اجتماعات صينية اميركية لبحث أزمة غوغل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انتقل الجدل بين غوغل والصين الى المجال الدبلوماسي إثر تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية وطالبت فيها بكين بانهاء الرقابة على الانترنت ووضعت الصين ضمن دول التي تقمع بشكل كبير حرية الانترنت. في موقف اعتبرته الصين تهديداً للعلاقات الثنائية للبلدين.
واشنطن: اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان دبلوماسيين صينيين واميركيين يعقدون منذ 24 ساعة اجتماعات لبحث الجدل القائم بين البلدين اثر تعرض عملاق الانترنت غوغل لهجمات الكترونية مصدرها الصين. واوضح كراولي ان اللقاء الاخير جمع السفير زهو وينزهونغ وكورت كامبل معاون وزيرة الخارجية للشؤون الاسيوية. والجدل بين غوغل والصين انتقل الى المجال الدبلوماسي بعد ان اتهمت بكين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بتهديد العلاقات الثنائية من خلال خطاب حول الحريات والانترنت. وكانت كلينتون حذرت في خطابها من ان "الافراد والدول التي تشن هجمات على الانترنت ".
وطالبت كينتون بكين بانهاء الرقابة على الانترنت ووضعت الصين ضمن الدول التي تقمع حرية الانترنت.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض بيل بيرتون ان الرئيس باراك اوباما يتفق مع كلمة كلينتون وانه "مازال يشعر بانزعاج بسبب الاختراق الامني للانترنت" الذي وجهت جوجل اللوم الى الصين بالمسؤولية عنه. كما اشار المتحدث الى أن حكومته لا تريد أن يطغى الخلاف على التعاون مع ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما التي سعت للحصول على دعم بكين في انعاش الاقتصاد العالمي والمواجهات الدبلوماسية مثل الطموحات النووية لايران وكوريا الشمالية.
ورداً على ذلك قال رئيس رابطة للاعلام الالكتروني في الصين مين داهونج ان بلاده ليست بحاجة الى دروس في مجال الانترنت من الولايات المتحدة واعتبر أن خطاب كلينتون أظهر عدم احترام الصين التي لا يمكنها قبول شروط في المسائل المتعلقة "بالامن القومي" او "الاستقرار الاجتماعي". وقال شي يينهونج وهو استاذ للعلاقات الدولية بجامعة رينمين في بكين ان حملة واشنطن العلنية على الرقابة على الانترنت لها اثر على العلاقات الثنائية.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الصينية ان الانتقادات الاميركية يمكن أن تضر بالعلاقات بين الولايات المتحدة، اكبر اقتصاد، والصين ثالث اكبر اقتصاد على مستوى العالم والتي توترت بالفعل بسبب خلافات بشأن اختلال التوازن التجاري وقيمة العملات ومبيعات الاسلحة الاميركية الى تايوان. وسارعت بعض الاصدارات الاعلامية الصينية بانتقاد تصريحات كلينتون. لكن الكثير من التقارير الصينية حذفت من المواقع خلال ساعات من ظهورها وهو اجراء شائع عند تعامل السلطات الدعائية مع مسائل متفجرة.
ويرى مسؤول اميركي كبيرأن "هناك اشياء تفعلها الصين للاستهلاك العلني ربما تنعكس وربما لا تنعكس في المحادثات الخاصة التي نجريها" موضحا ان التصريحات الخاصة للصين اختلفت عن الموقف العلني لكنه لم يقدم تفاصيل. ويشتبه الكثير من خبراء الانترنت في ان هجمات التسلل من الصين على جوجل وغيرها من الاهداف كانت على درجة من التطور والتعقيد بحيث يكون الضلوع الرسمي مرجحا. وقال جيلبرت كابلان الذي مثلت شركته القانونية مجموعة "ائتلاف التعديل الاول" الذي حاول في عام 2007 تحدي قيود الصين على الانترنت "الجدار الناري العملاق" كحاجز تجاري ان الخلاف المتعلق بجوجل ربما يساعد في احياء تلك الحملة.
وقال كابلن وهو شريك في كينج وسبالدينج "لقد طلبوا منا تفاصيل اخرى بشأنها. نحاول جمعها الان تماما" مشيرا الى ممثل التجارة الاميركي. وطرح "الائتلاف" غير الربحي لاول مرة على مكتب "يو اس تي ار" الذي كان تديره في ذلك الوقت الادارة الجمهورية للرئيس السابق جورج دبليو بوش في اواخر 2007 فكرة تحدي الجدران الصينية للدخول على الانترنت في منظمة التجارة العالمية. وبالرغم من انه لم يجر رفع قضية فقد قال كابلان ان مسؤولي التجارة الاميركيين لم يستبعدوا هذه الامكانية. ويُذكر أنه مع الارتباط الاقتصادي للبلدين فمن غير المرجح ان تتصاعد التوترات الصينية الاميركية الى مواجهة صريحة لكن قد يجعل ذلك التعاون في المسائل الاقتصادية والامنية العالمية اكثر صعوبة.