أخبار

جولة ميتشل الجديدة محاولة لإثبات الحضور الأميركي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

على الرغم من الصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة الأميركية في جمع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة واحدة للتفاوض، إلا أن الإدارة الأميركية تبدي إصرارها على مواصلة العمل في "الملف الصعب"، في وقت تسعى فيه السلطة الفلسطينية لتقديم بدائل تؤدي إلى استئناف المفاوضات، بينما رفض بنيامين نتنياهو عرضًا فلسطينيًّا بتجميد بناء المستوطنات في القدس بشكل سري.

إيلاف، وكالات: يواصل المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جولته في المنطقة، محاولاً إحداث اختراق في العملية السلمية، ويبدو أن الهدف الأساسي لجولة ميتشيل هذه المرة، هو إثبات الحضور الأميركي في المنطقة، والتأكيد على أن إدارة باراك أوباما لن تتخلى عن ملف السلام في الشرق الأوسط، وستحاول مواجهة العقبات التي تعترض مسار العملية السلمية.

وتؤكد مصادر إسرائيلية على أن جولة ميتشيل الجديدة لن تؤدي إلى شيء، وإنما هي محاولة لإثبات الحضور الاميركي في العملية السلمية، وأن الولايات المتحدة لن تترك هذا الملف،على الرغم من صعوباته.


ويصل ميتشيل إلى إسرائيل اليوم للقاء القيادة الإسرائيلية بينما ينتقل غدًا إلى رام الله للقاء المسؤولين الفلسطينيين ومن بينهم الرئيس محمود عباس، ومن المتوقع أن يقدم الاخير خيارين من أجل العودة الى المفاوضات، الأول وقف الاستيطان، على الأقل خلال فترة المفاوضات، والثاني قيام الولايات المتحدة بالتفاوض مع اسرائيل بالإنابة على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967، مع تبادل أراضٍ بنسبة تصل الى ثلاثة في المئة لحل مشكلة الكتل الاستيطانية.

ونقلت صحيفة الحياة الصادرة في لندن عن مسؤول فلسطيني قوله إن عباس سبق ان نقل اقتراح تفاوض أميركا بالإنابة عن السلطة، الى الجانب الأميركي عبر المبعوثين المصريين الذين زاروا واشنطن أخيرًا والتقوا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والسيناتور ميتشيل.

وأضاف ان عباس أبلغ زعماء الدول التي زارها أخيرًا انه مستعد للعودة فورًا إلى المفاوضات في حال أوقفت اسرائيل الاستيطان، وانه مستعد لقبول حل يقوم على إنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو)، وانه مستعد لرفع نسبة تبادل الأراضي من 1.9 في المئة كما عرضها في المفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود اولمرت، الى 3 في المئة، من أجل إبطال مبررات نتانياهو في شأن مشكلة المستوطنات. وقال المسؤول ان نسبة الـ 3 في المئة من الضفة تضم غالبية المستوطنات، وان عباس يقبل بالحصول على نسبة مماثلة من الارض من داخل "الخط الاخضر"، على ان تكون مساوية لها في النوعية والمساحة.

وأضاف ان عباس أبلغ المبعوثين انه مستعد لمطالبة الجامعة العربية بعقد قمة عربية عاجلة، والمصادقة على هذا الحل في حال وافقت عليه اسرائيل. لكن المسؤول الفلسطيني قال ان عباس متشائم من إمكانية قبول اسرائيل بمثل هذا الحل، الأمر الذي يجعله يرفض العودة الى المفاوضات من دون وقف الاستيطان. وأضاف ان عباس يرى ان اسرائيل تريد المفاوضات من اجل مواصلة التغطية على مشاريع التوسع الاستيطاني، خصوصًا في مدينة القدس.

فيما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرضًا فلسطينيًّا بتجميد البناء الاستيطاني بشكل سري، وأكد أن إسرائيل "دولة ديمقراطية لا يمكن أن تقوم بشيء سري بعيدًا من شعبها". من جهته صرح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبذل قصارى جهوده من أجل استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية مؤكدًا أنه يجب إتاحة الفرصة أمامه للتركيز على هذا الأمر بدلاً من الأنشغال بقضايا أخرى تتعلق بحياته الشخصية.

وجاءت أقوال بيرس هذه توطئة للزيارة التي من المقرر أن يقوم بها ميتشيل لإسرائيل. بينما سخر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من القيادة الفلسطينية لرفضها دعوات اميركية لاستئناف مفاوضات السلام.
ومتحدثا امام ممثلي وسائل الاعلام الاجنبية هاجم نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرفضه انهاء تعليق المحادثات الذي بدأه قبل عام الي ان توقف اسرائيل البناء في المستوطنات. وقال نتنياهو "الرئيس تسلق شجرة ... وهم مرتاحون فوق الشجرة. "الناس تحضر سلما لهم. نحن نحضر سلما لهم. كلما ارتفع السلم كلما واصلوا التسلق."

ويقول عباس انه لن يستأنف المفاوضات بشأن اقامة دولة فلسطينية الا بعد ان يوقف نتنياهو جميع اشكال البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل والقدس الشرقية.وبينما يستعد ميتشل لاجراء محادثات مع الجانبين يومي الخميس والجمعة أوضح نتنياهو ما الذي يرجو ان يفعله الوسطاء.

وقال "الفلسطينيون يكيلون المطلب فوق الاخر. يجب ابلاغهم بلا مواربة ( فلتبدأوا التفاوض من اجل السلام).. فلنستأنف المفاوضات.واضاف قائلا "انا مستعد للسلام. هل الفلسطينيون مستعدين للسلام.." مشيرا الى خطوات اتخذها ائتلافه الحاكم لتعزيز النمو الاقتصادي في الضفة الغربية برفع الحواجز على الطرق وتقييد جزئي لتوسيع المستوطنات.

واتسمت العلاقات الاميركية الاسرائيلية بفتور نادر بعد تولي كل من نتنياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما السلطة. لكن دبلوماسيين غربيين قالوا يوم الاربعاء انهم يرون علامات على ان واشنطن تشعر باحباط متزايد من عباس. وإلتقى الرئيس السوري بشار الأسد عصر أمس جورج ميتشل بعيد وصوله إلى دمشق قادماً من بيروت في المرحلة الثانية من جولته الإقليمية الراهنة.

وفي ختام اللقاء دعا الرئيس السوري إلى إحلال السلام الشامل على أساس الانسحاب الإسرائيلي الكامل مشيراً إلى أهمية الدور التركي في الوساطة من أجل السلام لكنه جدد ادّعاءه بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست شريكة حقيقية في صنع السلام .

أما ميتشل فوصف محادثاته مع الأسد بإيجابية وبناءة مؤكدًا إلتزام الرئيس الأميركي باراك أوباما بتحقيق السلام على المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية.

وفي بيروت اجتمع جورج ميتشيل بالرئيس اللبناني ميشيل سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري كل على حدة. ودعا الرئيس اللبناني خلال الاجتماع الى دفع اسرائيل لتطبيق قرار 1701 ووقف ما وصفه بانتهاكاتها للسيادة اللبنانية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف