بعد مخاطر القرصنة خليج عدن يواجه تهديد القاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى عدد من الخبراء والدبلوماسيين ان حركة الملاحة في خليج عدن قد تكون الهدف المقبل لتنظيم القاعدة في اليمن، سواء عن طريق ضرب سفن او خطفها للمطالبة بفدية.
صنعاء: قال العميد يحيى صالح رئيس اركان الامن المركزي اليمني الذي يضم وحدة مكافحة الارهاب لوكالة فرانس برس "امكانيات (اليمن) محدودة ومعظم السواحل اليمنية مكشوفة، ولو كان لدينا امكانيات لتمكنا من السيطرة على تدفق اللاجئين، فما بالك بالارهابيين".
واضاف "ان امكانيات القوات البحرية وقوات خفر السواحل محدودة، عمل خفر السواحل ممول من الخارج، وفي عرض البحر تقوم السفن الدولية بدوريات لمكافحة القرصنة". وكان موقع "الفلوجة" الاسلامي المتطرف هدد الولايات المتحدة في مطلع كانون الثاني/يناير "هاجمناكم برا وجوا .. وقريبا نهاجمكم بحرا".
وتابع البيان الذي ترجمه معهد ابحاث اميركي "ان قوات القاعدة وعلى الاخص قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، خبراء في هذا المجال". وفي ذلك اشارة الى العملية الانتحارية التي استهدفت المدمرة الاميركية يو اس اس كول بواسطة زورق سريع محشو بالمتفجرات في تشرين الاول/اكتوبر 2000 مسفرة عن مقتل 17 من عناصر البحرية الاميركية وكانت بداية حملة من الهجمات الانتحارية شنتها حركة اسامة بن لادن على الولايات المتحدة.
كما تعرضت ناقلة النفط الفرنسية العملاقة ليمبورغ لاعتداء في السادس من تشرين الاول/اكتوبر 2002 قبالة سواحل اليمن ما اوقع قتيلا. وفي صنعاء، تبدي السلطات والدبلوماسيون مخاوفهم لا سيما وان قدرة قوات خفر السواحل والبحرية اليمنية على المراقبة والحماية تبقى محدودة. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف اسمه ان "القاعدة تستخدم الانترنت كاداة لتحريض عناصرها على شن هجمات بحرية".
وتابع ان "خفر السواحل اليمنيين مدربون تدريبا جيدا لمواجهة ذلك، لكن تنقصهم سفن تمكنهم من توسيع نطاق تدخلهم في عرض البحر". وقال دبلوماسي اخر لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ايضا ان البحرية اليمنية تقوم منذ فتح منشأة بلحاف في جنوب البلاد لتصدير الغاز، بحماية ناقلات الغاز لكنها لا تملك الوسائل لمواكبتها.
وتعبر هذه السفن وبينها ناقلات نفط وسفن شحن وحاملات حاويات مياه خليج عدن حيث يبقى القراصنة الصوماليون الخطر الاكبر في الوقت الراهن. غير ان مدير دراسات "الامن والدفاع" في مركز الخليج للابحاث مصطفى علاني رأى ان نجاح عمليات القراصنة قد يجعل عناصر القاعدة يحذون حذوهم. وتابع متحدثا لوكالة الأنباء الفرنسية "ان الضغوط تزداد على مصادر تمويل القاعدة في جزيرة العرب، وهم يرون هؤلاء الشبان يجنون ثروات من خلال القرصنة وقد كسبوا ما لا يقل عن 130 مليون دولار خلال السنوات الاخيرة". وذكر بانه "الاسبوع الماضي القيت لهم 6,5 ملايين دولار باوراق مالية من فئات صغيرة بواسطة مروحية لقاء الافراج عن سفينة شحن يونانية".
وليس هناك في الوقت الحاضر اي دليل يثبت التواطؤ بين حركة الشباب الصومالية والقاعدة رغم اعلان الحركة الاسلامية المتمردة دعمها للتنظيم الارهابي. وقال علاني "ان شنت القاعدة عملية بحرية، فسيكون ذلك من اجل المال. لكنهم في الوقت الحاضر يواجهون مشكلة: فالقرصنة هي بنظر الشريعة سرقة. انهم بحاجة الى فتوى تؤمن لهم تغطية عقائدية ودينية على غرار ما حصلوا عليه لتغطية العمليات الانتحارية". وختم "اذا ما صدرت فتوى كهذه تشرع القرصنة، فسيكون ذلك مؤشرا. اما في الوقت الحاضر، فلم يصدر شيء بعد".