لبنان:محاولة رفع الصندوق الاسود للطائرة المنكوبة

بيروت: واصلت الفرق المختصة الخميس العمل لسحب الصندوق الاسود للطائرة الاثيوبية من قعر البحر بعد ان التقطت اشارات صادرة عنه بدون ان تتمكن حتى المساء من الوصول اليه.

في هذه الاثناء اعلن وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الذي تنقل اليه الجثث والاشلاء، عن عقد اجتماع في المساء دعا اليه رئيس الحكومة سعد الحريري مع الوزراء المعنيين لتقييم الوضع.

وكان وزير الاشغال غازي العريضي قد اعرب عن امله بان يتم الخميس انتشال الصندوق الاسود لفهم اسباب سقوط الطائرة الاثيوبية التي قضى على متنها تسعون راكبا.

واوضح العريضي لوكالة فرانس برس ان مهمة البحث التي بدأتها السفينة "اوشن الرت" منذ الاربعاء لتصوير المنطقة التي انطلقت منها اشارات الصندوق الاسود تنتهي قبل ظهر يوم غد الجمعة.

ورغم ان العريضي اعرب عن امله في ان تنجح السفينة "اوشن الرت" في اخراج الصندوق الخميس، الا انه اوضح انه "اذا كان الصندوق الاسود قد انفصل عن هيكل الطائرة فان انتشاله يكون اكثر سهولة، واذا كان ما زال في هيكل الطائرة فان ذلك يقتضي مرحلة ثانية من العمل تتعلق بمكان وجود الهيكل".

وبامكان السفينة "اوشن آلرت" المتخصصة في عمليات البحث البحري عن حطام الطائرات "العمل حتى عمق الفي متر"، وفق العريضي.

ويشارك مكتب التحقيق الفرنسي بواسطة اثنين من محققيه وصلوا الى بيروت الثلاثاء في لجنة التحقيق المتخصصة التي شكلها لبنان.

واوضح العريضي ان "الالية الدولية المتبعة هي ان يتسلم مكتب التحقيق الفرنسي الصندوق الاسود وينقله الى باريس حيث يقوم بفك شيفرته وتحليلها ويضع تقريرا يتم تسليمه الى لبنان واثيوبيا والشركة المصنعة (بوينغ)".

ويساعد فريق من المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة في التحقيقات. وهو برئاسة احد كبار محققيه دينيس جونز ويضم مستشارين من ادارة الطيران الفدرالي ومن شركة بوينغ.

واصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني الخميس بيانا اعلنت فيه ان "طاقم المدمرة الاميركية يو اس اس راميدج العاملة مع القوات البحرية اللبنانية والدولية افاد انه تلقى اشارات بثها الصندوق الاسود".

وذكر مصدر عسكري انه تم تحديد موقع الصندوق الاسود على بعد عشرة كيلومترات غرب مطار بيروت وعلى عمق 1300 متر.

ولم يتم حتى الان تحديد موقع هيكل الطائرة.

وتتعاون في البحث وحدات من الجيش اللبناني وقوة الامم المتحدة (يونيفيل) بمساعدة قطع بحرية وطوافات فرنسية وبريطانية والسفينة الحربية الاميركية "راميدج" المتخصصة في الاسعاف والمجهزة بمعدات خاصة وحديثة وعلى متنها غواصون.

وتفيد معلومات ان الطائرة تحطمت في الجو بعد دقائق من اقلاعها، بينما افادت اخرى انها تحطمت لدى ارتطامها بسطح البحر.

واكد عدد من المسؤولين المعنيين ان الطيار الاثيوبي الذي يتمتع بخبرة 20 عاما، لم يلتزم توجيهات برج المراقبة بعيد اقلاعه في جو عاصف للغاية لاسباب لن تكشفها الا المعلومات المخزونة في الصندوق الاسود وصندوق تسجيل احاديث قمرة القيادة.

وكانت فرنسا واثيوبيا اكدتا ان تحطم الطائرة لم ينجم عن عمل ارهابي.

وتتركز عمليات البحث قبالة سواحل بلدة خلدة (6 كلم جنوب مطار بيروت).

ومنذ مساء الاثنين، لم يتم العثور على جثث جديدة انما على "اشلاء" كما اعلن وزير الصحة محمد جواد خليفة.

وكانت الفرق المختصة انتشلت 14 جثة منها خمسة لمواطنين اثيوبيين.

وتم التعرف على ست من جثث اللبنانيين ويجري العمل لتحديد هوية الجثث الثلاث الاخرى.

ويقدر الخبراء ان بقية الجثث غرقت مع هيكل الطائرة لانها مربوطة باحزمة الامان.

وانقضت فجر الخميس 72 ساعة على الحادث ونشرت صحف لبنانية نعيا لاشخاص قضوا على الطائرة ولم يتم حتى الان انتشال جثثهم ومنهم عقيلة السفير الفرنسي في لبنان دوني بيتون.

وسقطت طائرة البوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الاثيوبية في البحر بعد دقائق على اقلاعها من مطار بيروت في الساعة 2,30 فجر الاثنين (00,30 ت غ)، وعلى متنها 90 شخصا بينهم 54 لبنانيا.