أخبار

النيجيريون منقسمون حول مقابلة رئيسهم مع البي بي سي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إجازة أسبوعين أمتدت لشهرين ونيجيريا دون سلطات تنفيذية
المعارضة تريد التأكد أنه حي ويارادوا يرد: سأعود بصحة هائلة

في ظل الأجواء المضطربة وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها نيجيريا الآن نظراً لغياب الرئيس عمر يارادوا عن البلاد منذ قرابة الخمسين يوماً، لتلقيه العلاج بإحدى المستشفيات في السعودية، أثيرت موجة أخرى من الجدال والنقاش المحتدم حول حقيقة الوضعية الصحية للرئيس والمستقبل الغامض الذي ينتظر البلاد التي يقطنها 140 مليون نسمة، بعد المقابلة الموجزة التي أجراها يارادوا يوم أمس مع هيئة الإذاعة البريطانية، وخرج فيها بأول تصريح منذ نقله إلى السعودية قبل سبعة أسابيع، وقال فيه إنه يتماثل للشفاء ويأمل في العودة لبلاده عما قريب.

القاهرة: توالت ردود الفعل على المقابلة التي أجراها الرئيس النيجيري عمر يارادوا يوم أمس مع هيئة الإذاعة البريطانية من جانب المواطنين النيجيريين، سواء ممن يقيمون بداخل البلاد أو خارجها. وهي الردود التي أوردتها هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير منفصل، وكشفت في بعض جوانبها عن استمرار حالة الريبة والشك لدى كثيرين بشأن وضعية رئيسهم الصحية وسط المطالبات التي بدأت تنادي بنقل السلطة إلى نائبه.

وفي مستهل التعليقات التي وردت للتعقيب على المقابلة، يعبر كينغسلي أونوفوا، الذي يقيم في العاصمة البريطانية لندن، عن تمنياته للرئيس بالشفاء العاجل، لكن يخبره بأنه تعامل مع المسألة بطريقة بثت الريبة والشك في نفوس النيجيريين. ويضيف " لديك نائباً، لكنك لم تمرر السلطة إليه. فكان حرى بك أن تأخذ أيرلندا الشمالية كمثال، حين تنحى الوزير الأول بعد اتهام زوجته بارتكاب ممارسات خاطئة، سانحاً الفرصة بذلك لشخص آخر يتولى شؤون البلاد حتى يصبح مؤهلاً للعودة من جديد. فإن كنت حريصاً على البلاد، فكان عليك القيام بنفس الخطوة".

أما وحيد ألابيدي، ويقيم في الولايات المتحدة، فقال إن جميعهم يشكون من إجراء تلك المقابلة مع وسيلة إعلام أجنبية، لكنه يتساءل ( لكن هل ندرك نحن أيضاً أن نتحدث عن شكوانا عبر إحدى وسائل الإعلام الأجنبية ؟ ).

في حين عبَّر مواطن يدعى فريد من نيجيريا عن سعادته الغامرة هو وأسرته بشأن تلك المقابلة التي طمأن فيها الرئيس شعبه عن حالته الصحية. بينما شكك توبي أوناباجو، من لاغوس بنيجيريا، في أن يكون من تحدث هاتفياً إلى البي. بي. سي هو الرئيس عمر يارادوا، من منطلق أنهم لا يصدقون أمراً في نيجيريا إلا إذا شاهدوه.

ويؤكد معلق آخر يدعى أليكس أونيونو، من لاغوس أيضاً في نيجيريا، على أن نبرة صوته تبين أنه بات ضعيفاً من الناحية البدينة، ولم يعد يقوى على إدارة شؤون البلاد وأن من الأفضل بالنسبة له أن ينقل السلطة إلى نائبه. ومع هذا، فلم يستبعد أونيونو إمكانية ترشح يارادوا مرة أخرى للرئاسة في الانتخابات المقبلة، ولما لا، وهو يعتبر بلاده "دولة مضحكة".

وعاود معلق آخر يدعى إس إس أولاديجي، من لاغوس في نيجيريا، ليطالب بضرورة إقدام يارادوا على تسليم السلطة إلى نائبه، لأن البلاد لن تحتمل الانتظار لحين عودته من السعودية. في حين عبرت معلقة أخرى تدعى كينسينت، وتقيم في نيجيريا، عن شكرها للبي بي سي، لأنها ولولا إجرائها لتلك المقابلة، لكانت قد انتشرت الشائعات وجابت أنحاء البلاد تتحدث عن وفاته.

في حين أبدى معلق آخر استغرابه من أن يقوم الرئيس بإدلاء أول تصريح له أثناء غيابه عن البلاد منذ قرابة الشهرين لوسيلة إعلام أجنبية كي يتواصل مع شعبه، خاصة وأن بلاده تكتظ بالعشرات من المؤسسات والمنظمات الإخبارية، مضيفاً " هذا مثل تحدث غوردون براون إلى الجزيرة قبل البي بي سي".

بينما تساءل فيرزو فورفور، الذي يقيم في ليبيريا، عن السبب الذي يجعل بعض الناس يشككون في أن ذلك الصوت الذي بثته البي بي سي هو صوت الرئيس يارادوا، ودعا الجميع للتوجه بالشكر إلى الله لتمكن الرئيس من التحدث رغم بقاؤه في المستشفى لمدة قاربت الشهرين. لكن معلق آخر يدعى فرانسيس أسيسي، من لاغوس في نيجيريا، تساءل عن جدوى تحدث الرئيس إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وأضاف بقوله: "إذا كان يريد الرئيس إلقاء كلمة، فكان أولي به أن يدعو تلفزيوننا الوطني إلى فراش مرضه، ليتمكن النيجيريون من رؤيته والوقوف على حالته".

وقال أولوبوري صامويل من نيجيريا إنه قد بات يتعين على الرئيس أن يتقدم باستقالته، فالرئاسة النيجيرية ليست ملكية شخصية لأحد، رغم أنها تُعامل على هذا الأساس، ويتابع بقوله :" لا يمكن ترك التحديات الضخمة التي تنتظر بلدنا بين يدي رئيس مريض قد لا يُشفى تماماً. سيدي الرئيس، أظهر حبك للبلاد واستقيل".

وأشار إدوين إري، من لاغوس في نيجيريا، إلى أن المقابلة الهاتفية التي لم تثبت إلا بقاء الرئيس على قيد الحياة، لم تغير من شيء، ولازالت تثير أسئلة ذات صلة دون أن يجاب عليها: من بينها ( متى سيعود الرئيس لمواصلة مهام عمله ؟ - إلى متى ستظل الأمن منتظرة ؟ - هل أظهرت تلك المقابلة نقاطع مصورة للرئيس وهو يتحدث أو يمشي أو يجلس ؟ ).

بينما عاود مواطن آخر يدعى بريشيوس من لاغوس، ليقول " أعتقد أن تلك المكالمة الهاتفية غير حقيقية لأن بإمكان أي أحد أن يتحدث عبر الهاتف متظاهراً بأنه يارادوا، لكن هناك ثمة شيء مؤكد، هو أنهم لن يتمكنوا من خداع النيجيريين لفترة طويلة لأن الحقيقة ستظهر". وهو نفس السياق تقريباً الذي تحدث من خلاله مواطن آخر يدعى بولوف، يقيم حالياًً في هاواي.

وفي ما اعتبر دانييل أودي إبراهيم من أبوجا المقابلة الهاتفية التي أجرتها البي بي سي مع يارادوا أنها واحدة من أفضل الأشياء التي حدثت لنيجيريا في عام 2010 حتى الآن، قال مواطن آخر يدعى مارثا من نيجيريا أن الاستماع لصوته ليس أمراً كافياًً، مضيفاًً "عندما تشاهده، سوف تعرف ما إن كانت حالته الصحية تتحسن أم لا".

وهو نفس المعنى الذي أكدت عليه مواطنة أخرى تدعى أوغيليزا من نيجيريا، حيث قالت "نحن كنيجيريين لا نقبل تلك المقابلة الهاتفية. فعلى الرئيس أن يظهر على الهواء لمدة دقيقة واحدة على الأقل، حتى نتأكد من أنه مازال على قيد الحياة لأننا نحبه ونريده أن يستمر في حكم البلاد".

وقد تابعت البي بي سي نشر مختلف التعليقات التي دار معظمها حول تلك النقاط الآنف الحديث عنها، وغيرها ممن تمنى كتابها للرئيس أن يهنأ بصحة جيدة، وعبروا له عن تمنياتهم بالشفاء العاجل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف