مؤتمر لندن لا يبدد تشاؤم الشارع الافغاني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: لا يبالي محمد امين بائع البقول المتجول في كابول بالتصريحات التي تسبق مؤتمر لندن حول مستقبل بلاده، فهو حين يعود الى منزله ليلا لا يحلم الا بشيء واحد هو نهاية الحرب واستتباب السلم في البلاد.
ويقول هذا الافغاني (34 عاما) وهو يجر عربة الخضار في احد شوارع العاصمة مخلفا وراءه غمامة من الغبار "لا علم لي بهذا المؤتمر، ما يهمني هو حياتي".
ويضيف بينما يمشط باصابعه لحيته الكثة "عندما اعود الى منزلي لا اعرف ماذا يجري في العالم. همي الوحيد هو استتباب الامن في البلاد. عندما يتحسن الامن يعود الناس وتزدهر الاعمال".
ومن المقرر ان تجتمع في لندن الخميس 60 دولة ومنظمة لبحث سبل احلال الاستقرار في افغانستان بعد ثمانية اعوام من الاطاحة بنظام طالبان.
وفي الوقت الذي يتوجه فيه الرئيس الافغاني حميد كرزاي الى لندن حيث سيحاول خصوصا حث المؤتمرين على تمويل خطته للمصالحة الوطنية مع حركة طالبان والتي تتضمن تقديم حوافز مالية ووظيفية لمن يلقي السلاح من طالبان، فان المواطنين الافغان الذين التقتهم وكالة فرانس برس بدوا اما مشككين بفرص نجاح رئيسهم واما غير مبالين بمساعيه.
وقال عباد الله عبادي (38 عاما) "لا اعقد اية آمال على المؤتمر. لقد جرت مؤتمرات عدة في الماضي واي منها لم يؤت اي نتيجة". واضاف "نريد السلام، نريد انتهاء اعمال العنف. عليهم ان يصغوا لنا".
اما الطالب توراج محمد فكان اكثر شدة في انتقاد الحكومة، وقال "برهنوا على مدى الاعوام الثمانية انهم بارعون في الكلام ولكن للاسف فان ايا منهم لم يبرهن انه حاكم جيد".
واضاف "كم من الافغان يعرفون اين تقع لندن؟ لا نعلم شيئا عن المؤتمر. اذا حمل الينا الامن والسلام فيا مرحى والا فهو لن يكون الا خسارة للوقت والمال".
وفي معقل طالبان في قندهار (جنوب) قال احسان الله وهو استاذ مدرسة "آمل من المجتمع الدولي تقديم الدعم لخطة المصالحة مع الطالبان".
واضاف الاستاذ المدرسي (45 عاما) "هذا ما نحن بحاجة اليه".
اما محمود وهو مالك مطعم في قندهار فقال "اذا ظنوا ان بامكانهم شراء طالبان فهم مخطئون".
من جهته اعتبر محمد انور (34 عاما) وهو رجل اعمال في كابول ان مؤتمر لندن لن يغير شيئا. وقال "الاميركيون لديهم مصالحهم والطالبان لديهم مصالحهم. ولا احد يقبل بما يدعو اليه الرئيس كرزاي".
واضاف ان "حركة طالبان ليست بحاجة الى خطة المصالحة"، مؤكدا ان الحركة المتمردة اصبحت منذ اشهر عدة في موقع قوة.
وتابع رجل الاعمال "قد يوافق الطالبان الذين لا عمل لديهم ولا مال على القاء السلاح ولكن الزعماء سيواصلون عملهم".
من جهته قال المحلل السياسي هارون مير "لا اظن انه، في ظل الوضع الراهن، سيندفع عناصر طالبان للموافقة على عرض السلام المقدم لهم من جانب كابول".
واضاف "الحكومة الافغانية ضعيفة للغاية، والسكان، حتى في كابول، لا يثقون بها بسب الفساد والظلم. لقد فقد الشعب ثقته بحكومته".
اوضح مير ان "الرئيس كرزاي يريد ان يترك ارثا هو (المصالحة)، ولا يركز على مشاكل الحكم ومكافحة الفساد ولا حتى على الرؤية السياسية للبلاد"، ميفا انه متخوف من ان تطغى محاولة تحقيق المصالحة مع طالبان على كل ما عداها من مشاكل في البلاد.