الجرافات تبدأ العمل بهايتي والناجون يقيمون الصلوات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد 12 يوماً على الزلزال المدمر، لا يزال آلاف الهايتيين في حاجة ماسة إلى الطعام والماء والمأوى رغم التدخل العسكري الاميركي الضخم وبرنامج المساعدات الذي تديره الامم المتحدة.
بورت أو برنس: ارتفعت صلوات الالاف من سكان هايتي من بين انقاض الكنائس المدمرة يوم الاحد فيما بدأت فرق الانقاذ في تجريف مركز المدينة المدمر في الوقت الذي وصلت سفينة فرنسية تحمل امدادات.
وفي بورت أو برنس حلت صلوات الصباح محل المشاهد الكارثية فيما عكفت الجرافات على تنظيف مركز المدينة من الانقاض مما اخرج الجثث المتعفنة الى الشوارع وفتح طرقا جديدة لعمليات النهب من بين الانقاض. وكانت الشرطة تنهر العصابات بين وقت واخر لتفريقها، ولكنها لم تفلح في ذلك. وقال شرطي في منطقة رو دو ميراكل "لن نفعل اي شي. ليس هناك ما يمكن ان نفعله".
الا ان شهود عيان قالوا ان الشرطة اطلقت النار على شاب. وقامت القوات الاميركية بمعالجته في الموقع، ونقل بعد ذلك في عربة اسعاف. من ناحية اخرى يستعد المانحون الدوليون لعقد لقاء الاثنين في مونتريال لمناقشة اعادة بناء هايتي بعد الزلزال الذي ادى الى مقتل 112 الف شخص في اسوأ كارثة تضرب الاميركيتين.
وبين انقاض كاتدرائية بورت أو برنس الكاثولوكية التي دفن تحتها اسقف المدينة السبت، اقام الاب غلاندا توسان قداسا حضره نحو 300 شخص. وقبل الزلزال الذي وقع في 12 كانون الثاني/يناير، كانت الكاتدرائية تغص بنحو 2500 مصل. وخلال القداس كانت تشاهد خلف الكاتدرائية مباشرة جثتين متعفنتين تحت الانقاض.
وبدأت فرق الاغاثة مرحلة الاصلاح بعد ان اعلنت الحكومة رسميا وقف عمليات البحث والانقاذ، الا ان فريقا دوليا تمكن اليوم السبت من انقاذ الشاب ويزموند اكسانتوس (25 عاما) من تحت انقاض محل البقالة الذي كان يملكه. وقال ويزموند انه تمكن من البقاء على قيد الحياة بين انقاض محله بفضل شرب الكوكاكولا وتناول بعض الاشياء البسيطة، في واحدة من قصص الامل القليلة في الكارثة التي اودت بحياة اكثر من 112 الف شخص.
وتم انقاذ اكثر من 130 شخصا حتى الان في الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات. وفي حادثة اخرى، تلقى رئيس كلية رسالة نصية من هاتف صديق له محتجز، الا ان عمال الانقاذ لم يتمكنوا من العثور على اي اثر للحياة في المنطقة رغم قيامهم بالبحث باستخدام الكلاب والرادار اربع مرات.ورجح احد رجال الاطفاء ان تكون الرسالة قد وصلت متاخرة.
واليوم الاحد وصلت سفينة برمائية فرنسية مجهزة بقاربي انزال واربع مروحيات وغرف عمليات جراحية الى ساحل هايتي لانزال 2000 طن من المساعدات الانسانية. وسيقضي طاقم السفينة "سيروكو" التي تزن 12 الف طن، اربعة ايام في تنزيل المساعدات والمعدات اللازمة لفرق الانقاذ ومن بينها اجهزة حفر ميكانيكية لتنظيف الانقاض الناتجة عن دمار الاف المنازل.
وقاد الجيش الاميركي جهود الانقاذ في هايتي. ومن المتوقع ان يصل نحو 20 الف جندي اميركي الى هايتي بحلول يوم الاحد. كما تواصل المساعدات الضرورية في الوصول ببطء الى المناطق المنكوبة خارج بورت أو برنس للمرة الاولى، بما في ذلك منطقة ليوغان حيث حدد مركز الزلزال الذي دمر نحو 90 بالمئة من كافة مبانيها. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التي تقود جهود توفير الملاجئ للضحايا الاحد انه اصبح لديها 10 الاف خيمة تناسب العائلات جاهزة، الا انها تحتاج الى 100 الف خيمة.
ولا تزال الظروف قاتمة بالنسبة للناجين في العاصمة رغم ازالة معظم الجثث التي بقيت ملقاة لايام في الشوارع وبدأت تتعفن، وقد جرى دفنها في قبور جماعية. ويحذر الخبراء من ان مئات الاف الهايتيين سيعتمدون في معيشتهم على المساعدات الاجنبية والمساكن المؤقتة لسنوات مقبلة نظرا لان اعادة بناء البلد المدمر قد تستغرق عقدا كاملا. وقد تسبب الزلزال في اعاقة الالاف.
وستلتقي الولايات المتحدة وكندا وفرنسا والبرازيل وغيرها من الدول المانحة في مونتريال لمحاولة وضع استراتيجيات طويلة الامد لمساعدة البلد المدمر الذي يعتبر الافقر في النصف الغربي من الكرة الارضية.
من ناحيته انتقد غيدو بيرتولاسو رئيس السلامة العامة الايطالي المتواجد في هايتي للمساعدة في تنسيق جهود الاغاثة، عدم وجود قيادة لعمليات المساعدة الدولية. وصرح لتلفزيون ايطالي ان "الوضع مريع وكان من الممكن ادارته بشكل افضل". من ناحيتها اعلنت النروج عن مضاعفة مساعداتها لهايتي لتصل الى 24.3 مليون يورو.