انقسام كبير في أكبر الأحزاب الاسلامية بتركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يشهد حزب "السعادة" الإسلامي الذي أسسهالتركي نجم الدين أربكانخلافا حادثة بين جيليه القديم والجديد
اسطنبول: يعيش اكبر الأحزاب الاسلامية في تركيا حاليا أجواء محتدمة وخانقة بعد الخلافات التي نشبت بين الجيل الجديد للحزب والرعيل الأول به. وتصاعد التوتر داخل أروقة حزب "السعادة" الاسلامي الذي أسسه رائد الاسلام السياسي التركي نجم الدين أربكان بعد قرار قضائي بابطال نتائج وقرارات المؤتمر العام للحزب وتمكين رافعي الدعوى من الوصاية على ادارة الحزب وتعيين محامي الادعاء مصطفى قالاماق واثنين آخرين معه أوصياء على الحزب لحين عقد مؤتمر عام طارئ للحزب واجراء التعديلات اللازمة على برامج ولوائح وقوانين الحزب الداخلية.
وفي خضم الأزمة داخل الحزب قدم قائد الجيل الجديدة للحزب نعمان كورتولموش استقالته من زعامة وعضوية حزب "السعادة" مؤكدا أنه لم يعد قادرا على ممارسة السياسة بحرية داخل الحزب.
وكان هذا القرار متوقعا بعدما نجح قادة الجناح التقليدي في حزب "السعادة" التابع لنجم الدين أربكان من انتزاع قرار من المحكمة يمكنهم من الوصاية على ادارة الحزب حتى عقد مؤتمر عام طارئ واجراء التعديلات اللازمة على برامج ولوائح وقوانين الحزب الداخلية. وانتقد كورتولموش في مؤتمر صحافي الحكم القضائي بقوله ان القرار مؤشر واضح على تسييس القضاء.
وأضاف "بهذا القرار نرى بوضوح كيف يتم استخدام طرق خارجة عن المألوف للتدخل في السياسة". وقال ان قراره بالاستقالة جاء للحيلولة دون تفاقم التوتر داخل الحزب مشيرا الى أن فكرة الاستقالة كانت واردة منذ أشهر بسبب تحامل الجناح التقليدي داخل الحزب على سياسته التجديدية الا أنه أجل قراره لما بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية كي لا يشتت عقول الناخبين.
وأضاف "قد يتساءل شعبي العزيز عن السبب وراء وصولنا لهذه المرحلة" وتابع "أقول اننا لم نصل اليها لأننا خسرنا في المؤتمر الكبير الأخير للحزب بل لأننا كسبنا المعركة فيه".
واستطرد "نحن أمام مؤامرة مدبرة" مضيفا "اليوم نحن الجناح الاصلاحي نعاقب ليس لأننا فشلنا في ادارة الحزب بل لأننا جعلناه يلمع ونفضنا عنه غبار السياسة القديمة".
وأكد أنه وزملاءه لا يمكن أن ينحنوا سوى لله عز وجل مضيفا "قرار الاستقالة كان صعبا جدا علي أنا وزملائي لكن الله وحده يعلم بأننا تحملنا كل الصعوبات فقط لنكسب الدعاء الحسن من شعبنا".
كما أشار كورتولموش الى أن قرار الاستقالة لا يعتبر نهاية السياسة بالنسبة له ولزملائه بل يعد أول خطوة على طريق سياسة التجديد بقوله "خطابي ليس خطاب الوداع بل هو مقدمة لبداية سياسية جديدة" مشيرا الى أنه سيعلن عن استراتيجيته السياسية المقبلة في مؤتمر صحافي يعقده خلال الأيام القادمة.
وظهر الانقسام السياسي بين الجناحين التقليدي والإصلاحي بعدما دعا نعمان كورتولموش الى عقد مؤتمر عام للحزب لاجراء انتخابات لمجلس ادارة الحزب ضمن خطته الجديدة لخوض الانتخابات البرلمانية بقوة عام 2011.
وعقد المؤتمر العام للحزب في 11 يوليو الماضي وأسفرت الانتخابات عن فوز قائمة رشحها نعمان كورتولموش وخلت من بعض الشخصيات التي تعد من مؤسسي حركة الاسلام السياسي في تركيا وبينهم شيوخ الحزب كما خلت من عضوية ابن وابنة نجم الدين أربكان الأمر الذي أحدث صخبا وانقساما واسعا داخل قيادة وصفوف الحزب لم يلتئم.
وقام أنصار الجناح التقليدي بتحريض قيادات الحزب في مختلف المحافظات وجمع توقيعاتهم لرفع دعوى قضائية ضد رئيس الحزب لابطال نتائج الانتخابات بدعوى أن كورتولموش بأفكاره التجديدية يمضي بالحزب نحو الهاوية.
وبعد مضي أكثر من شهرين أصدرت المحكمة قرارها لصالح المدعين وعينتهم أوصياء على الحزب لحين عقد مؤتمر عام طارئ واجراء التعديلات التي تحول دون تكرار ما حدث.
وتعزز استقالة كورتولموش ما ذكره النائب السابق محمد بيكاروغلو الذي استقال من حزب "السعادة" في كتابه "نهاية السياسة" وهو يحكي التطورات التي حدثت في الحزب بعد هزيمة انتخابات 3 نوفمبر 2002.
وقال بيكاروغلو "بعد حصول الحزب على 2 في المئة من الأصوات شرعنا مع نعمان كورتولموش في تصفية الكوادر المؤيدة لنجم الدين أربكان ولكننا أدركنا أن نجاحنا في هذه المهمة لا يبدو ممكنا فقررنا الاستقالة وقمت أنا بتنفيذ قرارنا وقدمت استقالتي ولكن كورتولموش لم يقدم استقالته".
وتابع "لما بحثت عن سبب تراجع كورتولموش عن الاستقالة وصلت الى معلومات تفيد بأن هناك من قال لنعمان كورتولموش ان لك مستقبلا في حزب السعادة فلا تلطخ سمعتك بالاستقالة".
وقال محللون سياسيون ان كورتولموش يثير رعب بعض الأوساط السياسية في تركيا بانجازاته التي قفزت بالحزب الى الواجهة من جديد ووضعت به في موقع البديل السياسي الأفضل والمنافس الأقوى لحزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان.