الازمة مع اسرائيل رهن بتوجهات تركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تطرح الازمة التي اندلعت مؤخرا بين اسرائيل وتركيا تساؤلات حول توجهات انقرة الجديدة.
انقرة: بعد الازمة الاخيرة التي اندلعت بين اسرائل وتركيا، يرى محللون ان تركيا تميل نحو الشرق والعرب فيما يعتبر آخرون انها تسعى الى بناء مكانة لها في المنطقة.
ففي معرض تقديم الاعتذارات الى السفير التركي بعد ان تعمد نائب وزير الخارجية الاسرائيلي اذلاله على خلفية مسلسل تركي اعتبرته اسرائيل معاديا للسامية، اعرب رئيس وزراء الدولة العبرية بنيامين نتانياهو "عن قلقه حيال الفتور في العلاقات بين اسرائيل وتركيا"، مطالبا المسؤولين الى "ايجاد الوسائل" لحل القضية، على ما اعلن مكتب نتانياهو الاربعاء.
بعبارة اخرى، لا تريد اسرائيل خسارة حليف مسلم يمثل وزنا في المنطقة، لكنها تطرح تساؤلات حيال الدبلوماسية التركية.
ففي اقل من عام قام الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس وزرائه رجب طيب اردوغان بزيارة سوريا ثلاث مرات، كما استضافا او زارا قادة الاردن ومصر ولبنان وليبيا. وتم توقيع اتفاقات ثنائية للتعاون او لالغاء التأشيرات.
واغتنم اردوغان مناسبة استقباله رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاثنين لتوجيه الانتقادات لاسرائيل على ما درجت عادته منذ عام.
وتساءل المسؤول التركي "هل تؤيد الحكومة الاسرائيلية السلام حقا ام لا؟" علما ان بلاده عضو في الحلف الاطلسي وحليفة عسكرية للدولة العبرية بموجب اتفاق ابرم عام 1996.
وادلى اردوغان بتصريحاته الاثنين فيما ينتظر وفود وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى انقرة الاحد.
كما وجه اردوغان اللوم الى الغربيين لتهجمهم على ايران، معتبرا ان "اسرائيل تملك السلاح النووي" وان "الذين يحذرون ايران عليهم بالمثل حيال اسرائيل".
في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، دافع اردوغان عن الرئيس السوداني عمر البشير الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية، ما اثار الاستغراب في واشنطن وبروكسل.
واعتبر الكاتب مراد يتكين في صحيفة راديكال الليبرالية ان الازمة الاسرائيلية التركية حول المسلسل التلفزيوني "مؤشر على بدء حقبة جديدة لن تتمكن اسرائيل فيها من الحصول على كل ما ترغب، قد تكون نهاية عصر ذهبي".
غير ان القادة الاتراك الذين ينتمون الى التيار الاسلامي اكدوا مرارا الا شيء تغير.
وكرر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الثلاثاء "ان اتخذت السياسة الاسرائيلية منحى السلام (...) فستصبح العلاقات التركية الاسرائيلية ايجابية بين ليلة وضحاها".
كما اكد داود اوغلو، مهندس دبلوماسية "التقارب مع الجيران" ان بلاده ليست لديها اي مخططات توسعية، ولا تسعى الا الى المساهمة في السلام في المنطقة. كما انها ما زالت تطمح الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، بالرغم من بطء مفاوضات انضمامها.
ويوضح المحلل السياسي جنكيز اكتار من جامعة بهجيشهير (اسطنبول) "في اطار الازمة مع اسرائيل، تحاول الحكومة الابتعاد عن ارث السياسات العسكرية (التركية) المعتمدة منذ العام 1995". وتابع "لكن الامر غالبا ما ينتهي بالتطرف في خطاب معاد للسامية".
واوضح اكتار ان "الحكومة تخال انها تؤدي رسالة، انها اكتسبت جانحين. والاسباب مختلفة: الشعبوية، الحرص على ارضاء الناخبين، وفتور العزيمة حيال اوروبا".
غير ان زميله سيفي تاشهان من جامعة بيلكنت في انقرة رأى ان "تركيا لا يسعها تناسي الغرب، ويخطئ من يظن انها تنأى عنه" موضحا "انها تسعى فحسب الى الاستفادة من موقعها الجغرافي-السياسي".