أخبار

الأميّة والتصادم الثقافي...عقبات أمام تعاون الجنود الأميركيين والأفغان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يخشى الجيش الأميركيّ في أفغانستان من عدم قدرة نظيره الأفغانيّ على سدّ الفراغ بعد الانسحاب المنتظر في 2011. وتشير روايات قادة وجنود في الجيش الأميركيّ إلى البون الشاسع بين العقيدة القتالية للأميركيين ونظرائهم الأفغان الذين يصفونهم بالعبء.

لندن: تعلّق قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان آمالا كبيرة على "الجيش الوطني الأفغاني" الذي سيتولى مهامها على أكمل وجه بعد انسحابها.

لكن تجربة الأميركيين مع العديد من أولئك الجنود الأفغان لا تبشر خيرا تبعا لما يقولونه. فبينما كانت معركة تستعر بين رجال "طالبان" ولواء القوات الأميركية الثاني المحمولة جوا "101" مدعوما بجنود الفيلق "205" في الجيش الأفغاني الوطني في منطقة زاري في ولاية قندهار الجنوبية، أشار جندي أميركي إلى مجموعة من الجنود الأفغان كانت تتصرف وكأنها منفصلة تماما عن الواقع.

كان بعضهم، تبعا لمراسل صحيفة "تايمز" البريطانية، يحدق في الفراغ بأعين تبدو زجاجية، وبعضهم يسد أذنيه درءا لأزيز الرصاص، وبعضهم الآخر يجول بلا هدى بين أشجار بستان صغير وسلاحه في يده مرخى على جانبه من دون أي محاولة لاستخدامه.
بعبارة أخرى كانوا في عوالمهم الخاصة بتأثير الأفيون.

ويقول الجندي: "أنظر إلى هؤلاء. لا أعلم السبب الذي يدفع هؤلاء الناس إلى هذه الحالة، لكنهم أقل درجة من وصفهم بأنهم عديمو الفائدة. من المفترض أن نحصل عبر القتال معهم على المعلومات الاستخبارية في هذه المنطقة. لكن هذا لا يحدث، ولا تفاهم بيننا. إنهم مجرد عبء ثقيل على أكتافنا، ولا أعلم كيف سيسدون الفراغ بعدنا".

وهذا الفراغ آت قريبا بعدما حدد الرئيس الأميركي باراك اوباما الصيف المقبل موعدا أقصى لبدء سحب جنوده من أفغانستان.
وبحلول أكتوبر / تشرين الأول 2011 يفترض أن يكون قوام الجيش والشرطة الأفغانيين قد بلغ 305 آلاف فرد، منهم 171 ألفا و600 في "الجيش الوطني الأفغاني".

وخلال العام الماضي وحده، تضاعف عدد المجندين بما رفع قوام هذا الجيش إلى 134 ألف فرد، مثلما توضح الوثائق الرسمية على الأقل.

ولكن تبعا لأفراد اللواء الأميركي 101، الموجود في زاري من أجل "عملية هجمة التنين"، فإن "افتقار أفراد الجيش الأفغاني إلى المهنية يظل مصدر قلق عظيم".

ويذكر أن هذا اللواء وصل إلى جنوب أفغانستان صيف العام الحالي كجزء من توجيهات الرئيس اوباما لدعم قوات التحالف، وضم إليه منذ ذلك الوقت الفيلق 205 وهو جزء من اللواء الثالث في الجيش الأفغاني الوطني.

وبينما تعمل قوات الناتو في مناطق البلاد الأخرى بالتعاون مع القوات الأفغانية ولكن بشكل منفصل عنها في الوقت نفسه، يعمل الفيلق 205 مع اللواء الأميركي 101 "شونا با شون" أو "كتفا لكتف" في سائر العمليات القتالية والإدارية أيضا.

لكن قائد اللواء الأميركي، اللفتنانت - كولونيل بيتر بينتشوف، يبدي إحباطه التام إزاء هذا الوضع. ويقول: "ثمة مشاكل عديدة ناشئة عن هذا المشروع. إنهم يحاولون المزج بين ثقافتنا العسكرية الأميركية الخشنة والعسكرية الأفغانية الناعمة بسبب حداثتها.

ومن أجل إصلاح هذا الأمر فنحن نبطئ سرعتنا من أجلهم، ونتوقع منهم أن يسرعوا قليلا. هذه مقامرة إما أثمرت مقاتلين أفغانا محترفين في غضون ستة إلى ثمانية أشهر أو فشلت بالكامل".

ولكن في الوقت الحالي فإن الأوضاع أبعد ما تكون عن كونها مبشّرة.

ففي معركة زاري بدا أن عددا قليلا فقط من الجنود الأفغان يعرف كيف يستخدم سلاحه. ولوحظ أن عددا منهم يخوض المعارك من دون ذخيرة لمدفعه الرشاش، وأنهم يرفضون حراسة المعسكر ويقضون معظم الوقت وهم نيام في مواقعهم.ليس هذا وحسب بل إن قادتهم أنفسهم لا يكترثون أيضا بما يحدث.

ويقول الأميركيون إن كل هذا يتأتى بسبب تفشي تعاطي الأفيون وسطهم بشكل روتيني.

وهناك الاختلافات الثقافية. فمعظم الجنود أميون أو شبه أميين ويعتبرون أن كل كتاب يرونه هو المصحف.

وعندما صادر الجنود الأميركيون عددا من الكتب من موقع مهجور لجمع ما أمكنهم من معلومات استخبارية، أبدى الأفغان قدرا هائلا من الغضب مطالبين بحصولهم هم على الكتب باعتبارها مصاحف، ولم تهدأ الخواطر حتى شرح لهم المترجم أن الكتب ليست كذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
طالبان
وليد الغزالي -

حتى جيش طالبان ومعهم بن لادن، لم يصنعهم إلا الأمريكيين، قبل إنقلاب السحر على الساحر. المشكلة أن أمريكا لا تتحدث مع العالم إلا بمنطق الحرب، وهي لا تملك أي فكر يمكن أن يكون بديلا للضياع الأفغاني. لم تدخل أمريكا يوما إلى أمة وهي تبشر برسالة عظيمة.

طالبان
وليد الغزالي -

حتى جيش طالبان ومعهم بن لادن، لم يصنعهم إلا الأمريكيين، قبل إنقلاب السحر على الساحر. المشكلة أن أمريكا لا تتحدث مع العالم إلا بمنطق الحرب، وهي لا تملك أي فكر يمكن أن يكون بديلا للضياع الأفغاني. لم تدخل أمريكا يوما إلى أمة وهي تبشر برسالة عظيمة.