حوار طالبان مع الحكومة يضيق الخناق على القاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سيواجه تنظيم القاعدة الكثير من الضغوط مع بدء حركة طالبان محادثات المصالحة مع الحكومة الأفغانية .
لندن: إذا انضمت حركة طالبان الى محادثات للمصالحة مع الحكومة الافغانية المدعومة من الولايات المتحدة فسيؤدي هذا الى توتر علاقات المقاتلين مع تنظيم القاعدة وزيادة آمال الغرب في حرمان أسامة بن لادن زعيم التنظيم من المأوى الذي يوفره له مضيفوه. ويمكن أن يدفع أي ضغط على صلات القاعدة بحماتها البشتون جماعة ابن لادن ايضا الى توسيع نطاق علاقاتها مع المتشددين في دول إسلامية أخرى بدافع من المحافظة على استمرارها الى جانب الايديولوجية.
كانت الحكومة الافغانية قد دعت حركة طالبان الى المشاركة بمجلس للسلام يتوقع انشاؤه في وقت مبكر هذا العام مما يزيد احتمال أن تنتقل محاولات ابرام صفقة سياسية في نهاية المطاف الى طليعة جهود انهاء الحرب في افغانستان. وقال محللون ان طالبان الافغانية بقيادة الملا عمر ليست لديها حوافز كثيرة بعد لتنضم الى أي محادثات بعد عام من المكاسب على صعيد السيطرة على أراض ولا تزال علاقتها بتنظيم القاعدة متينة.
لكن أهدافها الاكثر وطنية والاطول مدى تختلف عن أهداف القاعدة التي تجعل من ايديولوجيتها المتشددة بشأن "الجهاد" العنيف فريضة على كل المسلمين ومن المحتمل حدوث شقاق في نهاية المطاف. وتعني هذه الحقيقة بالاضافة الى الهجمات الصاروخية التي تشنها طائرات أميركية بلا طيار بشكل منتظم على مخابئها في المنطقة الحدودية الجبلية بين أفغانستان وباكستان أن تنظيم القاعدة يواجه ضغوطا متعددة. وقال ادوين باكر كبير الباحثين بمعهد كلينجنديل في لاهاي "القاعدة تواجه تهديدا كبيرا... طالبان جماعة محلية قادرة على ابرام الصفقات المحلية وهذا مثار قلق بالنسبة للقاعدة."
وقال مصدر مخابرات غربي ان احتمال اجراء هذه المحادثات سيضع "قدرا كبيرا جدا من الضغط على القاعدة. "اذا كانت هناك اتصالات للمصالحة بين طالبان والحكومة الافغانية فان الاثار على القاعدة ستكون سلبية لانها في هذه الحالة ستفقد حلفاء وقد تفقد أراضي." وحتى الان لم تظهر طالبان اي رغبة علنا في خوض محادثات على الرغم من أن بعض المحللين يقولون انهم يدركون أن الحركة ليست في وضع أفضل من الولايات المتحدة وحلفائها للفوز بالحرب بالوسائل العسكرية وحدها.
وقالت حركة طالبان انها ستتخذ قرارا بشأن العرض عما قريب. وفي مؤشر على تسارع وتيرة النشاط الدبلوماسي قال مسؤول بالامم المتحدة ان أعضاء بمجلس قيادة طالبان اجتمعوا سرا مع ممثل المنظمة الدولية بأفغانستان لمناقشة احتمال إلقاء سلاحهم. وتقول انا موريسون رئيس قسم (التنبؤ بالانشطة الجهادية العالمية) في مؤسسة اكسكلوسيف اناليسيس للاستشارات "لكل من طالبان الافغانية والقاعدة جدول أعمال مختلف الى حد كبير على المدى الطويل.
"عين طالبان على ما سيحدث حين يرحل الاميركيون ويفكرون فيه بشكل عملي... القاعدة اكثر تشددا وتتطلع الى الخارج. على المدى الطويل ستتباعد مصالحهما بدرجة كبيرة." واستطردت قائلة ان من غير المرجح حدوث "شقاق جذري". في الوقت نفسه تركز القيادة الاساسية للقاعدة على بناء علاقات مع جماعات متشددة ذات تأثير كبير في باكستان المجاورة وهي "تبلي بلاء حسنا للغاية على هذا الصعيد."
وقال نايجل اينكستر الخبير في التهديدات العابرة للحدود القومية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان تنظيم القاعدة يساعد تلك الجماعات بالتكنولوجيا والاتصالات لكن عملياته تحتويها هجمات الطائرات بلا طيار التي "لا تبقي ولاتذر". وأضاف "بدأوا ايضا يخسرون تمويلا وهذا التمويل الذي يحصلون عليه يوجه بشكل متزايد لدفع رشى لشيوخ القبائل لحماية شخصيات مثل ابن لادن." وأضاف في اشارة الى ميثاق شرف للبشتون ينطوي على حسن الضيافة الدائمة للضيوف "البشتونوالي (القانون القبلي) جيد جدا. لكن يبدو أنه يتطلب أموالا للرشوة."