«القاعدة» تسعى لانفصال جنوب اليمن لتحويله ملجأ لها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عدن
أعرب مسؤولون غربيون ويمنيون ومحللون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان عن اعتقادهم أن مشاعر الحكومة في جنوب اليمن تزيد تعقيد الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لتثبيط طموحات تنظيم القاعدة عبر أرجاء المنطقة. وتسلط هذه المخاوف الضوء على إلى أي مدى تتحرك الولايات المتحدة، في إطار تكثيفها مشاركتها العسكرية هنا، نحو التعاون مع حكومة تواجه انقسامات داخلية تبدو في بعض جوانبها أشد تعقيدا عن تلك القائمة في العراق وأفغانستان وباكستان. خلال خطاب ألقاه الخميس، أعلن الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة عملت من كثب مع شركائها، بما فيهم اليمن، من أجل "توجيه صفعات كبرى" لـ"القاعدة". إلا أن خبراء على معرفة وثيقة بالتنظيم هنا قالوا إنه مهيأ لاستغلال الانقسامات داخل البلاد في اجتذاب مجندين ومزيد من التعاطف من جانب القبائل القوية في جنوب اليمن. من ناحيته قال نجيب غلاب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء: "تحلم (القاعدة) بتحقيق انفصال في اليمن، انطلاقا من رغبتها في تحويل الجنوب إلى تربة خصبة نموذجية للإرهاب العالمي". جدير بالذكر أن اليمن، الذي كان في فترة من الفترات دولتين، اتحد عام 1990. إلا أن حربا قصيرة الأمد اندلعت عام 1994. من الشمال، بعث الرئيس علي عبد الله صالح آلاف اليمنيين للقتال في أفغانستان، وكذلك سلفيين، للقتال في الجنوب. ومنذ ذلك الحين، ساد التوتر هذه المنطقة الواسعة. وتعاني الموارد الحكومية هنا وطأة ضغوط شديدة مع خوضها حربا أخرى ضد حركة تمرد شيعية في الشمال.
وينتقد جنوبيون الحكومة لأنها حرمتهم نصيبهم في العائدات النفطية، وطردت الكثير منهم من المؤسسة العسكرية والوظائف الحكومية. واجتاحت موجة من المظاهرات جنوب البلاد، مما دفع الحكومة لشن حملة إجراءات صارمة ضد المنطقة. والآن، يطالب الكثير من أعضاء "الحراك الجنوبي"، وهو تحالف واسع غير محكم، بالانفصال. في هذا الصدد، أكد أحمد قاسم، الناشط الانفصالي الذي تحدث بنبرة خافتة من داخل سيارة في هذه المدينة الجنوبية: "لم نعد نرغب في الحصول على حقوقنا من الحكومة، وإنما نريد شمالا وجنوبا منفصلين".
في مايو (أيار)، أعلن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، وهي الجماعة المزعوم تدبيرها محاولة نسف طائرة ركاب أميركية في يوم عيد الميلاد، تأييدها مطالب جنوبيين بإقامة دولة منفصلة. وتعهد أمير الجماعة، ناصر الوحيشي، بالانتقام من "القمع" الذي عاناه الجنوبيون. جدير بالذكر أن جنوب اليمن يقع في طرف شبه الجزيرة العربية ويطل على مضيق باب المندب الاستراتيجي، أحد أبرز ممرات الشحن العالمية للنفط. كما يعد المضيق بوابة إلى الصومال، التي تشن حركة إسلامية مسلحة أخرى بها تدعى "الشباب"، ولها صلات بـ"القاعدة"، قتالا ضد الحكومة الصومالية الانتقالية المدعومة من واشنطن.
الملاحظ أن مسلحي "القاعدة" ازدهرت أوضاعهم بمناطق جنوب وجنوب شرق اليمن، حيث يتمتعون بحماية تحالفات وأعراف قبلية داخل مجتمعات محافظة دينيا لا تتساهل حيال أي تدخل خارجي بشؤونها، حتى لو كان من جانب الحكومة. الواضح أن التشارك في كراهية السلطة المركزية والسياسات الأميركية بالشرق الأوسط عزز روابط "القاعدة" مع أبناء القبائل الجنوبية. وفي عدن، فجر مسلحون يتبعون "القاعدة"، المدمرة الأميركية "كول" عام 2000، مما أسفر عن مقتل 17 بحارا أميركيا. داخل سيارة بيضاء منبعجة الشكل، جلس قاسم مع زعيم انفصالي آخر، قاسم العتويل. ومن حين إلى آخر، كانا ينظران بتوتر خارج النافذة، خوفا من إمكانية تنصت عملاء الاستخبارات اليمنية إلى حديثهما مع صحافي. واشتكى الزعيمان الانفصاليان تبديل أسماء الشوارع إلى أخرى شمالية. وقالا إن الشماليين استولوا على مبانٍ ومزارع وأراضٍ من الجنوبيين. وشددوا على أن أبناء الشمال نالوا فرصة الالتحاق بجامعات وتقلد وظائف أفضل. وقال العتويل، وهو جنرال متقاعد من الجيش، إن معاشه نصف ما حصل عليه نظراؤه الشماليون. وأضاف: "ما تفعله الحكومة سيزيد من قوة (القاعدة) هنا". في طرف آخر من عدن، أوضح رئيس التحرير التنفيذي لـ"الأيام"، أكبر وأبرز الصحف اليومية في الجنوب، إن الحكومة حظرت صحيفته لتعاطفها مع قضية "الحركة الجنوبية".
وقال هاني بشراحيل: "إننا نخضع فعليا للإقامة الجبرية". الاثنين، نظم صحافيون اعتصاما، اعتراضا على إغلاق الصحيفة. واندلعت صدامات بين الشرطة والحرس المسلح للصحيفة، مما أسفر عن مقتل فرد لدى كلا الجانبين. وألقت الشرطة القبض، الأربعاء، على هاني ووالده، هشام بشراحيل، رئيس تحرير الصحيفة. طبقا لما ذكرته منظمة "هيومان رايتس ووتش"، فإن القوات اليمنية فتحت النار على متظاهرين عزل ست مرات في عامي 2008 و2009، مما أسفر عن مصرع 11 شخصا على الأقل وإصابة العشرات. على الجانب الآخر، نفى مسؤول يمني استخدام الحكومة للقوة المفرطة، وشدد على أن بعض الانفصاليين عمدوا إلى استهداف القوات الحكومية. وقال رشاد العليمي، نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع: "إنهم يدعون كونهم حركة، لكنهم لا يعدون كونهم خارجين على القانون".
مع استمرار ممارسات القمع الحكومية، تتنامى المخاوف من إمكانية تفاقم العنف، خصوصا مع استمرار الحرب المدعومة من واشنطن ضد "القاعدة" في الجنوب. منذ يوليو (تموز)، ورد مزيد من التقارير حول حمل بعض المتظاهرين السلاح، طبقا لما ذكرته "هيومان رايتس ووتش". في نوفمبر (تشرين الثاني)، قتل مسلحو "القاعدة" ثلاثة مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى وأربعة من المرافقين لهم في إقليم حضرموت الجنوبي.
وكان من شأن التحالف الذي ظهر مؤخرا بين الزعيم القبلي القوي والجهادي السابق طارق الفضلي، و"الحركة الجنوبية"، تفاقم التوترات. يذكر أن الفضلي الذي ينتمي إلى الجنوب شارك في قتال السوفيات في أفغانستان. وبعد ذلك، أرسله صالح للقتال ضد القوى الماركسية السابقة في الجنوب في أثناء الحرب الأهلية. إلا أنه في أبريل (نيسان)، قطع الفضلي صِلاته بصالح، وبث زخما جديدا في "الحركة الجنوبية". ومنذ ذلك الحين، تكثفت المظاهرات المناهضة للحكومة.
من جانبها، اتهمت الحكومة الفضلي و"الحركة الجنوبية" بالتواطؤ مع "القاعدة". وأنكر الفضلي "والحركة الجنوبية" هذا الاتهام، واتهما صنعاء باستغلال شبح "القاعدة" في اجتذاب تأييد الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط. ورغم ذلك، يؤكد بعض النشطاء الحقوقيين أن تحالفا يجري تشكيله بالفعل بين بعض الانفصاليين والفضلي و"القاعدة". على سبيل المثال، أعرب كريستوف ويلك، الباحث لدى "هيومان رايتس ووتش" والمعنيّ بشؤون اليمن، عن اعتقاده أن زعيما واحدا من "القاعدة"، على الأقل، انضم إلى الفضلي و"الحركة الجنوبية". وقد قتل هذا الشخص في ضربة جوية يمنية مدعومة من واشنطن الشهر الماضي، حسبما أوضح ويلك. وأشار إلى أن مسألة ظهور تحالف بين "الحركة الجنوبية" و"القاعدة" لم تتأكد بعد، لكنه أردف أن هذا الوضع يمكن أن يتغير حال تعمق الحرب المدعومة من واشنطن من دون ممارسة الأخيرة ضغوطا على صالح لوقف ممارساته القمعية في الجنوب. في تلك الأثناء يتهم الجنوبيون الساخطون الحكومة والولايات المتحدة بقتل عشرات الضحايا المدنيين في ضربة جوية الشهر الماضي. في المقابل، قال مسؤولون يمنيون إنهم قتلوا مسلحين وأقارب لهم. وقال ويلك: "حال ظهور عدو مشترك يتمثل في الولايات المتحدة سيتبدل الوضع وستصبح (القاعدة) حليفا لـ(الانفصاليين). وهذا تحديدا ما نرغب في تجنبه".
التعليقات
استقلال الجنوب
الحميري -لاادري لما يربط بعض الصحفيين القاعدة بالجنوبيين هناك عدم معرفة لدى البعض بالقضية الجنوبية الجنوب كانت دولة مستقلة ولم تتوحد مع اليمن على مدار اكثر من ثلاثة الاف سنة,,,توحد بالخطابات الرنانة بالقومية العربية وهاهم الان يندبو حضهم,,هناك نضام اليمن الشمالي يحاول ربط القاعدة بالحراك الجنوبي لانة نضام يعرف التدليس كي يقول للعالم ان لو انفصل الجنوب سوف تحكمة القاعدة وهذا غلط كبير كون الجنوبيين لاتربطهم اي علاقة بالقاعدة,,القاعدةعلى علاقة قوية بالنضام اليمني واستخدمهم النضام في حرب اربعة وتسعين ضد الجنوبيين,,,,,,
استقلال الجنوب
الحميري -لاادري لما يربط بعض الصحفيين القاعدة بالجنوبيين هناك عدم معرفة لدى البعض بالقضية الجنوبية الجنوب كانت دولة مستقلة ولم تتوحد مع اليمن على مدار اكثر من ثلاثة الاف سنة,,,توحد بالخطابات الرنانة بالقومية العربية وهاهم الان يندبو حضهم,,هناك نضام اليمن الشمالي يحاول ربط القاعدة بالحراك الجنوبي لانة نضام يعرف التدليس كي يقول للعالم ان لو انفصل الجنوب سوف تحكمة القاعدة وهذا غلط كبير كون الجنوبيين لاتربطهم اي علاقة بالقاعدة,,القاعدةعلى علاقة قوية بالنضام اليمني واستخدمهم النضام في حرب اربعة وتسعين ضد الجنوبيين,,,,,,