أخبار

توتر علاقة مصر وغزة يهدد بقطع الامدادات عن القطاع

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تعتمد حركة حماس على الأنفاق لتهريب البضائع إلى قطاع غزة، إلا أن بناء مصر جدارا على حدودها بات يهدد خط الإمداد.

غزة: يرى محللون ان قيام مصر ببناء جدار تحت الارض على حدودها مع قطاع غزة والاشتباكات الحدودية التي وقعت مؤخرا بين الطرفين تسببت في توتر العلاقات بين مصر وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع ما يهدد خط الامدادات الرئيسي للقطاع.
ومنذ سيطرت حماس على السلطة في غزة عام 2007، اعتمدت على انفاق التهريب التي يتم حفرها تحت الحدود مع مصر لتحدي الحصار الاسرائيلي. وتتهم اسرائيل حماس بان عددا من قادتها استخدموا هذه الانفاق للقيام بزيارات متكررة الى القاهرة نظرا للعزلة الدولية المفروضة عليهم.

في حين تؤكد حماس ان قادتها يستخدمون المعبر الرسمي للسفر.
الا انه يبدو ان رفض حماس التوقيع على اتفاق مصالحة مع حركة فتح او الموافقة على تبادل الاسرى مع اسرائيل من خلال وساطة مصرية، اصبح الان يهدد العلاقات مع مصر.

وبعد سنوات من تجاهل انفاق التهريب، بدأت مصر في بناء حاجز ضخم تحت الارض.
وتمد الانفاق القطاع بالاحتياجات الضرورية من السلع والاغذية في ظل الحصار الاسرائيلي لكن اسرائيل تتهم حماس باستخدامه لتهريب الاموال والاسلحة، وهو ما تنفيه الحركة.

وقال عماد جاد من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان "مصر تضغط في اتجاه تضييق الخناق على حماس حتى لا تجد امامها الا توقيع وثيقة المصالحة".
واضاف ان مصر تساهلت مع الانفاق "لكن حماس ارتكبت خطأين: الاول رفضت توقيع الوثيقة وشنت حملة على مصر قالت فيها انها غيرت بنود اتفاقية المصالحة".

وتابع "الخطأ الثاني انهم ادخلوا الوسيط الالماني على صفقة تبادل الاسرى حتى لا تحصل مصر على المردود السياسي بمفردها".
وقال "بالتالي كان هناك قرار مصري بمعاقبة حماس عبر اغلاق الانفاق والبدء في تنفيذ السور".

واكد ان "السور جاهز في اميركا منذ فترة ومصر لم تكن تريد تركيبه وكانت تتهرب، ولكن عندما ارادت معاقبة حماس قررت البدء في تنفيذه. ليس لدى حماس بديل في رأيي الا التوقيع على وثيقة المصالحة".
وقد اعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء دعمها لقرار القاهرة ببناء الجدار. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية غوردن دوغويد "نعتقد ان تهريب الاسلحة يجب ان يتوقف وان في الامكان اتخاذ اجراءات في هذا الاطار".

وحتى الان تعتبر مصر الوسيط الدبلوماسي الرئيسي بالنسبة لحماس وعنصرا مهما للحصول على مطلبها بفتح معبر رفح بشكل دائم في يوم من الايام وهو المعبر الوحيد الى غزة الذي لا تسيطر عليه اسرائيل.

وقال ناجي شراب استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة ان "حماس تدرك محورية مصر وهي تريد من مصر اكثر من فتح المعبر. تريد قضايا متعلقة باعتراف مباشر وعلاقات معها في غزة وثم فتح المعبر بطريقة رسمية بين حكومة حماس ومصر".

واكدت مصر انه لا يمكن اعادة فتح معبر رفح الا بعد ان تتصالح حماس مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب، وتوقع على اتفاق المصالحة الذي وقعته فتح.
وقال محمد بسيوني السفير المصري السابق في مصر المقرب من المحادثات بين مصر وحماس واسرائيل " نحن نريد المصالحة لانه لا يمكن اقامة دولة فلسطينية مستقلة بدون ان تتوقف الفصائل عن الاقتتال" مضيفا "نريد المصالحة لانها ستؤدي الى تشكيل حكومة وفاق وطني ورفع الحصار واجراء الانتخابات وبدء المفاوضات لتحقيق الهدف الرئيسي".

الا انه حذر من ان مصر غير مستعدة لاعادة التفاوض على اتفاق المصالحة الذي اقترح في الخريف الماضي وقال "الكرة الان في الملعب الحماسي .. لن نفتح الوثيقة للتعديل مرة اخرى".
واذا نجح الحاجز الذي تبنيه مصر في اغلاق الانفاق، فيمكن ان يمهد الطريق لتخفيف الحصار وزيادة التجارة فوق الارض.

ولكن وعلى المدى القصير فان بناء الحاجز يمكن ان يؤدي الى نتائج عكسية في شكل احتاجاجات ضد مصر في غزة والعالم العربي.

والاسبوع الماضي قتل جندي مصري عندما اطلق مجهولون النار على الحدود بعد احتجاج على الحاجز القى خلاله نحو 200 فلسطيني الحجارة على الجانب المصري. ووصفت حماس الحادث بانه "مؤسف" رغم انها هي التي دعت الى الاحتجاج.

الا ان شرابي يشك في ان مصر ستغلق الانفاق بشكل تام ويقول ان خوف القاهرة من اثارة حالة من عدم الاستقرار في غزة سيمنعها من تصعيد التوتر مع حماس.

واوضح ان مصر "تدرك انه لا يمكن غلق معبر رفح والحدود بالكامل رغم ما يسمى الجدار".
واضاف ان "غزة مكون اساسي من السياسة المصرية و(مصر) معنية بالاستقرار والهدوء في غزة" مؤكدا "اعتقد ان الطرفين حريصان على عدم التوتر .. ليس من مصلحة احد التوتر".

وقد اخفق الحصار الاسرائيلي في تقويض حركة حماس لان الغضب على الحصار يستهدف على الدولة العبرية بشكل مباشر.

ويقول وليد المدلل الاستاذ في الجامعة الاسلامية في غزة ان شيئا مشابها يمكن ان يحدث بالنسبة لمصر اذا ما نظر اليها باعتبار انها تشدد الحصار على القطاع.

واكد "لا اعتقد ان حماس ستتاثر كثيرا (بالجدار) فلديها تمويل وتنظيم لديه قدرة على مواجهة التحديدات وسري".
واضاف "لذا سيتم توجيه الغضب الشعبي الى مصر ولا يمكن لمصر ان تقبل وضعها في خانة الاعداء باي شكل من الاشكال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف