مأساة هايتي تثير مخاوف في أميركا اللاتينية والكاريبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بوغوتا: أثار زلزال هايتي مخاوف في دول أميركا اللاتينية والكاريبي التي تعتبر في مقدمة الدول التي تواجه مخاطر حدوث زلازل لا سيما وان مدنها الكبرى مكتظة بالسكان وتتضمن مدن صفيح. والخارطة العالمية لمناطق الزلازل واضحة حيث يوجد خط احمر يعبر اميركا الجنوبية من الجنوب الى الشمال على طول سواحلها على المحيط الهادىء حتى الكاريبي.
وعلى مسار هذا الخط، الذي يمكن ان تسجل فيه زلازل مدمرة، تقع مدن سانتياغو ولاباز وليما وكويتو وبوغوتا وكراكاس ومجمل بلدان اميركا الوسطى. واعادت الكارثة الهايتية الى الاذهان ذكريات اليمة منها الكارثة التي سجلت في 31 ايار/مايو 1970 في البيرو حيث قتل 70 الف شخص في زلزال في الشمال، وكارثة 1976 في غواتيمالا (25 الف قتيل)، وزلزال مكسيكو في 1985 (نحو 10 آلاف قتيل).
وتملك قارة اميركا الجنوبية الرقم القياسي لاعنف زلزال في العالم وهو الذي سجل في 22 ايار/مايو 1960 في فالديفيا (جنوب تشيلي) وبلغت قوته 9,5 درجات على سلم ريشتر وتسبب في مقتل ثلاثة آلاف شخص. ومن وجهة نظر جيولوجية فان التفسير يكمن في وجود صفائح تكتونية محيطية تحت الصفيحة القارية المخترقة بدورها من العديد من الصدوع.
وقالت استيلا مينايا مديرة المركز الاقليمي للزلازل في اميركا الجنوبية ان المنطقة التي يوجد بها اعلى احتمال لتسجيل زلازل عنيفة حاليا تغطي المساحة الواقعة "بين جنوب البيرو الى شمال تشيلي"، وبسبب عدم حدوث زلازل هامة منذ فترة طويلة "فان الطاقة تتراكم اكثر فاكثر وينتهي الامر بالانفجار".
ما العمل لمواجهة الامر؟ عاد هذا السؤال عن الاستعداد لمثل هذه المخاطر ليطرح مجددا اثر زلزال هايتي. ويؤكد مختصون ومسؤولون في معظم البلدان انه يتم تنظيم تدريبات على سيناريوهات مماثلة كما تمت اقامة العديد من محطات المراقبة. غير انه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لحماية 586 مليون نسمة يقطنون في المنطقة، 75 بالمئة منهم يعيشون في المدن وثلثهم في مدن صفيح.
واوضحت استيلا مينايا "في تشيلي وكولومبيا والبيرو توجد تشريعات خاصة للتأكد من احترام معايير الوقاية من الزلازل في المباني، لكن في بوليفيا خصوصا لا يوجد احترام لتطبيق هذه المعايير"، مشيرة الى انه بسبب ذلك "يعيش قسم كبير من السكان في مناطق هشة".
وفي بوغوتا، المدينة التي تضم سبعة ملايين نسمة، هناك الكثير من المساكن العشوائية في سفوح الجبال، كما ان 80 بالمئة من المساكن لا تحترم معايير مقاومة الزلازل، بحسب متخصصين اوردت تصريحاتهم الصحف المحلية. وفي فنزويلا "اكثر من نصف السكان يسكنون في مباني بسيطة لا تقاوم هزة ارضية ويعيش 60 بالمئة من الفنزويليين في منطقة تتهددها الزلازل"، بحسب كارلوس غيناتيوس الخبير في مقاومة الزلازل.
وفي داخل القارة يرى الخبراء ان الوقاية الوحيدة الفعالة تتمثل في تقسيم المناطق الزلزالية الى مربعات صغرى تأخذ في الاعتبار الجيولوجيا المحلية لتحديد نوعية المباني التي تتأقلم مع تربة معينة، وهذه المقاربة اكثر نجاعة من القواعد الوطنية، بحسب استيلا مينايا. وبدأت كولومبيا والاكوادور في تطبيق هذه المقاربة غير ان انتفاء المخاطر بالكامل لا يزال امرا بعيد المنال. واقرت ماريا كالفاشي المديرة المساعدة للمعهد الكولومبي للجيولوجيا والمناجم بانه "لا احد مستعد، ولو نسبيا، لظاهرة من هذا النوع".