إيران أعدمت اثنين من المعارضة وتسعة في الإنتظار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعدمت إيران شخصين أدينا في أعقاب الاضطرابات التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة العام الماضي في حين توقع زعيم معارض بارز خروج الرئيس محمود أحمدي نجاد من السلطة قبل انتهاء مدة ولايته. وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما طهران من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" بسبب برنامجها النووي وقال ان إجماعا دولياً معادياً لها يتشكل. وقالت روسيا ان الصبر على طهران يوشك أن ينفد.
طهران: أعدمت السلطات الإيرانية أمس الخميس معارضين اثنين دينا بالسعي لقلب نظام الجمهورية الاسلامية، وذلك للمرة الاولى منذ الازمة السياسية الحادة عقب اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو. ودين هذان المعارضان ب"الحرابة" كما قال البيان الذي اعلن اعدامها. وحكم عليهما بالاعدام في تشرين الاول/اكتوبر الماضي في اطار حملة المحاكمات التي طالت معارضين ومتظاهرين.
واسماهما كما وردا في بيان المدعي العام في طهران، محمد رضا علي زماني وآرش رحماني بور. ونددت الولايات المتحدة بشدة باعدام الرجلين في إيران. وقال المتحدث باسم البيت الابيض بيل بيرتون للصحفيين "هذا ليس من شأنه سوى أن يؤدي لزيادة عزلة الحكومة الإيرانية عن العالم وعن شعبها."
وأضاف "نحن نعتبر ذلك تدنيا في ظلم ووحشية قمع الجمهورية الاسلامية للمعارضين المسالمين. قتل المسجونين السياسيين الذين يمارسون حقوقهم العامة لن يحقق الاحترام والشرعية التى تسعى اليها إيران." من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند "المحاكمات والان هذه الاعدامات اللاحقة تقوض التزام إيران المزعوم بالعدالة وحقوق الانسان والقيم الديمقراطية."
وقال مدعي طهران عباس جعفري دولت ابادي للتلفزيون الحكومية "انهم ينتمون الى مجموعة توندر (منظمة مملكة إيران) واعترفا بانهما حصلا على متفجرات وخططا لقتل مسؤولين إيرانيين". وكانت المعارضة الإيرانية اعلنت لدى صدور حكم الاعدام على زماني انه ناشط في الحركة الموالية للملكية مجلس مملكة إيران، وتدخلت منظمة العفو الدولية من اجله. وكذلك رحماني بور، الذي عرف بالحرفين الاولين من اسمه عند صدور الحكم، فقد اتهم بالانتماء الى المنظمة نفسها، بحسب ما ذكرت محاميته لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت المحامية نسرين سوتوده ان رحماني بور اعتقل قبل شهرين من الانتخابات والاضطرابات التي تلتها و"اجبر على الادلاء باعترافات بعد تهديدات وجهت الى عائلته". واضافت انها "صدمت" باعلان تنفيذ حكم الاعدام فيه، مؤكدة انها لم تبلغ مع اسرته بذلك.
واوضح بيان المدعي العام ان تسعة معارضين آخرين ينتظرون حاليا قرار محكمة الاستئناف. وقال ان "تسعة آخرين من مثيري الشغب ما زالوا في مرحلة الاستئناف واذا ثبت الحكم فسينفذ بحسب القانون". ولم تعلن السلطات الإيرانية حتى الآن سوى خمسة احكام بالاعدام في المحاكمات التي تلت تظاهرات حزيران/يونيو.
ولم يذكر بيان المدعي العام اي تفاصيل عن المحكومين الستة الآخرين. واوضح "المحكومان دينا بتهمة "الحرابة" والسعي لقلب نظام الجمهورية الاسلامية والانتماء لمجموعة مسلحة معادية للثورة هي مجلس مملكة إيران ولجماعة المنافقين الارهابية". وتطلق السلطات الإيرانية اسم "المنافقين" على تنظيم مجاهدي خلق المعارض.
واوضح البيان ايضا ان تسعة معارضين آخرين ينتظرون حاليا قرار محكمة الاستئناف. وقال ان "تسعة آخرين من مثيري الشغب ما زالوا في مرحلة الاستئناف واذا ثبت الحكم فسينفذ بحسب القانون". واكد دولت ابادي ان خمسة من المدانين "اعتقلوا يوم عاشوراء" خلال اعمال العنف التي وقعت في 27 كانون الاول/ديسمبر واسفرت عن سقوط ثمانية قتلى. وقد اعتقل خلالها حوالى الف متظاهر.
وتابع ان الاربعة الآخرين اعتقلوا في تظاهرات جرت قبل عاشوراء. ووفقا للارقام الرسمية فقد جرى توقيف اكثر من اربعة آلاف متظاهر ومعارض في التظاهرات الاحتجاجية في إيران التي اسفرت عن مقتل 36 قتيلا بحسب السلطات، و72 قتيلا بحسب المعارضة. واطلق سراح معظم الموقوفين لكن 140 منهم على الاقل حوكموا، وبعضهم تلقى احكاما قاسية بالسجن.
واوقف مئات المعارضين منذ الصيف، في تظاهرات للمعارضة قمعتها السلطات بشدة. ووفقا للارقام الرسمية ايضا فان اكثر من الف شخص اوقفوا في احداث عاشوراء في 27 كانون الاول/ديسمبر، والتي اسفرت عن ثمانية قتلى ومئات الجرحى في مختلف مناطق إيران.
وفي 18 كانون الثاني/يناير طلب الادعاء عقوبة الاعدام بحق خمسة من المتظاهرين، ثلاثة رجال وامرأتين، لعلاقتهم من منظمة مجاهدي خلق. وكان الجناح المتشدد في السلطة الإيرانية طلب تشديد العقوبات على متظاهري يوم عاشوراء الذي شهد التظاهرات الاهم في البلاد منذ حزيران/يونيو.
وفي أغسطس اب قال التلفزيون الإيراني الرسمي ان رحمانيبور اعترف بصلاته بدول أجنبية وكانت مهمته زرع قنابل في فترة الانتخابات. ونشرت رسائل عبر الانترنت عن تنظيم احتجاجات جديدة يوم 11 من فبراير شباط لتتزامن مع احتفال إيران بالذكرى 31 للثورة الاسلامية التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة.
وقال الزعيم الإيراني المعارض مهدي كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات ان الاقتصاد الاخذ في الضعف والمعارضة الشعبية ستدفع قوى معتدلة لازاحة أحمدي نجاد. وأضاف "نظرا للمشاكل السياسية والاقتصادية اضافة الى سياسة خارجية مثيرة للجدل أعتقد شخصيا ان السيد أحمدي نجاد لن يتمكن من اكمال ولايته."
وأعرب كروبي (72 عاما) عن اعتقاده بان سياسات أحمدي نجاد التي تقوم على اجتذاب التأييد الشعبي جعلت إيران "ضعيفة جدا" مما يصعب على المواطنين تحمل مزيد من البطالة والتضخم. وقال ان السيناريوهات المحتملة تتفاوت ما بين اقالة أحمدي نجاد من منصبه وبين تقليص سلطاته او اجراء تعديل حكومي. وأضاف "لكن لمعرفتي بهذا الرجل أعتقد انه لن يغير سلوكه."
وفي خطابه السنوي عن حالة الاتحاد قال الرئيس الأميركي باراك أوباما ان حكومة أحمدي نجاد تواجه حصاراً دولياً متزايداً بشأن برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب انه يستهدف انتاج أسلحة نووية. وتنفي إيران ذلك. واضاف أوباما "المجتمع الدولي أكثر توحدا والجمهورية الاسلامية الإيرانية أكثر عزلة... ومع استمرار زعماء إيران في تجاهل التزاماتهم ما من شك في انهم سيواجهون عواقب وخيمة."
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في لندن بعد محادثات مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف ان هناك "تفهما متزايدا في المجتمع الدولي لوجوب ان تتحمل إيران العواقب لتجاهلها لالتزاماتها الدولية."
ولم يصل لافروف الى حد التأييد العلني لفرض عقوبات جديدة على طهران. وقال "من الواضح ان المرء لا يمكنه الانتظار الى الابد وشركاؤنا يتحدثون بالفعل عن ضرورة مناقشة فرض مزيد من العقوبات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة."
من جهتها دعت الصين الى بذل جهود لاستئناف الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي في خطوة تعرقل جهود كلينتون لكسب التأييد لفرض عقوبات جديدة في الامم المتحدة على طهران. قال يانج جيتشي وزير الخارجية الصيني للصحفيين في لندن حيث شارك في مؤتمر دولي عن أفغانستان "مسالة إيران النووية يجب حلها بالجهود الدبلوماسية والمفاوضات." وسئل هل جرت اي مناقشة على هامش المؤتمر بشان فرض عقوبات جديدة على إيران فرد بقوله "نحن نرى اننا يجب ان نركز على استئناف الحوار ومعاودة التفاوض."
ورفضت شركة روسية حكومية لتجارة الاسلحة يوم أمس الخميس تحديد ما اذا كانت ستمضي قدما في صفقة لبيع انظمة اس-300 المضادة للطائرات لإيران التي تمثل نقطة شائكة في علاقات موسكو مع الولايات المتحدة واسرائيل.