انتخابات ميانمار قد تؤدي لزيادة أعداد اللاجئين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تستعد جماعات إغاثة لزيادة في أعداد اللاجئين من ميانمار التي تحكمها حكومة عسكرية الى تايلاند والصين قبل أول انتخابات برلمانية تجريها خلال عقدين هذا العام مما قد يوتر العلاقات مع جارتيها ويزيد من أوضاع مخيمات اللاجئين المكتظة في ميانمار سوءا.
ماي سوت: تنبعث من مقلب للقمامة خارج بلدة ماي سوت رائحة السمك الفاسد النتنة وبقايا أخرى لكن مقلب القمامة هذا كنز لمئات اللاجئين الذين يفدون من ميانمار وتقول جماعات إغاثة ان حجمهم قد يزداد زيادة كبيرة هذا العام.
ويعيش بعض من فروا الى تايلاند في ظروف سيئة للغاية. في احدى المستوطنات لجأ نحو 300 مهاجر عبروا بطريقة غير شرعية الى تايلاند الى جوار أكوام القمامة خارج ماي سوت على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود.
يقولون ان الحياة بين أكوام القمامة أفضل مما كان لديهم في وطنهم. وواجهت بعض الاقليات العرقية حملة عسكرية اتسمت بالقتل والسخرة والاغتصاب وتجريف القرى.
وقالت سين سين (38 عاما) من عرق الكارين "أريد المكوث هنا وادخار بعض الأموال لانني أستطيع الاحتفاظ بما أكسبه دون أن يضايقني أحد حتى لو كانت الوظيفة صعبة وقذرة."
ويخرج الناس ركضا من أكواخ مؤقتة ويصطفون بشكل منظم متى تصل شاحنات القمامة في انتظار التنقيب بالقمامة التي تفرغها بحثا عن أشياء تصلح لاعادة التدوير.
ويفرز صبيان وفتيات حفاة الأقدام أكوام القمامة لتلهيهم الدمى المكسورة والعرائس التي يغطيها الطين التي يعثرون عليها من وقت لآخر.
وتكسب سين سين نحو 100 بات (ثلاثة دولارات) في اليوم من بيع البلاستيك وتقول ان هذا المبلغ يكفي لتعيش عليه. في ميانمار كانت تضطر لاعطاء معظم الاموال التي تكسبها لضباط الجيش "كاتاوة" وضرائب.
وتتهم الحكومة العسكرية في ميانمار منذ فترة طويلة باضطهاد الاقليات العرقية بالبلاد مما يسبب هجرة جماعية مستمرة. وتقول مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان نحو 140 الف لاجيء يعيشون في مخيمات رسمية على امتداد الحدود بين تايلاند وميانمار.
وفر ما يقدر بنحو 37 الفا الى الصين في أغسطس اب بعد أن هزمت القوات الحكومية مقاتلين موالين لجماعة كوكانج العرقية التي تتحدث اللغة الصينية وقد أدى هذا في حدث نادر الى توبيخ الصين الحليف والمستثمر المهم لجنرالات ميانمار.
وفر الالاف الى تايلاند في يونيو حزيران حين اشتبك الجيش مع جماعة اتحاد كارين الوطني وهي جماعة متمردة سعت للحصول على الاستقلال في التلال الشرقية المتاخمة لتايلاند على مدار الاعوام الستين الماضية.
ويقول عمال إغاثة ان أعداد اللاجئين من بورما السابقة انخفضت في الأشهر الأخيرة لكن الوضع حساس في ظل استمرار القتال بين متمردي اتحاد كارين الوطني وجيش كارين البوذي الديمقراطي المتحالف مع الجيش.
ويقولون ان القتال يشير الى التقدم الضئيل في انهاء واحدة من أقدم حركات التمرد في العالم مما يثير احتمال المزيد من زعزعة الاستقرار والمزيد من اللاجئين. كما يبرز هذا هشاشة اتفاقات وقف اطلاق النار التي تبرمها الحكومة مع اكثر من 12 جماعة عرقية مسلحة.
وقال ديفيد يوبانك وهو عامل اغاثة في ولاية كارين بشمال ميانمار ومدير جماعة (فري بورما رينجرز) وهي جماعة مسيحية تساعد اللاجئين داخل ميانمار "هنا يدور قتال كل أسبوع." وأضاف أنه لم تقع هجمات واسعة النطاق بعد لكن جيش ميانمار يعيد تزويد معسكراته بالامدادات.
وقال اونج دين المدير التنفيذي لجماعة الحملة الأميركية من اجل بورما وهي جماعة في المنفى على اتصال وثيق بالزعماء العرقيين لميانمار ان القوات الموالية للحكومة تراكم المؤن بعد الاشتباكات المميتة التي وقعت الشهر الماضي، وأضاف "قوات النظام في ولاية كارين تجمع الطعام والمؤن الأخرى."
ووفقا لمصادره فان قوات اتحاد كارين الوطني نصبت كمينا لكتيبة للنظام في 16 ديسمبر كانون الاول مما أسفر عن مقتل قائد تكتيكي و14 جنديا واصابة 17. ولم يتسن التحقق من صحة هذا من مصدر مستقل. بعد ذلك بثلاثة أيام قتل جنديان حكوميان وأصيب أربعة في اشتباكات بمنطقة خاضعة للمتمردين يسيطر عليها اللواء السادس لاتحاد كارين الوطني.
وتجري ميانمار أول انتخابات برلمانية خلال عقدين هذا العام لكن منتقدين يرفضونها بالفعل بوصفها حيلة لاكساب الحكم العسكري المستمر منذ نحو 50 عاما شرعية وتمديده.
ويريد النظام من الجماعات العرقية مجرد المشاركة وسيساعد دعمها الحكومة العسكرية على زعم أن البلاد بكاملها تقف وراء الانتخابات التي تجريها. ويقول منتقدون ايضا ان النظام يحاول تجنيد مقاتلين متمردين قسرا من اجل قوة تابعة للجيش لحراسة الحدود.
ويشيرون الى أن جيش ميانمار يسعى الى تحييد عرق الكارين والاقليات العرقية الاخرى بهدف السيطرة على الموارد الخاصة بقطع الاشجار لاستخدامها في صناعة الاخشاب والتعدين وهي مصدر مهم للدخل للبلاد الفقيرة التي هي ثاني اكبر دولة بجنوب شرق آسيا.
ولا تثق جماعات عرقية كثيرة بما في ذلك الكارين الذين يغلب عليهم المسيحيون في الجيش وقياداته البورمية العرقية حيث تمتد كراهيتها لهم لفترة طويلة وتشعر أنها لن تجني شيئا من المشاركة في العملية الانتخابية.
واذا تخلت هذه الجماعات عن سلاحها وتنازلت عن الحكم الذاتي الذي حصلت عليه بشق الانفس فستفقد السيطرة على التجارة المربحة في الموارد الطبيعية وفي بعض الحالات في الافيون والمخدرات التخليقية.
وقالت سالي طومسون نائب مدير وكالة تايلاند بورما بوردر كونسورتيوم وهي وكالة إغاثة تعمل في مخيمات للاجئين تديرها حكومة تايلاند "يتوقع أن يزداد الوضع سوءا على الحدود لانه سيكون هناك ضغط على جماعات الهدنة لتغير اتجاهها قبل الانتخابات."
وأضافت "حيث ان الموعد النهائي لانشاء قوة حرس الحدود يلوح في الافق نتوقع أن نرى زيادة في توافد اللاجئين الجدد."
واستقر عشرات الالاف من اللاجئين من ميانمار في دول ثالثة في الأعوام الأخيرة.
ويعيش ما بين مليونين وثلاثة ملايين مهاجر من ميانمار في أنحاء تايلاند ويعمل كثير منهم بشكل غير قانوني في وظائف متدنية الاجور. وتقول جماعات اغاثة ان كثيرين منهم قد يتأهلون لوضع اللاجيء، ويحاول البعض الهرب من الفقر المدقع.
ويقول اسهين سوباكا وهو راهب يجمع الاموال لمساعدة المهاجرين على الحدود "الاوضاع سيئة هناك. يفضلون الحياة في مقلب للقمامة في تايلاند على العودة"، وأضاف "النوم العميق هنا وليس في بورما".