أوباما يسعى لتحويل دبلوماسيته من الأقوال الى الأفعال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد عام من تعهده بتوجه جديد للسياسة الخارجية الأميركية وعرضه إجراء محادثات مع خصوم مثل إيران يتعرض الرئيس الأميركي باراك اوباما لضغوط لتحقيق نتائج في العديد من المبادرات الدبلوماسية التي أطلقها.
واشنطن: في مسعاه للدخول في حوار مع ايران والعمل على تحسين العلاقات مع موسكو وبكين والتواصل مع العالم الاسلامي كرس أوباما معظم عامه الاول في الرئاسة لتحسين نبرة العلاقات الأميركية في الخارج.
وجاءت رسالته الداعية لانفصال تام عن دبلوماسية "راعي البقر" التي انتهجها سلفه جورج بوش عالية وواضحة.
ويرجح محللون أن يشهد هذا العام عددا أقل من المبادرات المثيرة مع تركيز أكبر على نتائج ملموسة.
فهل يمكن ان يقنع اوباما طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية وان لم يفعل هل بوسعه حشد قوى للضغط من أجل عقوبات أكثر صرامة على الجمهورية الاسلامية؟ وهل يمكنه احراز تقدم مع كوريا الشمالية المتمردة؟ وهل يمكنه ان يحول دون ان تعوق التوترات مع الصين أكبر دائن للولايات المتحدة التعاون بينهما؟
كل هذه التساؤلات تلوح في الافق فيما يسعى أوباما لانهاء الحرب العراقية بينما يتصاعد الصراع في أفغانستان.
وقال جيمس لينزي وهو مساعد سابق للرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون "التوقعات الكبرى قد تصطدم بتحديات هائلة والغلبة للتحديات الهائلة."
وأضاف لينزي الذي يعمل حاليا في مجلس العلاقات الخارجية "كان جزء كبير من العام الاول لادارة أوباما عام الكلمة او فلنقل.. عام الخطب. ذهب لاقصى ما يمكنه لتحديد آماله وحان الوقت لتتحول الاقوال الى افعال."
وربما تحد السياسة الداخلية من مساحة المناورة المتاحة أمام أوباما في سياسته الخارجية.
ودفع القلق العام من نسبة البطالة التي تتجاوز تسعة بالمئة واصلاح نظام الرعاية الصحية شعبية أوباما للنزول دون 50 في المئة مقابل 70 في المئة عند توليه منصبه.
ويقول محللون ان هذا التراجع لشعبيته يحد من المساحة المتاحة أمام اوباما للمخاطرة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وكذلك انتخابات نوفمبر تشرين الثاني التي يسعى خلالها الديمقراطيون للحفاظ على الاغلبية التي يتمتعون بها في مجلسي الكونجرس.
وانتقد المحافظون الخطبة التي ألقاها اوباما في حفل تنصيبه العام الماضي ووصفوها بالسذاجة لمد يده لغرماء مثل إيران وكوريا الشمالية اذا ما "بسطوا" قبضتهم.
ولم تحقق هذه المبادرات اي تقدم. فالوضع الايراني معقد نتيجة تنامي حركة معارضة شعبية عقب انتخابات رئاسية مثيرة للجدل في 12 يونيو حزيران.
وفيما اوضح ان ادارته لازالت مستعدة لاجراء حوار مع ايران يحول أوباما اهتمامه الى العقوبات. ومن المتوقع ان يكشف مجلس الامن التابع للامم المتحدة النقاب عن قرار في غضون اسابيع.
وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي بالبيت الابيض "سيظل أمامهم (القيادة الايرانية) باب مفتوح ليغيروا العلاقات مع المجتمع الدولي اذا ما اوفوا بالتزامتهم."
وذكر ان هذه الالتزامات لا تشمل البرنامج النووي فحسب بل "مسؤولياتها تجاه مواطنيها وفق المعايير الدولية".
ويقول مسؤولو البيت الابيض ان اوباما لم تنتابه اي اوهام بشأن ايران وان عرضه اجراء محادثات كان تحركا سليما لانه ساعد في عزل القيادة المتشددة في طهران دوليا.
وقال رودس "نحن سعداء بنتائج سياسة التواصل."
وأضاف "الحوار وسيلة لاجراء اتصال مباشر مع النظام الايراني وعلى نطاق اوسع بناء توافق دولي حول القضية حتى اذا تطلب الامر التحول الى الضغط نكون في موقف اقوى."
وقلق بعض الديمقراطيين والجمهوريين مما يرونه استعدادا للتساهل ازاء قضايا حقوق الانسان وينتقدون صمت اوباما عقب الانتخابات الايرانية المثيرة للجدل. كما وجهت انتقادات لقراره في اكتوبر تشرين الاول التراجع عن اجتماع مع الزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما لتفادي اثارة استياء الصين.
ويقول مدافعون عن حقوق الانسان ان نهج اوباما العملي جاء على حساب حماسته لحقوق الانسان.
ويختلف مساعدو اوباما مع هذا الرأي ويقولون انه طالما اوضح ان حقوق الانسان وحرية التعبير من اولوياته.
وقال مايكل جرين المتخصص في الشؤون الاسيوية والمساعد السابق للرئيس السابق جورج بوش ان نبرة اوباما تغيرت حين تسلم جائزة نوبل للسلام في اوسلو. ففي كلمته اشاد الرئيس "بالكرامة الهادئة" لزعيمة المعارضة المعتقلة في ميانمار اونج سانج سو كي وشجاعة المحتجين في شوارع ايران.
وأضاف جرين "التزم اوباما صمتا مثيرا للدهشة تجاه هذه القضايا" حتى ذلك الحين.
وتوقع بعض المحللين ان يركز اوباما هذا العام بصورة أكبر على تحقيق مكاسب متزايدة وليس طرح مبادرات جديدة.
وقال مايكل اوهانلون من مجلس العلاقات الخارجية انه يتوقع موقفا عمليا تجاه مشاكل منها ايران تعيد للاذهان دبلوماسية الرئيسين جورج بوش الاب وبيل كلينتون.
وتابع ان ذلك يشمل "العمل بكد والسعي لاتخاذ خطوات متواضعة الى الامام والبحث عن انفراجات وعدم توقع اشياء كبيرة".