أخبار

الزلزال يختبر إرادة العالم للتخلص من لعنة هايتي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قالأوباما لأبناء هايتي ان العالم لن يتخلى عنهم ودعت فرنسا الى عقد قمة لإعادة إعمار البلاد التي ضربها الزلزال كما وعد زعماء العالم بكم كبير من المساعدات والمعاونة.

ميامي:سيمثل الزلزال الهائل الذي دمر عاصمة هايتي يوم الثلاثاء أكبر اختبار حتى الآن لعقود من الوعود الدولية بالمساعدة في تنمية أفقر دولة في نصف الكرة الغربي. لكن الكارثة التي أودت بحياة عشرات الآلآف قد تنتهي باغراق هايتي التي عانت بالفعل من كوارث واضطرابات سابقة وفساد في مزيد من الفقر وزعزعة الاستقرار.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "انطلاقا من هذه الكارثة التي جاءت عقب كوارث أخرى كثيرة يجب أن نتأكد من انها ستكون فرصة لمساعدة هايتي على ان تتخلص بصورة نهائية من اللعنة التي اصابتها طويلا."

وقبل أن يدمر الزلزال المباني من الأكواخ المقامة على التلال الى القصر الرئاسي في العاصمة بورت أو برنس كانت هايتي تتجه نحو إحراز تقدم بعد سنوات عانت فيها من الأعاصير بقدر ما عانت من سوء الادارة والفوضى السياسية. ودفع حجم الموت والدمار أوباما وآخرين الى الدعوة لمؤتمر دولي للمانحين لاعادة إعمار هايتي. وعرضت حكومات ومشاهير وشركات تبرعات بالمليارات. ودعت فرنسا نادي باريس للدول الدائنة الى وضع اللمسات النهائية على اتفاق لاعفاء هايتي من الديون.

وقال الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون مبعوث الأمم المتحدة الخاص لهايتي لشبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية الأمريكية "أعتقد أننا اذا انتشلنا الأحياء ودفنا القتلى واعتنينا بالمصابين ونظفنا الشوارع نستطيع أن نبدأ من جديد."

لكن بعيدا عن جهود الاغاثة الفورية يقول خبراء ان تاريخ هايتي القريب مليء بوعود لم تنفذ بمعالجة مشكلات طويلة الامد تجعل من المستعمرة الفرنسية السابقة واحدة من أكثر دول العالم اضطرابا وفقرا. ومنذ انتهاء حقبة الدكتاتورية عام 1990 قاست هايتي من حركات التمرد والانقلابات فضلا عن الفيضانات والأعاصير التي كان أحدثها في عامي 2004 و2008 وأسفر عن مقتل الاف الضحايا.

وقال روبرت روتبرج من جامعة هارفارد "وعدت هايتي بالكثير من قبل. هذا الزلزال ساهم فقط في تضخيم المشكلات التي ستواجهها هايتي.. ليس فقط في الاشهر القليلة القادمة فقط بل على مدار العقد القادم." وقال بعض المحللين ان إعادة إعمار البلاد ستتطلب قوة متعددة الجنسيات بتكلفة عدة مليارات من الدولارات بمشاركة من زعماء هايتي والمانحين الدوليين وقد تنتهي بوضع البلاد الواقعة في البحر الكاريبي تحت نوع من الوصاية الدولية.

وكانت الولايات المتحدة قد تولت ادارة هايتي مرتين آخرهما في عام 1994. وتمركز نحو تسعة الاف من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في هايتي لتوفير الامن بعد انقلاب أطاح بالرئيس جان برتراند اريستيد الذي فر من البلاد. وقبل الزلزال أسقط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي 1.2 مليار دولار من ديون هايتي لتوفير مزيد من الاموال من أجل الطرق والبرامج الاجتماعية.

لكن هايتي التي استقلت منذ عام 1804 ظلت مجتمعا ريفيا الى حد كبير عاصمتها متخمة بالمباني ومكتظة بالسكان ولم تحرز تقدما يذكر في البنية التحتية لقطاعي الصحة والتعليم. ويعيش 80 في المئة من سكانها في فقر وقد جردت هايتي من الاشجار التي تقطع لتستخدم في انتاج الفحم. ولم يتبق سوى أقل من اثنين في المئة من غطاء الغابات مما يجعل الفلاحين الذين يكسبون رزقهم من الزراعة عرضة لعوامل التعرية والفيضانات والانزلاقات الطينية.

وقال دان اريكسون من مؤسسة (انتر امريكان ديالوج) في واشنطن " تاريخيا.. كان هناك إغراء بمحاولة استغلال فترات الأزمة كفرص لبناء دولة أفضل وهذا لم يحدث قط." وأضاف "كل الجهود السابقة أفسدتها توليفة من الاحباط من هايتي وخيبة الأمل والاهتمام العرضي من المجتمع الدولي."

وفي عام 2004 دمر زلزال مدينة جوناييف الساحلية مما أسفر عن مقتل المئات وأثار دعوات الى إعادة إعمار طويلة المدى وتحسين تخطيط المدن لحماية السكان. لكن سكانا كثيرين كانوا قد عادوا الى نفس المنطقة عندما اجتاحت العواصف المدينة مجددا عام 2008. وحتى في ظل وجود الارادة الدولية فان على هايتي التغلب على تاريخ طويل من الاقتتال السياسي الداخلي والفساد أحبط محاولات سابقة لاعادة بناء البلاد.

ويقول تيموثي كارني سفير الولايات المتحدة السابق لدى هايتي "المهم هو ما اذا كان مواطنو هايتي سيستطيعون تنظيم أمورهم حتى تعمل الحكومة بفاعلية. هذا شيء لا يستطيع المجتمع الدولي اصلاحه. سيكون على ابناء هايتي القيام به." وتحتل هايتي مركزا قرب القاع على مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية.

وقال اندريس روزاريو وهو من ضحايا الزلزال "الناس الذين يجب أن يساعدونا وهم مسؤولو حكومتنا يقولون انهم أسوأ حالا منها. لكن حتى اذا جاءت المساعدات فان مسؤولينا فاسدون وجشعون ولا يصل أي شيء للفقراء في هايتي قط. ليس لدينا أمل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف