اليمن غير قادر على فتح مركز لاعادة تأهيل المتشددين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يملك اليمن الموارد المالية الكافية لافتتاح وادارة مركز خاص لاعادة تأهيل المتشددين الجهاديين ولا سيما العائدين من معتقل غوانتانامو على غرار برنامج المناصحة السعودي، الا انه يؤكد قدرته على اقناع هؤلاء بالعودة الى جادة الصواب.
صنعاء: لا تخفي الحكومة اليمنية اسفها حيال قرار واشنطن بالتوقف عن تسليم صنعاء معتلقين في غوانتانامو حيث يقبع حوالى 91 يمنيا، الا انها تؤكد ثقتها بفاعلية "الحوار الوطني" الذي اطلقته والذي يهدف الى اعادة تأهيل المتشددين، من بين اهداف اخرى.
وقال وزير الاوقاف والارشاد اليمني حمود الهتار لوكالة فرانس برس ان "المفاوضات جارية بين الحكوميتين اليمنية الاميركية لاستعادة مواطنينا المعتقلين في غوانتانامو".
واضاف "لدينا استعداد لاعادة تاهيلهم بما يكفل اصلاحهم وعدم حدوث اي فعل منهم يخل بأمن اليمن او الولايات المتحدة او اي بلد آخر".
وكان اليمن سباقا في وضع برنامج لاعادة تأهيل الجهاديين المتشددين الا انه لم يتمكن قط من تأسيس مركز خاص لتلك المهمة على غرار برنامج المناصحة السعودي.
وقال خالد الانسي الذي يدير "الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات - هود"، وهي منظمة غير حكومية تتابع مسألة معتقلي غوانتانامو السابقين عن كثب، ان "الولايات المتحدة رفضت تمويل انشاء المركز بسبب تحفظات في الكونغرس".
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس "لقد طلبت الحكومة من الولايات التحدة في بادئ الامر تقديم تمويل للمركز بمئة مليون دولار، ثم خفضت الرقم الى عشرة ملايين ومن ثم الى ستة ملايين، ولكن من دون جدوى".
من جانبه، قال الهتار في هذا السياق "لقد تخلينا عن مشروع انشاء المركز الا اننا قادرون على اعادة تأهيل العائدين من غوانتانامو بقدراتنا الذاتية (...) ويمكننا ان نستقبلهم في مؤسسات تعليمية عامة".
وبغياب القدرة على انشاء مركز خاص، شكلت "لجنة الحوار الفكري" التي تهدف الى اقناع المتشددين الذين "غرر بهم في أعمال ارهابية"، بحسب ما افاد نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والامن رشاد العليمي.
ويشارك اكثر من 600 اسلاميا متشددا في مجموعات حوار يشرف عليها علماء واطباء نفسيون وخبراء اجتماعيون، وقد عاد المشتددون الى "موقعهم الطبيعي في المجتمع" على حد قول العليمي.
واوضح الهتار ان الحوار يركز على "الوسطية في الاسلام"، وقد شارك فيه اسلاميون كانوا معتلقين في اليمن، و"لم يعد احد منهم الى التطرف"، بحسب تأكيد وزير الاوقاف الذي يرأس لجنة الحوار الفكري.
واضاف الهتار ان برنامجا خاصا اعد لاعادة تأهيل العائدين من غوانتانامو وهو يتضمن خصوصا معلومات حول الولايات المتحدة وافغانستان والعراق.
الا ان واشنطن ما زالت تبدي تبدي حذرا ازاء اليمن الذي يشكل مواطنوه شريحة كبيرة من معتلقي غوانتانامو (91 يمنيا من اصل 198 معتقلا) الذي تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما باغلاقه.
وقال الانسي "لقد خلقت الولايات المتحدة عبر التجاوزات المرتكبة في غوانتانامو بيئة تنتج اعداء ومتطرفين (...) وبالتالي تستطيع ان تستمر بالاشتباه بمن تفرج عنهم".
واعتبر ان "القاعدة من اكبر المستفيدين من الابقاء على غوانتانامو".
وقال اليمني العائد من غوانتانامو صالح محمد علي زوبا في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس مؤخرا "اذا لم تتم مساعدة المعتلقين السابقين في غوانتانامو، بعد اعتقال جائر طال كثيرا وبعد تعرضهم للتعذيب، على الاندماج بسرعة في المحيط الاجتماعي فمن الممكن ان يجذبهم التطرف والعنف".