طالباني وبن حلي بحثا المصالحة وتعزيز دور الجامعة في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلال اجتماعه مع الرئيس العراقي أكد أحمد بن حلي حرص الجامعة العربية على تعزيز دورها في العراق.
لندن: بحث الرئيس العراقي جلال طالباني في بغداد اليوم مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي آخر المستجدات السياسية في العراق وفي مقدمتها الانتخابات التشريعية المقبلة والمصالحة الوطنية وعلاقات العراق بمحيطه العربي وضرورة تعزيز دور الجامعة في العراق.
وخلال الاجتماع قدم الرئيس طالباني شرحًا لتطوّرات الأوضاع السياسيّة على الساحة العراقيّة، مؤكدًا أن العراق اصبح الآن دولة دستورية تعتمد القضاء المستقل وترعى حقوق الإنسان وتتبنى حرية التعبير وتحترم الرأي الآخر. وأشار الى "الجهود التي بذلها ويبذلها من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية العراقية وحلحلة الأوضاع المتشنجة".. وقال "إن البلاد مقبلة على انتخابات تشريعية ستضعها على أعتاب مرحلة سياسية جديدة".. معربًا عن أمله في أن تتسم الانتخابات بالنزاهة والشفافية العالية لتكون مثالاً يحتذى به في المنطقة كما نقل عنه بيان صحافي رئاسي الى "ايلاف".
وشدَّد الرئيس طالباني على أن القوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية تسعى إلى تفعيل لغة الحوار البناء وإنضاجها فيما بينها، وإيجاد آليات تواصل قوية بعيدًا من الاحتقانات والتخندقات الضيقة دعمًا للعملية السياسية والمسيرة الديمقراطية في العراق.
وأشار إلى أن إحترام الدستور الدائم الذي صوت عليه أكثر من إثني عشر مليون عراقي هو الأساس الذي يجب ان يعتمد في برنامج عمل كل القوى السياسية، مؤكدًا أن العراق الجديد يجب أن يدار بمبدأ التوافق كون الشعب العراقي يضم العديد من المكونات والأطياف المتنوعة التي ينبغي على الجميع إحترام حقوقها ومشاعرها. واكد على رغبة العراق القوية في تعزيز علاقاته بمحيطه العربي موضحًا الوقائع والحقائق المتعلقة بذلك الأمر، مشيرًا إلى أهمية دعم الجامعة العربية والدول المكونة لها للتجربة الديمقراطية العراقية.
من ناحيته، أكد بن حلي حرص الجامعة على تعزيز دورها وتفعيل تواصلها المباشر مع الحكومة والمؤسسات الدستورية العراقية كون العراق من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية مشددا على التزام الجامعة العربية نحو العراق وشعبه. وأشار بن حلي الى حرصه الشخصي على استمرار التواصل مع الرئيس طالباني لما فيه مصلحة العراق والعمل العربي المشترك مضيفاً: "نحن مع مصلحة العراق ورقي شعبه وازدهار مستقبله".
وفي وقت سابق اليوم اكد الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم على ضرورة توسيع الحضور العربي في العراق وان يكون للجامعة دور في الاعداد والمراقبة للانتخابات العراقية المقبلة في داخل البلاد وخارجها.
جاء ذلك خلال اجتماع الحلي في بغداد مع الحكيم مشيرًا الى ان مهمته في العراق تأتي لأستشراف الاوضاع السياسية والامنية في الوقت الذي يتحرك فيه العراق نحو المستقبل من خلال تجربته الانتخابية القادمة. واضاف ان الانتخابات القادمة ستكون ناجحة ورائدة وسيكون للجامعة العربية الحضور الفعال والمشاركة من حيث الاعداد والمراقبة في داخل العراق وخارجة. واشاد بالواقع العراقي في الوقت الحاضر بعد تجاوزه لمراحل العنف الطائفي مشدداً على ان تجاوز هذه القضايا لم يتم لولا الدور الكبير والمواقف الحكيمة التي قامت بها المرجعية الدينية في الحفاظ على سلامة العراق ووحدته الوطنية.
من جانبه، أكد الحكيم على ضرورة ان يكون للجامعة العربية دور كبير في العراق وان يتحمل العرب جزءًا من الهم العراقي مستعرضًا الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية في الساحة العراقية وطبيعة التجربة الانتخابية والائتلافات الوطنية التي ستخوض هذه الانتخابات ومميزات الائتلاف الوطني العراقي. وشدد على انه سيبذل جهودًا كبيرة لتقليل اضرار التنافس الانتخابي لكي لا ينعكس سلبًا على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية القامة التي ستنبثق عن مجلس نواب قوي ليقود العراق نحو الاستقرار والامن والرفاه الاقتصادي.
وكان بن حلي بحث امس مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري التطورات السياسية والامنية ودور الجامعة لدعم ومساندة العراق والعملية الانتخابية والسياسية في البلاد والملف العراقي في مناقشات القمة العربية المنتظرة في طرابلس. كما جرى بحث علاقات العراق مع الجامعة ومع الدول العربية اضافة الى عدد من القضايا العربية الاساسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والاوضاع في اليمن والسودان.. كما تم التداول حول الاستعدادات والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القمة العربية القادم في الجماهيرية العربية الليبية في آذار القادم.
وعرض زيباري رؤية وتصورات الحكومة العراقية حول الاوضاع العربية وجهود تفعيل مبادرة السلام العربية والتحركات الدبلوماسية القائمة لتحريك عملية السلام ودور العراق في اجتماع القمة العربية القادم في طرابلس والموضوعات التي يريد بحثاها في القمة فيما يتعلق بقضاياه الملحة. وكان بن حلي وصل الى بغداد امس لاجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين تتعلق بجملة من القضايا من بينها مراقبة الانتخابات العامة التي ستجري في اذار (مارس) المقبل وسبل توسيع التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق..
ومن المنتظر ان يجري الوفد خلال زيارته التي تستغرق ثلاثة ايام مباحثات مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اياد السامرائي اضافة الى قادة الكتل السياسية ومسؤولين اخرين. وتستهدف المباحثات دراسة آلية مشاركة الجامعة العربية في مراقبة الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة التي ستجري في اذار (مارس) المقبل وتوسيع التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق اضافة الى مناقشة كيفية تناول الملف العراقي في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في طرابلس في اذار (مارس) المقبل. كما ستتناول مباحثات بن حلي في بغداد احتلال ايران لحقل الفكة اانفطي العراقي الجنوبي ونقل وجهة النظر العراقية الى الجامعة التي ستعرض تقديم ما يمكنها من مساعدة حول الموضوع.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد أعلن السبت الماضي أنه كلف نائبه أحمد بن حلي بزيارة العراق تنفيذاً لما اتُفق عليه بين بغداد والجامعة العربية للتشاور المستمر الذي يهدف إلى دعم التقدم الحاصل في العراق. وقال بن حلي ان الجامعة فاتحت عددا من الدول العربية لاجراء الانتخابات للعراقين المقيمين فيها. وكان ممثل الجامعة العربية الليبي ناجي شلقم قد وصل الى بغداد الأسبوع الماضي ليتولى ادارة مكتب الجامعة في العراق... وهو ثالث ممثل للجامعة يعمل في العراق بعد المغربي مختار لَماني والمصري هاني خلاف.