العراقيون يعتبرون استجواب بلير خطوة متأخرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى العراقيونأن جلسة استجواب بلير حولالحرب على بلادهم أتت متأخرة .
بغداد: لم يعلم كثير من العراقيين بحضور توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق جلسة الاستجواب اليوم الجمعة ومن تابعها منهم يرى انها خطوة متاخرة لا طائل منها بالنسبة لبلدهم الذي مزقته الحروب. وقال سامي علي حمادي (57 عاما) وهو متقاعد في مدينة الصدر الضاحية الشيعية (شرق) ردا على سؤال حول جلسة الاستماع "لا اعتقد ان هذا سيؤدي الى شيء لان الضرر قد وقع".
ولم تنقل قنوات التلفزيون المحلية وقائع الجلسة فيما اكتفى عدد من الصحف المحلية بالاشارة الى جلسة الاستماع في اخبار مقتضبة امس الخميس. واضاف حمادي ان "قرار اجتياح العراق اتخذ بناء على تصورات خاطئة من الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وحليفه بلير لاستهداف العراق. واضاف ان "اجتياح العراق تم على اساس امتلاكنا لاسلحة دمار شامل التي تبين لاحقا اننا لا نملكها اساسا". وتابع "كانت مجرد ذريعة صنعها بوش وتابعه بلير بهدف الاطاحة بصدام".
من جهته، قال عباس موسى (59 عاما)، وهو صديق حمادي، ان العراق اصبح افضل حالا من غير صدام وحكومته لكنه ما يزال غير مستقر. واضاف موسى الذي يعمل في احدى مدارس مدينة الصدر "كبلد، يسير العراق بخطى واضحة على طريق الديمقراطية لكن هذا لا يعني ان ما حدث كان حقا". واكد موسى، وهو نائب مدير مدرسة للصبيان يدرس فيها حوالى 400 تلميذ "كان على بلير السير باتجاه اخر، اي تقديم المساعدة للشعب العراقي لكي يتمكن من اسقاط صدام، الاحتلال كان خطا".
وقال بلير خلال شهادته التي طال انتظارها امام لجنة التحقيق في مشاركة بريطانيا في حرب العراق انه قرر المشاركة في الحرب بسبب خرق الرئيس العراقي السابق صدام حسين لقرارات الامم المتحدة، وليس بدافع تغيير النظام. وفي حي الاعظمية، معقل العرب السنة في شمال بغداد، حيث كان اخر ظهور علني لصدام حسين كرئيس، لم تكن غالبية الشبان على علم بشهادة بلير.
وقال مروان عبد الرزاق (21 عاما) الذي فقد ساقه اليسرى بانفجار سيارة مفخخة قبل عامين لكنه يواصل عمله كبائع للثلج، انه كثير الانشغال لكي يفكر بجدوى الاستماع الى شهادة بلير. واضاف "قتل جيش المهدي والدي".
ويتهم جيش المهدي الجناح العسكري (سابقا) للتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، بقتل الالاف خلال موجة العنف الطائفي التي اجتاحت العراق. واوضح عبد الرزاق الذي كان يقف بمساعدة عكازه انه يتهم بعمله ولا يبالي بالاخبار.
وفي مقهى مجاور، قال ابو سنان (55 عاما) وهو عاطل عن العمل انه على علم بان بلير سيدلي بشهادته معبرا عن امله في ان يكون ما سيقدمه كافيا لاخضاعه للمساءلة. واضاف الرجل الذي يرتدي معطفا من الصوف ووشاحا ابيض واخضر اللون يقيه من البرد ان "حوافز التحقيق ليست بدافع اخلاقي من الحكومة البريطانية". ويتابع "وقعت الحرب ولم يكن بامكاننا تصنيع اسلحة دمار شامل لكنني امل ان يكشف بلير او بريطانيا للعالم بانهم كانوا يعرفون هذه الحقيقة".
من جهته، قال ابو علاء وهو في الستينات ان التحقيق الذي يرئسه موظف حكومي رفيع هو السير جون شيلكوت لا صلاحيات كافية لديه ليحاكم بلير على ما فعله. واضاف "على البريطانيين وضع بلير في القفص لاجراء محاكمة عادلة للتوصل الى نتيجة تكون مقبولة. يجب معاقبته على الاخطاء الكبيرة التي ارتكبها فهي اغلاط يرتكبها رجل جاهل".