أخبار

قيادات صحافية سودانية تشخص واقع الصحافة في بلادها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الخرطوم: تأثر الاعلام السوداني بشكل كبير بالحرب الأهلية التي استمرت 21 عاما وانتهت في عام (2005) بتوقيع اتفاقية سلام بين الجزأين الشمالي والجنوبي من السودان كما تأثر بالازمة التي تدور رحاها حتى اليوم في اقليم دارفور.
ويحظى الاعلام المكتوب (الصحافة) بالسودان بهامش حركة اكبر من الاعلام المرئي والمسموع الذي تسيطر عليه الدولة ويوجد عدد من الصحف اليومية ومجموعة كبيرة من المنشورات بالعربية والانجليزية اهمها "السوداني" و"اخر لحظة" و"الرأي العام" و"الوفاق" و"الوطن و"خرطوم مونيتر" الصادرة باللغة الانجليزية اضافة الى وكالة الانباء الوحيدة هي وكالة الانباء السودانية (سونا) التي تخضع لسيطرة وزارة الاعلام.

وتقول تقارير صحافية سودانية ان هناك توجيهات اصدرها الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير في ال27 من شهر سبتمبر الماضي قضت بايقاف الرقابة القبلية على الصحف من قبل جهاز الأمن السوداني وذلك بعد اجتماع البشير مع فريق تم تشكيله لمتابعة آلية تنفيذ ميثاق شرف صحافي جرى اعتماده وسط جدل بين الصحافيين حوله.
وتضيف التقارير ان الصحف السودانية صدرت لأول مرة يوم ال28 من سبتمبر (2009) بمواد منشورة من دون أن تتعرض للرقابة القبلية من جهاز الأمن وذلك بعد 15 شهرا من الرقابة التي فرضت اعقاب هجوم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور علي العاصمة السودانية ورحب الصحافيون بانتهاء ايام صعبة مع الرقيب الامني وكانت الصحافة السودانية تعمل تحت الرقابة الأمنية على ما ينشر فيها من موضوعات منذ عام اواخر عام (1999) فيما رجح المراقبون حينذاك اتجاه الحكومة الى رفض الرقابة نتيجة لاحتدام الصراع بين الرئيس البشير وزعيم الاسلاميين الدكتور حسن الترابي الذي عرف بصراع "البشير ي الترابي" وانتهى باقصاء الأخير من مناصبه.

الا ان الرقابة الامنية على الصحافة ظلت منذئذ في مد وجزر وحالة صعود وهبوط فتارة تفرض وتارة اخرى ترفع تم تعاد غير أنها عادت واستمرت بتشدد بعد هجوم نفذته حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور على العاصمة السودانية في مايو (2008).
واشاد الرئيس البشير اكثر من مرة بالدور الذي تقوم به الصحافة واصفا اياها بانها "المؤثر الاول على الرأي العام واداة مهمة لاصلاح المجتمع وتطوير العمل في كل مناحيه".

وعن الصحافة السودانية قال رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين الدكتور محي الدين تيتاوي في حديث لوفد جمعية الصحافيين الكويتية ان الصحافة بصفتها سلطة رابعة في البلاد يجب ان يكون هدفها الاول كشف الحقائق ونشرها.
واضاف ان الصحافة السودانية تتمتع بهوامش كبيرة من الحرية في الاعداد الصحفي "ومعظم الصحف الموجودة هي صحف خاصة (مستقلة)" مبينا انه ليس لدى الحكومة صحيفة ولا تتلقى الصحف دعما من الدولة بل يأتي التمويل بكامله من الناشر والحكومة لا تساعد الا بالاعلان في بعض الاحيان.

ويتكون الوفد من زملاء من جمعية الصحافيين الكويتية ووكالة الانباء الكويتية (كونا) وهم عدنان الراشد رئيسا وسامي النصف والدكتورة هيلة المكيمي ومنى ششتر وخالد معرفي ودينا الطراح.
واشار تيتاوي في هذا السياق الى ميثاق الشرف الصحافي الذي اصدره الاتحاد وما نصت عليه قوانين الصحافة في السودان في شأن التعهد بالدفاع عن الوطن ووحدته وسلامته والنأي عن خيانة الوطن واحترام حقوق الانسان الاساسية في مجالات الحياة المدنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية .

واوضح ان الميثاق التزم باحترام وحماية الآداب العامة والقيم الدينية كافة وعدم الاساءة اليها وحماية الأعراض والاسرار والابتعاد عن اي عمل صحافي من شأنه التأثير على مجرى العدالة او التحيز لأي من الاطراف المتخاصمة امام القضاء .
ودعا الميثاق الى تجنب الاثارة الضارة بمصلحة المجتمع والابتعاد عن نوازع المجتمع المادي ومغريات الربح الاقتصادي عند معالجة العمل المهني وادارة المؤسسات الصحفية كما اكد ضرورة التضامن مع قيم الحق محليا واقليميا وعالميا.
ورحب تيتاوي بالوفد الصحفي الكويتي مشيدا بالصحافة الكويتية "المتقدمة" وبالحرية التي تتمتع بها مبينا ان الشعب السوداني يتابع ما تنشره صحف الكويت في كل المجالات .

وقال "نريد من الاخوة الكويتيين الاطلاع على تجربة الصحافة السودانية وتبادل الخبرات والمعلومات حول قضايا عامة وكلية تختص بها الامة العربية وتطلعات شعوبها فهناك فجوة كبيرة تفصلنا عن العالم الصناعي ومسبباته كثيرة".
واضاف "نحن كصحفيين مطلوب منا ان نقبل التحدي وان نقود الشعوب والقيادات السياسية في اتجاه النهوض بالامة

- اما رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات الدكتور علي شمو فقد اشاد بالتطور الكبير الذي شهدته الصحافة الكويتية مقارنه بمثيلاتها في الوطن العربي قائلا "اننا في السودان نعمل للاستفاده من التجربة الكويتية في مجال الصحافة لاسيما في مجال اقامة مؤسسات صحفية كبيرة تسهم بفاعلية في تطور مهنة الصحفي الامر الذي يسهم بدوره في تطور البلاد ونهضتها بشكل عام".
واستعرض شمو امام الوفد الصحافي الكويتي نبذة تاريخية عن نشأة الصحافة في بلاده وتطورها وقال "بدأت الصحافة منذ عام (1903) ولم يصدر اي تشريع لتنظيمها حتي عام (1930) وظل ذلك التشريع مستمرا الى عام (1973) حيث صدر قانون خاص للصحافة بيد انه كان قانونا ذو طبيعة سلطوية بحكم ان النظام الذي كان يحكم البلاد حينها نظاما عسكريا".
وتابع قائلا "وحينما جاءت حكومة البشير للسلطة اصدرت قانونا جديدا للصحافة في عام (1993) اعقبته بآخر اكثر تطورا عام (1999) وعدلته للافضل عامي (2000 و 2004) وفي العام (2009) صدر اخر قانون للصحافة ويعد من افضل القوانين في المنطقة".
واشار شمو الى ان بالسودان حاليا نحو (55) صحيفة يومية تغطي المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والفنية من بينها صحيفتان حزبيتان والاخرى مستقلة وجميعها مملوكة للقطاع الخاص. وبين شمو ان مجلس الصحافة الذي يرأسه عبارة عن جهاز مستقل لا يتبع وزارة الاعلام وانما لرئيس الجمهورية مباشرة ومهمته مراقبة الصحف والعمل على تطوير المهنة والصناعة الصحفية. وكشف عن ان الصحافة السودانية "تعاني بشدة بسبب انعدام ثقافة تنمية صناعة الصحافة فضلا عن ضعف الاعلان" مشيرا الى مساعي تجري حاليا لانشاء مؤسسات صحفية كبيرة من خلال دمج عدد من المؤسسات الصحفية مع بعضها. وعن الصحافة الالكترونية قال شمو ان ذلك النوع من الصحافة لا تخضع للمجلس بسبب وجود صعوبات تقنية تجعل من الصعب السيطرة عليها مشيرا في هذا السياق الى ان ميثاق الشرف الذي وقع عليه رؤساء تحرير الصحف يعد انطلاقة لمرحلة التحول الديمقراطي "وهو موجود لكن لا احد يتذكره". وعن تمويل الصحف السودانية قال شمو ان التمويل الاجنبي "غير مسموح به بنص القانون بيد اننا نخشي حاليا ان ياتي تمويل من الخارج لاسيما ان امريكا على سبيل المثال خصصت اموالا للصحافة في مرحلة الانتخابات التي ستجري في ابريل المقبل".

من جانبه رحب رئيس تحرير جريدة الاخبار السودانية محمد لطيف بزيارة الوفد الصحافي الكويتي داعيا الى ضرورة تبادل الزيارات بين الصحافيين العرب .
وقال ان السودان يحتاج الى زيارة الاعلاميين العرب وصحافته حريصة دائما على التواصل مع العالم بشكل عام ومع الوطن العربي بشكل خاص .
واعرب لطيف عن تقديره الكبير للصحافة الكويتية "لانها سبقت الكثير من وسائل الاعلام العربية في حجز مكان متقدم في الاداء المهني والتحريري والحصول على حق التعبير مقارنة بالكثير من وسائل الاعلام العربي بشكل عام".

واشاد بالسياسة الكويتية والمجتمع الكويتي الذي استطاع ان يتعالى على كل ما مر به من جراح وازمات "واستطاع الاعلام ان يحصل على موقع متقدم في حق التعبير وحق تداول المعلومات".
وقال ان "المشهد السياسي الكويتي مشهد متميز لاسيما من ناحية التماسك الاجتماعي وعلى مستوى الخريطة العربية فالكويت دولة فريدة لا نستطيع ان ندخلها في مقارنات مع غيرها من الدول سواء على المستوى العربي او الخليجي". وذكر ان مجلتي العربي وعالم الثقافة "من اميز السفارات الثقافية الكويتية في دول العالم العربي كافة وعبرتا في كثير من الاحايين على تناول الحياة في العالم العربي وسلطت الاضواء عليها" مبينا ان العربي "كانت وستظل المجلة الاولى على مستوى العالم العربي".
واوضح ان صحيفته تصدر بشكل يومي وتأسست في عام 1955 "لكن مثلها مثل وسائل الاعلام الاخرى تعرضت لما تعرض له المشهد الاعلامي والسياسي السوداني" مبينا ان الصحيفة "مستقلة وان كنا لا ندعي الحياد لكن ننشر الموضوعات التي تنحاز للمصلحة العامة للسودان

- وبعيدا عن الاعلام واجوائه كان للوفد الصحافي الكويتي لقاء مع والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر الذي اشاد بدوره بالعلاقات العريقة والمتميزة التي تربط السودان بالكويت "وان اعتراها في بعض السنوات بعض الشوائب القاصمة للظهر".
واستذكر الحقب التاريخية التي مر بها السودان منذ استعماره في عام (1889) من قبل الانجليز مرورا بنشوء الدولة المهدية وعاصمتها ام درمان وانتهاء بما وصلت اليه البلاد حاليا.

وقال ان ولاية الخرطوم (21 الف كيلومتر مربع) تسمى العاصمة المثلثة لوجود مناطقها الثلاث وهي (الخرطوم والخرطوم بحري وام درمان) على جوانب ضفاف النيلين الابيض والازرق والنيل الرئيسي.
وذكر ان هناك ثلاثة مستويات للحكومة في السودان اولها المستوى المحلي الذي يرأسه المحافظ (المحافظة) ثم الوالي (الولاية) واخيرا المستوى الاتحادي (يرأسه رئيس الدولة).

واستعرض الوالي البرنامج التنموي لتطوير الخرطوم مستعينا بخريطة جوية حيث قال "نريد ان ننشىء مكتبا خاصا للاستثمار في الخرطوم وان نقر قانونا للاستثمار خاصا بالولاية بما لا يتعارض مع القوانين الاستثمارية الاتحادية".
وقال ان ولاية الخرطوم متقدمة صناعيا واستقطبت الكثير جدا من الصناعات العالمية حتى وصلت الى مرحلة تجميع السيارات "ويمكن ان تؤدي دورا مهما في الصادرات الزراعية لاسيما مع وجود مطارين كبيرين فيها".
واضاف ان باب الاستثمار في الخرطوم مفتوح امام جميع المستثمرين داعيا كل من يرغب في الاستثمار الى اكتشاف الفرص الاستثمارية التي تتمتع بها ولايته ومنها الاستثمار النهري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف