الارض لا تزال تهتز في هايتي والناجون خائفون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كانت العمليات الانسانية تتوسع في هايتي تحت حماية القوات الاميركية في عاصمة مهدومة يسودها التوتر بعدما ضربها زلزال جديد فجرا.
بور او برنس: فيما شارفت الاربعاء عمليات البحث عن ناجين على نهايتها بعد ثمانية ايام على الزلزال الذي وقع في 12 كانون الثاني/يناير، هز زلزال جديد بقوة ست درجات هايتي الاربعاء الساعة 11,03 ت غ وعلى الاثر افادت قوات الدرك الفرنسي وطبيبة فرنسية عن انهيار ثلاثة مبان على الاقل بدون التسبب بوقوع ضحايا جدد.
وزادت هذه الهزة الارتدادية الجديدة، وهي الاقوى منذ الزلزال المدمر الذي بلغت قوته سبع درجات، من ذعر المواطنين بعد مقتل ما لا يقل عن 75 الفا منهم.
وقالت ربة عائلة سيطر عليها اليأس "ان جميع الهايتيين سيموتون في نهاية المطاف لان ثمة لعنة عليهم".
وافادت منظمة الهجرة العالمية ان حوالى 370 الف مشرد يحتشدون في اكثر من 300 مخيم مرتجل في بور او برنس.
ويواصل المسعفون جهودهم فيما باتت فرص العثور على ناجين ضئيلة للغاية، وقد تمكنت فرق الانقاذ التي هرعت من جميع انحاء العالم من انتشال 121 شخصا حتى الان من تحت الانقاض، على ما اعلنت المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق العمليات الانسانية في جنيف اليزابيث بيرز قبل قليل لفرانس برس.
وتم اخراج ناجين ايضا من وسط الحطام الثلاثاء بعد اسبوع على الهزة التي اوقعت ما لا يقل عن 75 الف قتيل و250 الف جريح وتركت 1,5 مليون مشرد، وفق اجهزة الدفاع المدني الهايتي.
وانتشل المسعفون الفرنسيون رضيعة عمرها 23 يوما تدعى اليزابيت على قيد الحياة من حطام منزل في مدينة جاكميل جنوب هايتي.
ويوضح الخبراء ان البقاء على قيد الحياة تحت الانقاض لاكثر من اسبوع اعجوبة واعلن الجنرال دانيال الي معاون المسؤول عن العملية الاميركية في هايتي ان مرحلة البحث عن ناجين ستنتهي "قريبا جدا".
ومساء الثلاثاء تم اخراج الشابة هوتلين لوزانا (25 سنة) من تحت انقاض سوبرماركت، كما نجح رجال اطفاء مكسيكيون في اخراج امرأة سبعينية من تحت انقاض كاتدرائية.
غير ان اليأس يدفع الى العنف، والتوتر على اشده في شوارع بور او برنس. فبعد ظهر الثلاثاء قتلت شابة برصاص الشرطة التي كانت تحاول تفريق لصوص.
وقام العسكريون الاميركيون الاربعاء بتسيير دوريات راجلة في شوارع وسط العاصمة التجاري الذي شهد في الايام الماضية اعمال نهب وعنف، على ما افاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
ودعا سفير هايتي في الولايات المتحدة ريمون جوزيف الى وقف عمليات القاء المساعدات الانسانية من الجو بعدما اثارت فوضى عارمة.
وفيما واصل الاف الجنود الاميركيين انتشارهم في المناطق المنكوبة، اعلنت الولايات المتحدة ارسال اربعة الاف جندي اضافي للمشاركة في عمليات اغاثة الضحايا، على ما افاد مصدر عسكري في واشنطن.
ووصلت السفينة المستشفى الاميركية "كومفورت" قبالة سواحل الجزيرة واعلن الجيش الاميركي انها ستتولى معالجة ما بين ثلاثين وخمسين من ضحايا الزلزال دفعة واحدة بعدما تختارهم سلطات هايتي بين الحالات الاكثر خطورة. وتضم السفينة الف سرير.
ولفت المتحدث باسم رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الكابتن جون كيربي متحدثا لفرانس برس الى ان "المشكلة الرئيسية الان هي مشكلة المساعدة الطبية".
من جهته اعلن برنامج الاغذية العالمي انه وزع مليون وجبة غذائية على اكثر من مئتي الف مشرد.
واعلن وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي الاربعاء ان الجيش الكندي يقوم باعادة تاهيل مطار جاكميل في جنوب هايتي ما سيسمح بتخفيف العبء عن مطار بور او برنس الذي يبعد مسافة خمسين كلم.
ويبقى مطار العاصمة في الوقت الحاضر المدخل الرئيسي للمساعدات الانسانية التي تجد صعوبة في الوصول الى المنكوبين نتيجة الفوضى السائدة في المدينة.
وامر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس باصلاح مرفا بور او برنس على امل ان يعاود العمل "في غضون اسبوع او اسبوعين"، ما سيسهل الى حد بعيد وصول الاعانات.
ودعا المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان دول العالم باسره الى تطبيق "ما يشبه خطة مارشال" لهايتي فيما اعلن سفير هذا البلد في اسبانيا ان اعادة اعمار الجزيرة قد تستغرق ما لا يقل عن 25 سنة.
واعلنت الامم المتحدة عن جمع وعود بتقديم هبات تفوق قيمتها الاجمالية 1,2 مليار دولار من دول وجهات خاصة وشركات.
وتكبدت المنظمة الدولية خسائر فادحة وقد اعلن المتحدث باسمها مارتن نيسيركي ان 49 من موظفي الامم المتحدة قتلوا ولا يزال اكثر من 300 اخرين في عداد المفقودين.
وفي بور او برنس تتولى ثمانية مستشفيات نصفها ميدانية والسفينة المستشفى الاميركية كومفورت معالجة المصابين.
وعلى صعيد المساعدات، قرر مجلس الامن الدولي ارسال 3500 جندي دولي اضافي الى هايتي لتعزيز قوة الامم المتحدة في هذا البلد والتي سيرتفع عديدها الى 12500 عنصر.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي اميليا كاسيلا انه رغم البداية الصعبة في توزيع المساعدات بسبب مشاكل لوجستية "هناك تقدم خصوصا في تقديم المساعدات العاجلة".
واقر الرئيس الهايتي رينيه بريفال الاربعاء بوجود "مشكلة تنسيق" في توزيع المساعدات.
وبعد تعرضها لانتقادات على عدم قيامها بزيارة هايتي، من المقرر ان تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الاربعاء في الولايات المتحدة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ثم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتبحث معهما في مساعدة هايتي.
وافادت الرئاسة الفرنسية في بيان الاربعاء ان قيمة المساعدات الاجمالية الفرنسية لهايتي بلغت 24 مليون يورو "بينها عشرة ملايين استجابة لنداء الامم المتحدة ومليونان من المساعدات الغذائية العاجلة".
وتتوجه مديرة برنامج الاغذية العالمي جوزيت شيران الخميس الى هايتي "لتقييم الوضع على الارض"، على ما اعلنت الوكالة التابعة للامم المتحدة في مقرها في روما.