انقسام الغرب حول ايران مستمر والاخيرة تجدد التحذير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما دعت اوروبا الى فرض عقوبات ذكية ضد ايران جددت الصين موقفها حيال الملف وحثت على المرونة كما حذرت طهران مباشرة الغرب بضرب سفن حربية اذا تعرضت لهجوم.
بروكسل: دعا النواب البرلمانيون الأوروبيون المؤسسات الأوروبية إلى توخي الحذر عند التفكير بفرض عقوبات على النظام الإيراني بسبب تعنته في الملف النووي و الإنتهاكات المستمرة التي يمارسها في مجال حقوق الإنسان و تقييد حرية التعبير وحريات الناشطين في العمل.
جاء ذلك في جلسة مناقشة عامة نظمها البرلمان الأوروبي اليوم لمناقشة الوضع في إيران من ناحية حقوق الإنسان، وخاصة الأقليات، و خطورة الملف النووي الإيراني، بحضور الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون.
وشدد النواب على ضرورة أن تفكر المؤسسات الأوروبية في "عقوبات موجهة وذكية" تجاه النظام الإيراني تساهم في تقويض النظام ولا تؤثر على الشعب.
كما حذر النواب من خطورة النظام الإيراني سواء على الأمن القومي لمنطقة ا لشرق الأوسط و إسرائيل، أو على الشعب الإيراني نفسه، مثيرين الإنتهاكات والممارسات التعسفية التي يمارسها النظام بحق الأقليات والناشطين في مجال حقوق الإنسان والصحافيين.
من جهته، أكد البرلماني خوسيه أغناسيو سلافرانكا، بأن على الإتحاد الأوروبي أن يواجه رسالة " حازمة" لإيران مفادها بأن صبره بدأ ينفذ تجاه النظام الإيراني، " فنحن نريد إجراءات قاسية ومؤثرة ضد النظام الإيراني لإجبارها على العودة الى التفاوض بشأن الملف النووي الذي يثير مخاوف المجتمع الدولي".
وركز النواب على ضرورة دعم الحوار مع النشطاء وأطراف المعارضة الإيرانية و العمل على حماية الإيرانيين المنفيين ودعم المجتمع المدني و السجناء السياسيين في إيران. وشدد النواب في مداخلاتهم على إحترامهم لتاريخ إيران وسيادة شعبها وحقه في تقرير مصيرهم وعدم نيتهم التدخل في الشأن الداخلي الإيراني، " ولكن حقوق الإنسان هي قيم عالمية يجب الدفاع عنها وإحترامها من قبل الجميع".
من جهتها، أكدت الممثلة الأوروبية للأمن و السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، أن الإتحاد الأوروبي بدأ فعلاً التفكير بإجراءات " قاسية " تجاه إيران، " ولكن يجب التفكير ملياً والحفاظ على أولوية الحوار.
ايران تهدد بضرب سفن حربية غربية اذا تعرضت لهجوم
بدورها، ذكرت وكالة فارس الايرانية للانباء أن وزير الدفاع الايراني حذر الثلاثاء من أن الجمهورية الاسلامية قد ترد بضرب سفن حربية غربية في مياه الخليج اذا تعرضت لهجوم بسبب برنامجها النووي.
وقال وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي ان هناك الان اكثر من 90 سفينة حربية في الخليج وهو ممر حيوي لامدادات النفط العالمية وان هذه السفن خلقت في المنطقة "مناخا حربيا." وقال خلال مؤتمر صحافي في طهران ان من بين تلك السفن هناك غواصات وحاملات طائرات ومدمرات.
ونقلت وكالة فارس عنه قوله "ما السبب وراء نشر هذا العدد من السفن الحربية وما هدفها...هل تحتشد ضد ايران.يعرف الغربيون جيدا أن وجود هذه السفن الحربية في الخليج الفارسي يمثل أفضل الاهداف العملية لايران اذا أرادوا أن يشنوا أي عمل عسكري ضد ايران."
الصين تحث على المرونة تجاه وتقلل من احتمالات فرض عقوبات
بدوها، حثت الصين على ابداء مرونة أكبر في التعامل مع البرنامج النووي الايراني وقللت من احتمالات فرض عقوبات بعد أن اجتمعت القوى الست الكبرى لبحث أمر هذه الازمة. وأكد ما تشاو شو المتحدث باسم الخارجية الصينية هذا الموقف يوم الثلاثاء وتجنب حتى استخدام كلمة "عقوبات" في الرد على أسئلة الصحافيين بشأن اجتماع القوى الغربية.
وصرح ما في مؤتمر صحافي يعقد بشكل منتظم "اقتراحنا هو حل القضية النووية الايرانية بشكل ملائم من خلال الحوار والتشاور." وأضاف "نتمنى أن تدعم كل الجوانب الحوار والتعاون وأن تبدي نهجا أكثر مرونة وتعقلا." وقال بعض الدبلوماسيين الغربيين ان الاجتماع الذي عقد في نيويورك أظهر التزاما مشتركا تجاه "مسار مزدوج" من الحوار والعقوبات في التعامل مع ايران.
لكن تصريحات ما أبرزت عدم رغبة بكين في بحث فرض عقوبات جديدة على ايران التي كانت ثالث أكبر مصدر لواردات النفط الخام للصين خلال أول 11 شهرا من 2009 بعد المملكة العربية السعودية وأنجولا. وباعتبار الصين عضوا دائما في مجلس الامن الدولي فيمكنها أن تستخدم حق النقض (الفيتو) على أي قرار لانتقاد ايران أو تشديد العقوبات.
وتخشى قوى غربية من ان تكون ايران بصدد تطوير سبل صنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.وقال ما "المهمة العاجلة الان هي أن تهتم كل الاطراف بالصورة الاعم وأن تكثف الجهود الدبلوماسية." ومضى يقول ان اجتماع نيويورك بين "القوى الخمس زائد واحد" أي الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب المانيا لم يتطرق "الى خطوات تالية محددة" تجاه ايران.
بريطانيا: العقوبات المالية مهمة للضغط على ايران
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند يوم الثلاثاء إن بريطانيا تعتقد ان العقوبات المالية لها دور مهم في ممارسة ضغوط على الحكومة الايرانية بشأن برنامجها النووي. وقال مشاركون في الاجتماع ان بريطانيا وخمس دول اخرى ناقشت احتمالات توقيع مزيد من العقوبات على ايران قي اجتماع عقد في نيويورك يوم السبت لكن الصين أوضحت انها تعارض فرض مزيد من العقوبات في الوقت الراهن.
وفرض مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالفعل بعض العقوبات المالية على ايران لكن بيان ميليباند كان الهدف منه فيما يبدو ان يكون تلميحا قويا بأن بريطانيا تؤيد فرض مزيد من العقوبات المالية كوسيلة لزيادة الضغط على طهران. وقال ميليباند ردا على سؤال في البرلمان انه لن يكون من الحكمة الادلاء بتعقيب علني على نوع العقوبات التي يجري الاعداد لها.
وقال "فقط من اجل ... اعطاء مثال واضح فانه ليس هناك معنى عندما يجري بحث عقوبات مالية ان تعطي انذارا مدته ستة اسابيع أو ثمانية أو عشرة لبعض الهيئات التي قد تكون مشاركة في مثل هذا النوع من العقوبات المالية التي قد يبدأ سريانها." وقال "اننا نعتقد ان العقوبات المالية على سبيل المثال لها دور مهم في ممارسة ضغوط على المواضع المناسبة في النظام ولا تؤثر على الشعب الايراني."
وقال "أعتقد انه يوجد نطاق عريض من الاتفاق حتى اننا لا نحتاج الى استعراض فرص العقوبات بالكامل لان ايران خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة كانت واضحة تماما في انها غير راغبة في اجراء حوار مكثف مع المجتمع الدولي."
جاء اجتماع يوم السبت بعد ان تجاهلت ايران المهلة التي حددها الرئيس الاميركي باراك اوباما وانتهت في 31 ديسمبر كانون الاول 2009 للرد على عرض من الدول الست بتقديم حوافز اقتصادية وسياسية مقابل وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وتتهم واشنطن وحلفاؤها الغربيون ايران بمحاولة صنع اسلحة نووية تحت ستار برنامجها النووي المدني. وتقول ايران ان البرنامج مصمم لتوليد الكهرباء حتى يمكنها تصدير مزيد من النفط والغاز. وقال الاتحاد الاوروبي الذي استضاف الاجتماع في مكتبه في نيويورك انه رغم غياب نتيجة ملموسة فان فرض عقوبات اخرى الان مطروح على مائدة الدول الكبرى وستكون الدول الست على اتصال قريبا لمواصلة المناقشات.
واشنطن: الاجتماع الاخير للقوى الست حول الملف النووي الايراني كان "بناء"
الى ذلك، اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية الثلاثاء ان الاجتماع الاخير للقوى الكبرى الست المعنية بالملف النووي الايراني الذي عقد السبت الماضي في نيويورك كان "بناء". وقال المتحدث فيليب كرولي "كان لقاء بناء ونحن نتقدم على المسارين (الحوار والتهديد بالعقوبات) ونعتقد اننا نحقق تقدما".
كما اعتبر كرولي ان الرد الايراني على عروض المجتمع الدولي بشان البرنامج النووي الايراني رد "غير مناسب". ولم يتوصل لقاء نيويورك بين القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة روسيا بريطانيا فرنسا روسيا الصين والمانيا) الى اي قرار. ولا تزال بكين متحفظة على فرض سلسلة جديدة من العقوبات على ايران.