اعادة فتح الميناء والبنوك في هايتي بعد الزلزال المدمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأ البحث عن ناجين من زلزال هايتي المدمر يهدأ وقالت حكومة هايتي يوم الخميس انها ستنقل نحو 400 ألف مشرد الى قرى جديدة من المقرر بناؤها خارج العاصمة المدمرة.
بورت اوبرانس:جرى ترميم الميناء البحري في بورت او برنس بدرجة تكفي لاعادة افتتاحه لاستقبال شحنات مساعدات محدودة وقامت سفينة تابعة للبحرية الهولندية بتفريع شحنات من الماء والعصير والحليب في شاحنات على رصيف الميناء. ووصلت مساعدات بكيمات كبيرة لكنها لا تزال غير كافية لاطعام وايواء الاعداد الغفيرة من المشردين والجرحى بسبب الزلزال الذي بلغت شدته سبع درجات بمقياس ريختر وهز العاصمة بورت او برونس في 12 يناير كانون الثاني وأودى بحياة ما يصل الى 200 ألف شخص.
وقالت جوديلين بيير روز (12 عاما) التي تقيم في مخيم بحديقة قبالة القصر الرئاسي المنهار "البؤس يعم المكان. انه (المخيم) قذر ومقزز" مضيفة "الناس يقضون حاجتهم في كل مكان هنا وأشعر بخوف شديد من أن أصاب بمرض." وغادر فريق للبحث والانقاذ من فلوريدا هايتي يوم الاربعاء وترددت أنباء عن مغادرة فرق من بلجيكا ولوكسمبورج وبريطانيا أيضا. وقال البيت الابيض ان فرقا أمريكية ودولية أنقذت 122 شخصا. وأنقذ مواطنون من هايتي كثيرين اخرين في الساعات والايام التي أعقبت الزلزال.
ولا تزال فرق من البرازيل والولايات المتحدة وتشيلي تعمل باستخدام كلاب مدربة في موقع فندق مونتانا المنهار في بورت او برنس حيث وضعت لوحة عليها قائمة بأسماء عشرة أشخاص عثر على جثثهم و20 اخرين لا يزالون مفقودين بالداخل. وكانت فرق الانقاذ تعمل بحذر وتنقل الحطام بالايدي لكنها أصبحت تستخدم المعدات الثقيلة في ازالة الاجزاء الكبيرة من حطام الفندق. وقال الميجر في جيش تشيلي رودريجيو فاسكويز "نتطلع للعثور على احياء او موتى" مضيفا "بالاضافة الى الامل يتعين ان نكون واقعيين وبعد تسعة ايام تقضي الواقعية بأن العثور على أحياء أمر أكثر صعوبة لكنه ليس مستحيلا."
ووصلت السفينة الاميركية كومفورت الى مياه هايتي وعلى متنها مستشفى ووحدات جراحية متقدمة. ويوجد نحو 12 ألف عسكري أمريكي في هايتي وعلى متن سفن قبالة سواحلها. وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما يوم الاربعاء ان البيت الابيض "حريص للغاية" على العمل مع حكومة هايتي والامم المتحدة. وبدأت الامم المتحدة ارسال ألفي جندي اضافي و1500 من قوات الشرطة الى بعثة حفظ السلام في هايتي وقوامها تسعة الاف شخص.
وشرد الزلزال ما بين مليون ومليون ونصف المليون مواطن في هايتي. وقال وزير الداخلية بول انطوان بيان ايم ان حوالي 400 ألف منهم سينقلون الى قرى جديدة تقام خارج العاصمة المدمرة. وأوضح أن الحكومة ستنقل في المرحلة الاولى 100 ألف مشرد الى قرى من الخيام في كل منها عشرة الاف مشرد تقام قرب بلدة كروا دي بوكيه شمالي العاصمة. وتقوم قوات حفظ سلام برازيلية تابعة للامم المتحدة بالفعل بتسوية الارض في كروا دي بوكيه لاقامة مخيم مؤقت في موقع يخطط بنك التنمية بين الامريكتين للمساعدة في بناء مساكن دائمة فيه لنحو 30 ألف شخص.
وسوف تسمح الخطة للمشردين في هايتي بالمساعدة في بناء منازلهم الجديدة في اطار برنامج الغذاء مقابل العمل متيحا لهم البقاء بالقرب من المناطق التي كانوا يكسبون قوتهم فيها. ويتكدس كثيرون الان في مخيمات عشوائية في العراء بلا مراحيض وينامون في العراء لان منازلهم دمرت أو بسبب الخوف من أن تؤدي توابع الزلزال لانهيار مزيد من المباني. وقالت وزيرة الاقتصاد جوسلين كوليمون فاثيير ان من المقرر اعادة فتح البنوك في الاقاليم يوم الجمعة وفي بورت او برنس يوم السبت فيما يتيح للسكان أول سبيل للحصول على الاموال منذ وقوع الزلزال.
واضافت ان بعض أفرع البنوك دمرت في الزلزال لكن البنوك تعتزم مواصلة العمل يوم الاحد. وحولت حكومة هايتي وشركاؤها الدوليون تركيزهم الى جهود اعادة البناء على المدى الطويل في دولة كانت تعاني من الفقر والفوضى حتى قبل الزلزال. وقال جون أندروس نائب مدير المنظمة الصحية للامريكيتين "هل نحن راضون عن العمل الذي نقوم به؟ بالتأكيد لا. "لكن هناك تقدما يتحقق. تذكروا ما بدأنا به عندما هرع العالم لنجدة هايتي. لم تكن هناك طرق .. مجرد أنقاض وجثث. لم تكن هناك اتصالات .. فقط الموت واليأس."
وغالبية مظاهر الحياة الاساسية لا تزال غائبة في بورت او برنس أو تعمل بالكاد. وتكدست المستشفيات ولم تتوفر مواد التخدير مما أجبر الاطباء على استخدام مسكنات محلية. وقالت منظمة أطباء بلا حدود ان بعض مواقعها الجراحية يضم قوائم بالمرضى تمتد لما بين 10 و12 يوما. وأضافت "بعض الضحايا يموتون بالفعل بسبب تقيح الدم." وجلبت وكالات الاغاثة مطابخ ومخابز متنقلة لكنها تحاول جهدها لاطعام الجوعى. وقدر برنامج الغذاء العالمي ان هناك 200 مخيم للمشردين في بورت او برنس وحدها وحث الحكومة على البدء في توحيدها لتسهيل توزيع المساعدات.
وقال ثيري بينويت من برنامج الغذاء العالمي "سنحتاج على الارجح لاطعام ما بين مليون ومليوني (شخص) لكن الامر يتوقف على الوتيرة التي يغادر بها الناس المدينة." وتعمل شبكة المياه في المدينة بشكل جزئي لكن شاحنات الصهاريج بدأت في توصيل المياه الى المخيمات المؤقتة الاكبر حيث يقف الناس في صفوف لملا أوعيتهم. ووزعت المنظمة الدولية للهجرة ومقرها جنيف خياما وبطاطين وملاءات مقدمة من اليابان وتركيا لكنها حذرت من انه ستكون هناك حاجة سريعة لمأوى دائم بشكل أكبر. وتراجع أعمال العنف والنهب في هايتي في الوقت الذي أمنت فيه القوات الامريكية عمليات توزيع المياه والطعام واستجاب الالاف من المواطنين المشردين لنداء الحكومة بالسعى الى مأوى خارج بورت او برنس.