الغموض يلف جريمة سرقة جثمان الرئيس القبرصي السابق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ما زال الغموض يلف جريمة سرقة جثمان الرئيس القبرصي السابق رغم مرور شهر على وقوعها، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الجريمة.
نيقوسيا: بعد شهر على سرقة جثمان الرئيس القبرصي السابق تاسوس بابادوبولوس، يبقى الغموض محيطا بهذه القضية حيث لم تتبنها اي جهة كما لم يتم تقديم اي طلب لفدية فيما لا ترجح الشرطة اي فرضية. واعتبر اندرياس كابراديس خبير الجريمة في جامعة قبرص ان "كشف ملابسات هذه السرقة التي اعدت بعناية وارتكبها محترفون، سيكون بالغ الصعوبة".
واوضح لوكالة فرانس برس انه "حين تتم سرقة بنك، هناك الحمض النووي والكامرات والخيوط التي تجمع في +اوساط+" الجريمة، "اما في هذه الحالة فلا توجد اي معلومات مباشرة". وكان الرئيس القبرصي السابق (2003-2008) دفن اثر وفاته في 12 كانون الاول/ديسمبر 2008 بسرطان الرئة، في مقبرة قرية دفتيرا الصغيرة والتي تفصلها أجمة من الاشجار عن باقي القرية الواقعة جنوبي نيقوسيا.
وليل 10 الى 11 كانون الاول/ديسمبر الماضي غرق الحي الذي تقع فيه المقبرة في الظلام اثر انقطاع التيار الكهربائي، وزاد من العتمة هطول امطار غزيرة. ويبدو ان اللصوص الاربعة على الاقل، لم يحتاجوا لاكثر من ساعة لازالة حجر زنته 250 كلغ يسد القبر، وذلك دون الاستعانة بمعدات، ثم حفر القبر والفرار بالرفات، بحسب ما افاد مصدر قريب من التحقيق. وحرص اللصوص على رش كلس حي لمحو آثارهم.
واضاف كابارديس ان اللصوص لم يأخذوا معهم الا الجثمان "الاسهل حملا واخفاء"، مشيرا الى ان الجثمان "ورغم بقائه عاما في اللحد الا انه كان لا يزال قابلا للحمل لانه كان قد تم تحنيطه بشكل جيد جدا". وقامت الشرطة القبرصية، التي طلبت مساعدة الشرطة الدولية (الانتربول) ومكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي والشرطة البريطانية واليونانية والاسرائيلية، بتمشيط المنطقة بعناية، كما فتشت منزل بابادوبولوس.
وقال ميخاليس كاتسونوتوس المتحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس "نحن نواصل جمع المعلومات وتقييمها، ونقتفي اثر كل الخيوط الممكنة" من اجل كشف ملابسات الجريمة. وتؤكد اسرة الرئيس السابق انها لم تتلق اي طلب فدية.
وقال نيكولا نجل بابادوبولوس وهو نائب في البرلمان منذ 2006 لوكالة فرانس برس "نحن لا نملك اي معلومات والامر غامض بالكامل"، مستبعدا بذلك كافة التخمينات. وكان البعض اشار الى احتمال ان يكون الامر جريمة سياسية ضد رمز للوطنية القبرصية اليونانية عشية احياء الذكرى الاولى لوفاته، او الى احتمال ان يكون جريمة مافيوية ضد احدى اغنى عائلات الجزيرة المقسمة بين القبارصة اليونانيين والاتراك.
ووصف نيكولا بابادوبولوس بالخصوص ب "الاتهامات المسيئة"، تخمينات ربطت بين سرقة جثمان والده وقضية قديمة كانت اقامت علاقة بين مكتب المحاماة الذي يملكه والده وتهريب اموال من قبل الرئيس اليوغوسلافي الاسبق سلوبودان ميلوسيفيتش.
ورأى وزير الخارجية القبرصي السابق جورج ليليكاس ان اختيار توقيت الجريمة لم يكن صدفة. واضاف "هناك رسالة سياسية مفادها انه يمكننا الوصول الى اي شخص نريد وفي الوقت الذي نريد". ومثل العديد من القبارصة فان الوزير السابق اعتبر انه من "المستحيل" ان تكون الجريمة من فعل احد مواطنيه "لان مثل هذا الامر غريب عن ثقافتنا".
غير ان اندرياس كابارديس رفض هذا التبرير الذي قال انه مبني "على احكام مسبقة" من دون ان ينفي احتمال تورط اجهزة استخبارات اجنبية. واضاف "ان مثل هذه الافعال تهدف الى تقسيم السكان واثارة مشاعر انعدام امن وقلق وتوتر وبالطبع مشاعر انتقام".
واعادت تلك الجريمة التي ارتكبت في وقت تتعثر فيه عملية السلام الجديدة في جزيرة قبرص المقسمة منذ اجتياحها من قبل قوات تركية في 1974 اثر انقلاب نفذه قبارصة يونانيون كانوا يريدون ضم قبرص الى اليونان، الى دائرة الاهتمام، شخصية دخلت التاريخ لحثها بشدة في 2004 القبارصة اليونانيين على رفض استفتاء للامم المتحدة لتوحيد الجزيرة.