صور متناقضة للعالم الايراني الذي اغتيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
استاذ جامعي مقرب من السلطة، متعاطف مع المعارضة، او عالم غير مسيس، هي الصور المتناقضة التي رسمت لعالم الفيزياء النووية الايراني مسعود علي محمدي الاربعاء غداة اغتياله في طهران في عملية لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنها.
طهران: اشادت وسائل الاعلام الرسمية والجناح المتشدد في النظام "بالاستاذ الجامعي الثوري الشهيد" و"بالاستاذ الجامعي الحزباللهي" بمعنى انه ملتزم بالنضال لنصرة النظام الاسلامي.
كما اتهمت الولايات المتحدة واسرائيل بالوقوف وراء العملية التي استهدفت العالم الرفيع المستوى الضالع في البرنامج النووي الايراني الذي يحاول الغربيون وقفه منذ سنوات بلا جدوى.
وعلى اساس هذه النظرية، شدد مقربون من محمدي على علاقاته الوثيقة بحرس الثورة (باسدران) الميليشيا العقائدية للنظام، حيث يبدو انه عمل لصالحهم اكثر من 20 عاما، حتى 2003.
وافادت ميليشيا الباسيج انه ما زال يدرس في جامعة الامام الحسين التابعة للباسدران في طهران، واشادت "بالاستاذ الجامعي الذي ينتمي الى الباسيج". وتعتبر المعارضة الايرانية في المنفى هذه الجامعة مهد برنامج نووي عسكري لطالما نفت طهران وجوده.
من جهتها، اكدت جمعية طلاب الباسيج في جامعة طهران في بيان ان اسم محمدي ورد "على قائمة الاشخاص الذين استهدفتهم عقوبات من جانب الهيئات الدولية" لدورهم في السياسة النووية الايرانية.
غير ان المعارضة ابرزت شهادات متتالية تؤكد ان محمدي الثوري الاصيل انتقل الى صفوفها.
واشارت مواقع معارضة الى ان محمدي كان خلال الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو من الاساتذة الجامعيين الذين وقعوا عريضة مؤيدة لمير حسين موسوي، خصم الرئيس محمود احمدي نجاد في الانتخابات وزعيم المعارضة التي تندد باعادة انتخاب احمدي نجاد.
كما وقع العالم النووي على رسالة نشرها اساتذة في جامعة طهران تندد بالقمع "غير الاخلاقي وغير المشروع" لتظاهرات الطلاب احتجاجا على اعادة انتخاب احمدي نجاد، على ما اكد موقع رهسبز المعارض الذي نشر الرسالة.
وقال النائب الاصلاحي السابق واستاذ الفيزياء النووية احمد شيرزاد في رسالة نشرتها وسائل الاعلام ان "مسعود (علي محمدي) كان من المخلصين للثورة الاسلامية والامام الخميني".
وتابع "في العامين الاخيرين، تقرب من الحركة الاصلاحية. وفي الانتخابات الاخيرة دعم بجدية مرشح الاصلاحيين (موسوي) وكان يرسل الرسائل الهاتفية القصيرة".
واضاف "اخبرني ان طلابه سألوه ان كان عليهم المشاركة" في تظاهرة احتجاج على اعادة انتخاب احمدي نجاد. "اجابهم +لا ادري ما هو واجبنا. لكنني سأشارك+ عندئذ حياه الطلاب بالهتاف".
لكن بعيدا عن صورة العالم الملتزم، اكد عميد كلية الفيزياء في جامعة طهران علي مقري ان مسعود علي محمدي لم يكن منخرطا في "اي نشاط سياسي". وقال لوكالة مهر "كان استاذ فيزياء معروفا عالميا وله عدد من المؤلفات".
واكد السينمائي شهاب الدين فروخيار وهو احد اصدقاء طفولة محمدي "كان مسعود يدرس الفيزياء النظرية، ينشر الدراسات، ولم يسنح له الوقت لما تبقى"، وذلك على موقع ايانده نيوز المحافظ المعتدل.
وتابع فروخيار "غير ان الازدراء الذي ابدته (السلطات) حيال الجامعة والطلاب (في قمع تظاهرات حزيران/يونيو) حطمه" مضيفا ان صديقه كان يضع "صورة (للرئيس الاصلاحي السابق) محمد خاتمي على مكتبه".