استعراض الموت في «وصلة الدوحة»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يكن ما شهدته "وصلة الدوحة" مساء اول من امس مجرد "دماء على الاسفلت"، أو حادث مروري عادي، بقدر ما كان "فاجعة" أودت بحياة خمسة من الشبان وإصابة مثلهم أدخلوا المستشفى وحالتهم حرجة إلى درجة البتر، وهي "الفاجعة" التي وضعت وزارة الداخلية في "مأزق" وقد لا يشفع لها بيانها عن الحادث.
وصلة الدوحة كانت على موعد مع الموت، رغم تحذير أحد أقارب الضحايا من التجمع الشبابي، قبل دقائق من حصول المأساة، لكن"أذن" وزارة الداخلية لم تصغ، فكان رد أحد عسكريي مخفر الصليبخات على البلاغ " إذا حصلت مشكلة اتصل بنا وبعدها نحضر".
وتمثلت الفاجعة التي استيقظت الكويت على وقعها المؤلم بعد أن عاشت فصولها مساء في سباق سيارات نظمته مجموعة من الشباب عند وصلة الدوحة، حيث انحرفت إحدى السيارات المشاركة فيه ناحية المتفرجين الذين ناهز عددهم الخمسين، فأردت على الفور أربعة شبان أما الخامس فلفظ أنفاسه في المستشفى ونقل سبعة من الجرحى إلى المستشفى.
وعلمت "الراي" أن قائد المركبة المتسببة في الفاجعة اقتيد ظهر أمس من مستشفى الجهراء، بعد أن أخضع للعلاج، تحت حراسة مشددة إلى مخفر الصليبخات لمباشرة التحقيق معه.
وطالب النائب محمد هايف وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بإجراء تحقيق فوري في الحادث "مع الجهات التي تم الاتصال بها قبل حصول الحادث ولم تحرك ساكنا، وتحديد المسؤولية ومحاسبة المقصرين".
وأشار هايف إلى الشكوى التي تقدم بها أحد ذوي ضحايا الحادث إلى لجنة العرائض والشكاوى البرلمانية وبيّن من خلالها انه اتصل بغرفة عمليات وزارة الداخلية قبل حصول الحادث بـ 25 دقيقة، وأخبرهم عن وجود تجمع شبابي يضم 30 سيارة، وحذر من احتمال تسببه في حوادث مؤسفة، غير أن المسؤولين لم يستجيبوا إلى تحذيره ولم يتعاملوا مع البلاغ بجدية، ما أدى إلى وفاة خمسة من المواطنين وإصابة آخرين يرقدون في المستشفيات.
وتساءل هايف: " أين وزارة الداخلية عن مثل هذه التجمعات التي تحدث باستمرار في المناطق الخارجية، ولماذا تتعامل أجهزة الوزارة بلا مبالاة مع شكاوى المواطنين وتحذيراتهم؟"، مطالبا وزير الداخلية بتكثيف الدوريات في المناطق التي تشهد مثل هذه الاستعراضات.
ومن جهته دعا النائب سعد الخنفور أجهزة الأمن إلى متابعة المواقع التي يقوم بعض الشباب بالاستعراض فيها، لوقف مسلسل الخسائر في الأرواح في صفوف الشباب الكويتي.
ودعا النائب الدكتور وليد الطبطبائي إلى فتح تحقيق "على أعلى مستوى" ومعرفة أسباب الحادث لتلافي مثله مستقبلا، مطالبا وزارة الداخلية أن تكون حازمة للقضاء على مثل هذه الاستعراضات، لافتا إلى متابعته التحقيق "وسيكون لنا موقف حازم في هذا الشأن".
وقال رجعان سالم عم أحد الضحايا لـ "الراي" انه شاهد تجمهرالشباب وبما يقارب الثلاثين سيارة واتصل بغرفة العمليات في وزارة الداخلية في الساعة الحادية عشرة و27 دقيقة، وأبلغ عن التجمهر وبعد البلاغ بدقائق اتصل به رجال مخفر الصليبخات وسألوه ما إن كانت حدثت مشكلة فأجابهم بأنها لم تحصل، لكن عليهم فض التجمهر، لكن رجال المخفر لم يبالوا بالامر وبعد مضي نصف الساعة تلقى اتصالا من أسرته لابلاغه بوفاة ابن شقيقه الذي كان في الوصلة.
وأفاد رجعان انه تقدم بشكوى رسمية إلى لجنة العرائض والشكاوى في مجلس الامة ضد وزارة الداخلية "لاهمالها بلاغ التجمهر الذي قدمه قبل وقوع الحادث".
وأوضح مدير منطقة الجهراء الصحية الدكتور فهد الخليفة لـ "الراي" أن قسم الحوادث في مستشفى الجهراء استقبل منتصف ليل الأول من أمس 5 حالات مصابة جراء الحادث الذي وقع في وصلة منطقة الدوحة المؤدية لمدينة الجهراء، حيث تتراوح أعمار المصابين مابين 18 إلى 25 عاما، لافتا إلى انه تمت إحالة 4 منها للعناية الفائقة بسب الإصابات التي تعتبر بليغة وهي عبارة عن كسور في الرأس والصدر وبتر في الأطراف، كما تم إجراء عملية جراحية في الأوعية الدموية وبتر لحالة واحدة.
وقال مدير ادارة الاعلام الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العقيد محمد هاشم الصبر "ان حادثا مروريا مروعا وقع منتصف الليلة قبل الماضية على وصلة الدوحة الى طريق المدينة الترفيهية اسفر عن مصرع خمسة مواطنين واصابة خمسة آخرين بينهم ثلاثة مواطنين ووافد سوري وغير كويتي باصابات جسيمة ادخلتهم العناية المركزة".
وأوضح الصبر في تصريح صحافي ان "المشهد الدموي وقع من جراء عملية سباق واستعراض بالسيارات بين مجموعة من الشباب المستهتر انطلقت خلالها احدى السيارات بسرعة كبيرة ليفقد قائدها السيطرة عليها ليدهم مجموعة من المتفرجين ليقعوا بين قتيل وجريح ويؤدي الى اتلاف خمس سيارات كانت متوقفة على كتف الطريق".
وقال الصبر ان وزارة الداخلية ممثلة بادارة الاعلام الامني وقطاع شؤون المرور "تقوم بحملات مكثفة من اجل حماية الارواح وسلامة مستخدمي الطريق، ولكن قلة من الشباب غير الواعي لا يلتفت لكل ذلك ويدفع الثمن غاليا".
وأكد الصبر انه "تم التحذير مرارا وتكرارا من خطورة هذا الانفلات المروري وقمنا بمناشدة اولياء الامور فرض رقابة على ابنائهم حفاظا على حياتهم"، وناشد الجميع بالالتزام والانضباط المروري، مهيبا بأولياء الامور فرض رقابة لصيقة على ابنائهم حماية لامنهم وحياتهم "لان خرق قواعد المرور ليس فقط امرا خطيرا بل جريمة عواقبها خطيرة".