الحوثيون يعلنون الانسحاب ووقف القتال على الحدود

في الوقت الذي أعلن فيه زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن اليوم الاثنين 25-1-2010، وقف إطلاق النار مع السعودية والانسحاب من كامل أراضيها، تنتظر السعودية فعلياً إلحاق هذا الكلام بفعل وأن تعمل على ذلك ميدانياً. وقال مصدر سعودي قبل قليل في حديث مقتضب مع "إيلاف" إنهم بانتظار نتائج إعلان الحوثي وصِدق بيانه الصوتي.

عبادي القحطاني - إيلاف:قال عبد الملك الحوثي في شريط صوتي بث اليوم الاثنين إن الحوثيين سينسحبون من كامل الأراضي السعودية التي دخلوها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال المتمردون على موقعهم على الانترنت أمس الأحد إن قائدهم عبد الملك الحوثي سيعلن نبأ مهما خلال وقت قصير لكنهم لم يشيروا إلى وقف لإطلاق النار.

وحوى البيان الحوثي تهديداً صريحاً بفتح عدة جبهات على السعودية في حال لم يوقفوا ما أسماه بالعدوان. وتطالب السعودية الحوثيين بالانسحاب عشرات الكيلو مترات داخل الحدود اليمنية مقابل وقف العمليات العسكرية.

ولم يتضمن البيان الحوثي ما إن كانوا قبلوا الشرط السعودي الذي رأى فيه الخبير العسكري الكويتي العقيد فهد الشليمي إن الانسحاب الحوثي يعني تماماً ما طلبه السعوديون عبر مساعد وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان في خلق منطقة عازلة على الحدود بين البلدين تكون آمنة وخالية تماماً من أي نشاط عسكري.

وكان مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان عقد السبت الماضي مؤتمرا صحافيا على الحدود السعودية واليمنية تحدث فيه عن مجمل أحداث العمليات العسكرية من الجانب السعودي.

وقال مخاطباً وسائل الإعلام المحلية والدولية "نتحدث معاً من هذا الموقع على الحدود مباشرة وكل القمم الإستراتيجية التي تشاهدونها الآن بعيونكم عليها الأعلام السعودية ورجال عبدالله بن عبد العزيز"، مضيفا أن القوات السعودية تمكنت من تدمير المئات من عدة وعتاد الحوثيين.

هذا وقد قام الجيش السعودي خلال الأشهر الماضية بعمليات ضد المتسللين الحوثيين شملت مواجهات وعمليات قصف جوي ومدفعي. وحاول الحوثيون توسيع العمليات خلال حربهم مع الحكومة اليمنية، وقاموا بعمليات تسلل داخل الحدود السعودية، وقتلوا جنديين وأصابوا آخرين، وهو الأمر الذي دفع الأخيرة لحشد قواها وردت بقوة. وتتسم مناطق الحدود بين اليمن والسعودية بوجود سلاسل جبلية وعرة تسهل عمليات التسلل، وتزيد من صعوبة عمليات مطاردة تلك العناصر.

من جانبها، تتهم اليمن إيران بتقديم دعم مادي للمتمردين الحوثيين الذين يخوضون حربا سادسة ضد الحكومة اليمنية، بينما يتهم الحوثيون الحكومة اليمنية بممارسة التمييز ضدهم. ونتج من الحرب مقتل 113 جندياً سعودياً بحسب قائد المنطقة الجنوبية اللواء علي بن زيد خواجي وفقدان 6 آخرين فيما لم يعلن الحوثيون أو مصادر محايدة عدد الخسائر البشرية في صفوف الحوثيين.

ويذكر أن الحوثي أوضح اليوم في مبادرته لوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي السعودية أن هذه المبادرة للسلام ووقف الحرب وأضاف في بيان صوتي وزعه المكتب الإعلامي "نعلن قيامنا بالإنسحاب الكامل من كل المواقـع السعوديـة ومن كل الأراضي التي تحت سيطرة النظام السعودي، مؤكديـن أن تقدمنا لتلك الأراضي والمواقع كان ضرورة لمواجهة عدوان انطلق منها".

ولم يوضح الحوثي حول مدى انسحاب مقاتليه حيث إن الحوثيين لا يحتلون أراضي سعودية منذ تحرير قرية الجابري السعودية، بل تتكرر هجماتهم يوميًا عبر أفواج قناصة يتمركزون في الجبال المطلة على الحدود السعودية ويهاجمون المراكز العسكرية ويختفون نهارًا. وتطالب السعودية من تسميهم "المتسللين المعتدين" بالانسحاب عشرات الكيلومترات داخل الحدود اليمنية مقابل وقف الحرب.