في المجال النووي دفعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى الاعلان في مطلع كانون الاول/ديسمبر عن ان ايران ستقوم بنفسها بتخصيب ما تحتاج اليه من اليورانيوم بنسبة 20% وان "الملف قد اغلق".
واعتبر المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي مايك هامر ان ايران "تعزل نفسها" بفرضها مهلة نهائية على الدول الكبرى للموافقة على تبادل اليورانيوم وفقا لشروطها هي وليس لشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وراى ان العرض الذي قدمته الوكالة الذرية لطهران بشأن تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج هو عرض كاف ولا ضرورة لإدخال شروط جديدة عليه.
ومن المقرر ان تتشاور الدول الكبرى الست حول طبيعة العقوبات الجديدة التي ستفرضها على ايران ويمكن ان تنتقل هذه المشاورات الى داخل مجلس الامن منتصف الشهر الحالي. وقد سبق ان اصدر مجلس الامن خمسة قرارات ضد ايران، ثلاثة منها مرفقة بعقوبات، وذلك بسبب رفضها وقف تخصيب اليورانيوم.
وأعقب الإعلان عن فوز نجاد موجة احتجاجات عارمة، في مختلف شوارع العاصمة طهران، وبعض المدن الإيرانية الأخرى، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما اعتقلت السلطات العشرات من أنصار المعارضة.
وفي وقت سابق الخميس، قررت السلطات الإيرانية إحالة خمسة معتقلين، في أعقاب الاحتجاجات التي شهدها يوم "عاشوراء"، في 27 كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى المحاكمة بتهمة "الحرابة"، أي "محاربة الله ورسوله"، وهي جريمة عقوبتها الإعدام.
وشددت السلطات ضغطها على المعارضة لا سيما منذ تظاهرات 27 كانون الاول/ديسمبر التي سقط خلالها ثمانية قتلى ومئات الجرحى. واعلنت السلطات انها لن تتسامح مع اي تظاهرة للمعارضة.
وأفادت تقارير دولية بأن قوات الأمن استخدمت "القوة المفرطة" في قمع الاحتجاجات المناهضة للرئيس نجاد، ما أدى إلى مقتل عدد من المتظاهرين، قدرتهم السلطات الرسمية بـ19 شخصاً، فيما أشارت تلك التقارير إلى أن أعداد الضحايا يتجاوز 150 قتيلاً.
واتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" عناصر الباسيج بالانخراط في أعمال عنف متفرقة بحق المتظاهرين ونشطاء المعارضة، حيث قام أفراد هذه الميليشيا، التي شُكلت أثناء ثورة 1979 والتابعة للحرس الثوري، بمهاجمة مساكن الطلاب الجامعيين عدة مرات، وقاموا بضرب واعتقال العديد من الطلاب.
على صعيد الأزمة الخارجية، رفضت ايران مهلة نهاية السنة التي حددها الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي، للموافقة على مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يقضي بأن تسلم ايران القسم الاكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب لزيادة تخصيبه الى نسبة 20% في روسيا ثم تحويله الى وقود في فرنسا.
واوضح موقع "رجاءنيوز" ان "قوات مكافحة الشغب حاولت مرارا شق الحشود الغاضبة وان سيارة كروبي غادرت بالنهاية المكان تحت وابل من الحجارة والبيض والطماطم".
وكان كروبي، إضافة إلى زعيم المعارضة مير حسين موسوي، قد شاركا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في يونيو/ حزيران الماضي، بمواجهة الرئيس "المحافظ" محمود أحمدي نجاد، الذي فاز بفترة رئاسية ثانية.
الى ذلك، ذكر تقرير لموقع "شهام نيوز" أن إطلاق النار حدث عندما كان كروبي بصدد مغادرة بناية في قزوين التي تبعد نحو 90 ميلا غرب طهران، وأضاف التقرير أن نحو 500 شخص كانوا يتظاهرون خارج البناية التي كان يقيم فيها كروبي منذ أمس.
ووصف الموقع المتظاهرين بأنهم مسلحون، مضيفا أن الشرطة عجزت عن تفريقهم. وواصل الموقع أن عناصر من ميليشيا الباسيج الذين بلغ عددهم نحو 500 بالإضافة إلى سكان قرى مجاورة أحاطوا بالبناية التي كان يقيم فيها كروبي، وهاجموها باستخدام الحجارة وقطع الزجاج المكسر.
وبعد أربع ساعات من حضور المتظاهرين، تدخلت قوات مكافحة الشغب ونجحت في تأمين خروج كروبي من البناية، وأضاف الموقع "عندما كانت سيارة (كروبي) تغادر المكان، تعرضت لهجوم وإطلاق نار لكن لأن السيارة مصفحة، لم تتضرر سوى النوافذ".
وواصل أن حراس كروبي لم يردوا على مصادر النيران، ولم تعلق السلطات على الحادث، وردد المهاجمون شعارات موالية للحكومة وقائد الثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي.
ونقل موقع "ساهامنيوز.اورغ" عن كروبي قوله "لم يرد حراسي لانهم وبعكس المهاجمين كانوا سيحاكمون او يقاضون" لو فعلوا ذلك.
من جانبها، قالت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء إن كروبي اضطر إلى مغادرة قزوين يوم الخميس بعد ان تظاهر ضده عدد من المحتجين تجمعوا امام مقر اقامته.
وقالت الوكالة إن المحتجين هتفوا "لعن الله كروبي" وغيره من الشعارات المعادية وطالبوه بمغادرة المدينة.
الى ذلك، اكد موقع "رجاءنيوز" المحافظ والمقرب من الحكومة الهجوم مؤكدا ان زجاج نوافذ سيارة كروبي تكسر بالحجارة، واضاف ان "الاف الاشخاص الغاضبين طوقوا المنزل الذي كان فيه كروبي". وتابع ان "الحشود الغاضبة كانت تردد "الموت لكروبي، الموت لموسوي (رئيس الوزراء السابق والمرشح الفاشل في الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو) الموت لخاتمي" الرئيس الاصلاحي السابق.
في الوقت الذي يستمر فيه السجال الإيراني مع الدول الغربية حول تخصيب اليورانيوم الذي يخشى المجتمع الدولي أن تكون أهدافه عسكرية، يبقى الوضع الداخلي في ايران محط أنظار العالم، اذ إن الأزمة الداخلية والإحتجاجات تتوسع مفرزة المزيد من الإنشقاقات بين صفوف الإصلاحيين والمتشددين.
طهران: أفادت تقارير إعلامية إيرانية الجمعة، بأن سيارة زعيم المعارضة الإصلاحي مهدي كروبي، تعرضت لإطلاق نار، أثناء تواجده في مدينة "قزوين" شمال البلاد، إلا أنه لم يُصب بسوء نتيجة الهجوم.
وقال موقع "أخبار البرلمان"، التابع لكتلة النواب الإصلاحيين، إن السيارة تحطمت نوافذها، نتيجة تعرضها لإطلاق النار، مشيراً إلى أن كروبي كان يشارك في عزاء أقامه أحد الإصلاحيين في المدينة.
وذكرت وكالة "فارس"، شبه الرسمية، أن كروبي تلقى دعوة من عضو سابق في البرلمان لحضور العزاء، إلا أنه التقى عدداً من المعارضين لحضوره، دون أن تكشف عن أسماء الأشخاص الذين كانوا يقدمون لهم واجب العزاء