الآمال في استقرار باكستان معلقة على رئيس وزرائها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ربما يكون رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني الذي يحظى باحترام الجيش وواشنطن على حد سواء أفضل فرصة لتحقيق الاستقرار السياسي لباكستان الحليف المهم للولايات المتحدة.
إسلام أباد: كان حكم أصدرته المحكمة العليا الشهر الماضي يلغي قرارا بالعفو عن الرئيس آصف علي زرداري الذي يفتقر الى الشعبية والعديد من كبار مساعديه وآلاف النشطاء والشخصيات الحكومية قد أثار عاصفة سياسية وتوقعات بأن زرداري في طريقه لترك الرئاسة. ويقول محللون انه ربما يكون جيلاني الذي تقدم بحذر في حقل الالغام السياسي بباكستان دون أن يخلق الكثير من الاعداء الشخصية المسيطرة التي تحتاجها البلاد في التعامل مع تمرد حركة طالبان والمشاكل السياسية العميقة.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه "يعرف عن رئيس الوزراء الاعتدال والبحث دائما عن التوافق. الجيش يثق فيه." ويقول محللون ان الولايات المتحدة التي تعهدت بتقديم مساعدات غير عسكرية قيمتها 7.5 مليار دولار لباكستان على مدار الاعوام الخمسة القادمة تعتبر جيلاني شخصا تستطيع التعامل معه. وحين يزور كبار المسؤولين بادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما مثل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون او وزير الدفاع روبرت جيتس باكستان فانهم يتعمدون مقابلة جيلاني الذي يميل الى الابتعاد عن اثارة الجدل.
ويقول محللون ان مشهدا سياسيا جديدا سيسعد الجيش الباكستاني بحيث يكون هناك رئيس وزراء أقوى في صفه ويصبح زرداري رئيسا صوريا اكثر منه صانع قرارات بينما يحرك الجيش الاحداث من وراء الكواليس. وقال دبلوماسي اخر عن جيلاني "انه اكثر قابلية للاقناع وليست هناك مشاكل حقيقية معه." لكن جيلاني سيواجه مجموعة من التحديات اذا اضطلع بمزيد من المسؤوية وسيواجه الانتقادات هو وليس الجيش اذا فشلت السياسات. وتتزايد الاحباطات بسبب سعر السكر والسلع الاساسية الاخرى مثل زيت الطهو والدقيق.
وأسفرت تفجيرات عن مقتل المئات منذ أطلقت حملة أمنية في اكتوبر تشرين الاول بمنطقة وزيرستان الجنوبية معقل طالبان. وحتى يحتفظ بالرئاسة ربما يضطر زرداري الى التخلي عن تلك السلطات لجيلاني السياسي الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب الشعب الباكستاني الحاكم. وسلم زرداري السيطرة على الاسلحة النووية الباكستانية لجيلاني على الرغم من أن الجيش يشرف عمليا على هذه الترسانة. لكن الخطوة لها قيمة رمزية. وأخطأ زرداري زوج رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت بتخطيه الجيش عدة مرت منذ توليه الحكم عام 2008 حيث قام بمبادرات تجاه الهند خصم بلاده وحاول وضع جهاز المخابرات القوي تحت سيطرة مدنية.
لكن بخلاف زرداري لم يثر جيلاني عداء الجيش ومن غير المرجح بشدة أن يتحداه في المستقبل. وفي حين يواجه زرداري انتقادات من جميع الجهات تريد قلة من الباكستانيين أن يتمتع الجيش بسيطرة كاملة كما كان الحال لاكثر من نصف تاريخ باكستان الذي يبلغ 63 عاما. ولم يسبق أن بقيت حكومة مدنية في باكستان حتى انتهاء ولايتها. وربما يكون جيلاني الذي قضى عقوبة في السجن على غرار الكثير من الساسة الباكستانيين بتهمة اساءة استخدام السلطة أفضل تسوية. وقال حسين من حزب الرابطة الاسلامية "نحن نسير في هذا الاتجاه. سيتمتع جيلاني بمزيد من النفوذ وسوف يكون زرداري مجرد زينة في حجرة الاستقبال. لا يضر أحدا."