إحياء ذكرى ضحايا النازية بعد 65 عاماً على أوشفيتز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وارسو: يحيي معتقلون سابقون في اوشفيتز بيركيناو وجنود في الجيش الاحمر شاركوا في تحريرهم قبل 65 عاماً وشخصيات عديدة بينها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء ذكرى 1.1 مليون شخص لقوا حتفهم في هذا المعسكر الذي يشكل احد رموز محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
ويفترض ان يشارك بالكاد مئة من المعتقلين السابقين في مراسم أحياء الذكرى بينما حضر أكثر من ألفي ناج إلى موقع المعسكر الذي أقامته ألمانيا النازية في بولندا المحتلة. كما سيحضر ممثلون رسميون من حوالى عشرين بلدا. وقد دعا الرئيس ليش كاتشينسكي نظيره الروسي ديمتري مدفيديف الذي اعتذر عن تلبية الدعوة مشيرا الى "التزامات اخرى"، حسبما ذكرت الرئاسة البولندية.
وسيؤدي المشاركون امام نصب بيركيناو الصلاة اليهودية على الموتى وصلوات مسيحية. وصباح الاربعاء سيبحث وزراء التعليم الاوروبيون في طريقة تعليم ما جرى في اوشفيتز للشباب.
وسيذكر معرض روسي بتحرير المعتقل في السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير الذي اعلنته الامم المتحدة يوما دوليا لذكرى ضحايا الهولوكوست.
وقال مدير متحف اوشفيتز بيركيناو بيوتر تسيفينسكي لوكالة فرانس برس "قريبا لن نتمكن من التحدث مع الناجين مباشرة فقد تجاوزوا اليوم الثمانين عاما من العمر". واضاف "بينما يغادرنا الشهود الاخيرون على السياسة الجنونية لالمانيا النازية، وحدها الجدران والانقاض ستبقى وستتحدث عنهم"، مؤكدا "الضرورة الملحة لحماية ما تبقى". وتابع ان اوشفيتز، اكبر المعتقلات حيث سجل سقوط اكبر عدد من الضحايا، هو المعسكر الوحيد الذي ابقي على حاله منذ تخلي الالمان عنه امام تقدم الجيش الاحمر.
وقد دمرت معتقلات نازية اخرى في بولندا مثل سوبوبور وتريبلينكا وبيلزيك بالكامل لاخفاء آثارها. وقال تسيفينسكي ان "الالمان زرعوا ارضها او حولوها مزارع او زرعوا غابات فيها".
وفي اوشفيتز بيركيناو، تثير انقاض غرف وافران الغاز التي فجرها الالمان قبل تحرير المعتقل، ذعر الزوار وكذلك انقاض 300 كوخ تنتشر على مد البصر على ارض مساحتها حوالى مئتي هكتار.
وكانت الحكومة البولندية قررت منذ 1947 غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية حماية جزء كبير من المعسكر وعهدت الى الناجين بمهمة انشاء متحف. وهي تمول صيانته منذ ذلك الحين. لكن هذه البقايا تتدهور بسرعة. فالمباني التي صممت لتبقى عشر سنوات، اقيمت على تربة رطبة وتتهالك. كما ان مرور آلاف السياح يضعف المنشآت. وقد زار المتحف في 2009 عدد قياسي من الاشخاص بلغ 1,3 مليون زائر.
ولحماية المعتقل انشأت بولندا صندوقا خاصا قدمت المانيا من اجله نصف ال120 مليون يورو المطلوبة. وسيسمح توظيف الاموال بالحصول على عائدات سنوية تتراوح بين اربعة وخمسة ملايين يورو توظف في برنامج لحماية الموقع على مدى 25 عاما. وقال فلاديسلاف بارتوشيفسكي وزير الخارجية البولندي الاسبق والذي كان من معتقلي اوشفيتز ان "ما اراد النازيون محوه سننقذه من النسيان".
لكن المتحف لا يخوض سباقا ضد الزمن فقط. ففي كانون الاول/ديسمبر وفي عمل لا سابق له سرقت اللوحة الشهيرة التي كانت موضوعة على مدخل المعتقل وتحمل عبارة "العمل يؤمن الحرية". وقد تمت العملية على الارجح لحساب نازيين سويديين جدد. وعثرت الشرطة على اللوحة واعادتها الى المتحف قبل ستة ايام من مراسم احياء ذكرى تحرير المعتقل.