مهربو المخدرات الأفغان يسلكون مسارات جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دوشنبه: قال كبير المسؤولين عن مكافحة المخدرات في طاجيكستان في مقابلة ان عصابات المخدرات في أفغانستان تهرب الهيرويين الى أوروبا عبر ايران مما يخفف من العبء على مسار تهريب تقليدي يمر بطاجيكستان.
وطالما كانت طاجيكستان - التي تشيع بها الفوضى منذ حرب أهلية دموية دارت خلال الفترة من 1992 الى 1997 والتي يوجد بينها وبين أفغانستان حدود طويلة يسهل اختراقها - ملاذا لتهريب المخدرات من أفغانستان التي تزرع بها كل كميات الافيون في العالم تقريبا والذي يستخدم في صنع الهيرويين.
وصرح رستم نزاروف رئيس هيئة مكافحة المخدرات الحكومية في طاجيكستان لرويترز في مقابلة بأن الصورة تتغير الان مع تحويل مهربي المخدرات الافغان انتباههم الى مسار بديل عبر ايران. وقال "بدءا من العام الماضي شرع مهربو المخدرات في استكشاف مسارات امدادات جديدة بديلة للمخدرات التي تزرع في افغانستان تفضي الى السوق الروسية وحققوا نجاحا كبيرا... يمر المسار الجديد عبر ايران ومنطقة القوقاز ثم الى روسيا."
وروسيا التي يسكنها 142 مليون نسمة وهي سوق كبيرة للهيرويين الافغاني محطة رئيسية في المسار الذي يربط بين أفغانستان وأسواق مربحة في أوروبا الغربية. ووصفت المجموعة الدولية لعلاج الازمات وهي مركز أبحاث في العام الماضي طاجيكستان بأنها في سبيلها لان تكون "دولة منهارة" وهي تتعرض لضغوط متزايدة لمحاربة تهريب المخدرات الذي يمثل مصدر قلق للغرب المعني بالاستقرار في اسيا الوسطى.
ومضى نزاروف يقول ان ايران التي يلجأ اليها مهربون أفغان منذ فترة أصبحت وجهة تحظى بشعبية بين التجار بعد عودة الاستقرار النسبي الى الاقاليم الشمالية في أفغانستان المتاخمة لطاجيكستان. وأدى هذا الى تركيز مزارعي الخشخاش أكثر على المناطق الرئيسية لزراعة الافيون في الجنوب الذي يشيع به العنف والبحث عن سبيل للالتفاف حول اسيا الوسطى لتهريب المخدرات الى أوروبا.
وقال نزاروف "كمية المخدرات المصادرة (في طاجيكستان) في 2009 أقل بصورة ملحوظة من الكمية في 2008" مضيفا أن نحو 4.5 طن من المخدرات صوردت في 2009 . وتقول طاجيكستان انها تضبط ثلثي المخدرات التي تمر عبر أراضيها لكن بعض الدبلوماسيين الغربيين يتشككون في ذلك قائلين ان الحجم لا يزيد على عشرة في المئة.
وفي أفغانستان يمثل اقناع المزارعين بالتخلي عن زراعة الخشخاش الذي يمول طالبان في عملياتها لصالح محاصيل أخرى مثل القمح هدفا رئيسيا لدول حلف شمال الاطلسي. وفي العام الماضي أنفقت الولايات المتحدة نحو 400 مليون دولار على مشروعات زراعية هناك وتوقعت أن يبلغ الانفاق هذا العام أكثر من 425 مليون دولار. وبالنسبة لطاجيكستان فان هذا الاتجاه يمثل مصدر راحة لكن نزاروف قال انه يتأهب لعام صعب.
وأردف قائلا "للاسف يتوقف وضع المخدرات في بلادنا وفي المنطقة بصفة عامة فقط على الوضع في أفغانستان... عندما يسود القانون والنظام أفغانستان حينئذ فقط سيسود القانون والنظام بلادنا."