الاتحاد الاوروبي يتعهد بتقديم حوالى نصف مليار يورو لهايتي

أكدت السلطات في هايتي أنه تم إنتشال 70 ألف جثة ودفنها في مقابر جماعية منذ الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الثلاثاء، في حين فرضت الحكومة حالة طوارئ حتى نهاية كانون الثاني/يناير الجاري. وقال وزير الدولة لمحو الامية كارول جوزف انه تم انتشال حوالى 70 الف جثة ودفنها في مقابر جماعية. وكانت حصيلة سابقة قد اعلن عنهارئيس وزراء هايتي جان-ماكس بيلريف أوردت 25 ألف جثة.

من جهة ثانية، فرضت الحكومة الهايتية حال الطوارئ في البلاد حتى نهاية كانون الثاني/يناير، كما أعلنت الحداد الوطني وتنكيس الاعلام فوق المباني الرسمية لمدة شهر كامل، حتى 17 شباط/فبراير.

إلى ذلك أعلن الجيش الأميركي انه يبذل أقصى ما في وسعه لجعل أكبر عدد ممكن من الطائرات يصل إلى عاصمة هايتي بورت أو برنس بعد أن شكت منظمات غير حكومية من عدم السماح لشحنات الإغاثة بالنزول في المطار الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة.

وسارعت اكثر من 30 دولة لارسال مساعدات اغاثة الى هايتي مما ادى الى اختناق المجال الجوي والمدرج في المطار الصغير وتأخير وصول الامدادات الطبية والغذائية التي يحتاجها الناس بشكل ملح.

وقال الكولونيل بوك ايلتون قائد القوات الاميركية التي توجه الرحلات الجوية في مطار هايتي انه جرت 600 رحلة اقلاع وهبوط منذ توليه ادارة حركة المرور في المطار الذي يوجد به مدرج واحد يوم الاربعاء على الرغم من انه تم تحويل 50 رحلة. واضاف ان الزلزال دمر برج المراقبة بالمطار وان مراقبين عسكريين اميركيين للحركة الجوية يعملون من موقع لاسلكي على الارض العشبية للمطار.

واردف قائلاً للصحافيين عبر الهاتف من بورت او برنس "ما اقمناه هنا يشبه ادارة مطار رئيس... دون اتصالات او كهرباء او اجهزة كمبيوتر." وشكت منظمة اطباء بلا حدود من ان طائرة شحن كانت تحمل مستشفى جراحي منعت من الهبوط في بورت او برنس يوم السبت وتم تحويلها الى سامانا بجمهورية الدومينكان حيث يستغرق الوصول الى عاصمة هايتي بالشاحنات 24 ساعة.

وقالت المنظمة في بيان "يجب اعطاء الاولوية فورا للطائرات التي تحمل معدات لانقاذ الاروح ومسعفين." وقال ايلتون إن تدفق الحركة الجوية يتحسن حيث لم يتم تحويل سوى ثلاث رحلات فقط من بين 67 رحلة قادمة يوم السبت ورحلتين فقط يوم الاحد.

ورفعت بريطانيا مساعداتها الانسانية ثلاثة أضعاف لتصل إلى 30 مليون دولار (21 مليون يورو)، حسب ما أعلن وزير التنمية الدولية البريطاني دوغلاس الكسندر اليوم الاثنين. وجاء الاعلان عن زيادة المساعدات من 10 الى 30 مليون دولار في اجتماع لوزراء التنمية في الاتحاد الاوروبي في بروكسل.

وقال الوزير في بيان "لقد اصبح واضحا الان ان المجتمع الدولي يتعامل مع مستوى غير مسبوق من الدمار". واضاف "وتظهر تقديراتنا الاولية ان الاحتياجات الانسانية (في هايتي) ستمثل بالتاكيد اختبارا صعبا للاستجابة الدولية لاية ظروف .. ولكن تاثير هذا الزلزال كان قويا لانه ضرب بلدا يعاني من الفقر وحالة من عدم الاستقرار".

واضاف "وللمساهمة في الاستجابة الانسانية العاجلة، قررت الحكومة التعهد بمبلغ 20 مليون دولار اضافي زيادة على مبلغ العشرة ملايين دولار التي تم التبرع بها في البداية". وتبذل فرق المساعدات الدولية جهودًا مضنية للتعامل مع حجم الازمة في البلد الكاريبي حيث تم دفن 70 الف جثة في قبور جماعية في الوقت الذي يمكن ان يصل عدد القتلى الى نحو 200 الف.

تعهد الاتحاد الاوروبي الاثنين بمنح هايتي ما يقرب من نصف مليار يورو لمساعدتها، على المديين القصير والطويل، على النهوض من اثار الزلزال المدمر الذي ضربها الاسبوع الماضي، مؤكدا انه يبحث امكان ارسال قوة شرطة اوروبية الى هايتي لضمان حسن توزيع المساعدات والادوية.وكانت الحكومة الكندية قد أعلنت الاحد ان الدول المانحة لهايتي ستعقد اجتماعًا في 25 كانون الثاني/يناير الجاري في مونتريال يشارك فيه خصوصًا رئيس وزراء هايتي جان-ماكس بيلريف ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.

وتحدث وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس عن "حركة تضامن" اوروبية و"مؤازرة في المعاناة".

وخلال اجتماع في بروكسل الاثنين اتفق وزراء المساعدة على التنمية في دول الاتحاد الاوروبي على سلسلة اجراءات لدعم هايتي بلغت قيمتها الاجمالية حوالى 429 مليون يورو.

وقسم هذا المبلغ الى قسمين: الاول مساعدة انسانية عاجلة للسكان المنكوبين والثانية مساعدة لاعادة اعمار البلاد على المدى البعيد.

وفي ما يتعلق بالمساعدة الانسانية العاجلة فقد تعهدت الدول الاوروبية بان تقدم على المستوى الوطني 92 مليون يورو. وفي هذا الاطار زادت لندن مساعدتها ثلاثة اضعاف لتصل الى 20 مليون جنيه استرليني (22,6 مليون يورو) بينما اعلنت فرنسا عن مساعدة اجمالية بقيمة 10 ملايين يورو.

اما المفوضية الاوروبية فتعهدت من جهتها بزيادة مساهمتها من ثلاثة ملايين يورو، وهي قيمة المساعدة التي قدمتها حتى الآن، الى 30 مليون يورو.

وقال الوزير الالماني المنتدب للشؤون الخارجية فرنر هوير ان "المشاهد التي رأيناها نهاية الاسبوع الماضي تشبه يوم القيامة".

اما الشق الثاني من المساعدة، اي المساعدة المخصصة لاعادة اعمار البلاد التي دمر الزلزال اجزاء كبيرة منها، فقد اتفق الوزراء الاوروبيون على صرف 107 ملايين يورو من صناديق اوروبية، وسيخصص هذا المبلغ لمساعدات طارئة ولكن غير انسانية تتركز بشكل خاص على اعادة اعمار البنى التحتية الحكومية.

واخيرا ستخصص المفوضية الاوروبية 200 مليون يورو لاعادة اعمار البلاد على المديين المتوسط والبعيد تستقطع من موازنة الاتحاد الاوروبي. وهذه الاموال مجدولة اصلا ولم يتم انفاقها حتى اليوم او انها مخصصة لدول اخرى وسيتم تجييرها لصالح هايتي.

وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون ان مؤتمر مونتريال سيخصص لوضع خطة لاعادة اعمار هايتي وكذلك "لضمان ان الامم المتحدة تنسق الجهود الدولية بالشكل الذي يضمن للشعب الهايتي الاستفادة من هذه الجهود على اكمل وجه".

الى ذلك،قال وزير خارجية كندا لورانس كانون في بيان ان بلاده ستستضيف اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية لبحث احتياجات هايتي في أعقاب الزلزال الذي ضربها في الاسبوع الماضي. وقال كانون ان الاجتماع المقرر في 25 يناير كانون الثاني في مدينة مونتريال سيركز على اعادة تقييم الموقف في هايتي والتأكد من قدرة مهمة الامم المتحدة على تركيز الجهود الدولية على التحديات الحالية وتوطيد الاستقرار واعادة البناء على المدى الطويل.

وسينضم رئيس وزراء هايتي جان ماكس بيلريف الى وزراء خارجية مجموعة اصدقاء هايتي غير الرسمية التي تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من دول أمريكا اللاتينية. وقال الوزير الكندي ان الاجتماع سيبدأ في التخطيط لمؤتمر كبير عن اعادة اعمار هايتي يعقد في الربيع المقبل. وقررت كندا ارسال الف جندي اضافي لينضموا الى فريق لمكافحة الكوارث وطائرات هليكوبتر وسفن ارسلتها بالفعل الى هناك

بان كي مون يطالب بارسال 3500 عنصر اضافي الى قوة السلام
من جهته، طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين مجلس الامن بارسال 3500 عنصر اضافي الى هايتي لتعزيز قوة السلام الموجودة هناك والبالغ عددها 11 الف جندي.

وقال بان كي مون في تصريح صحافي ادلى به اثر اجتماع تشاوري حول هايتي عقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك "رفعت توصية الى مجلس الامن بزيادة عدد عناصر الشرطة 1500 عنصر وعدد العسكريين 2000 لمدة ستة اشهر".

وقدم الامين العام امام اعضاء مجلس الامن ال15 عرضا لنتيجة زيارته الى هايتي التي استغرقت الاحد ست ساعات.

وقال بان كي مون "شاهدت دمارا رهيبا والحاجات هناك هائلة. وسمعت بشكل واضح رسالة الناس في الشارع: نحن بحاجة الى الامم المتحدة، نحن بحاجة الى عمل وغذاء".