الرقابة على الإنترنت في البلدان العربيّة لا تحميها من الهجمات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أكد المهندس في الإعلاميات عبد الرؤوف خطاط أنّ الرقابة على الإنترنت التي تفرضها الحكومات في عدد من الدول العربية لا تعني حمايتها من الهجمات الالكترونيّة وأنّ مراقبة الفضاء الافتراضيّ لن تكون سداً منيعاً في الفيروسات المدمّرة ما لم يتمّ تطوير برامج حماية المعلومات.
ظهرت في الآونة الأخيرة مؤشرات إندلاع حروب إلكترونية خطيرة في المستقبل، أخطر بكثير من الحروب المألوفة، لأنه بإمكان مدبّريها أن يتصرفوا بملء إرادتهم في الأجهزة المتحكمة في التكنولوجيا العالية ذات الحساسية البالغة كتلك التي تسيّر المفاعلات النووية، كما أن هذه الحروب قد تخاض بين الدول على شبكة المعلومات على غرار الهجمة التي استهدفت إيران أخيرا، والتي نسبتها وسائل إعلام إلى أميركا وإسرائيل.
وظهر في هذا الإطار فايروس "ستاكسنت" الذي يجمع خبراء المعلومات على حدة خطورته، والتي تتعدى بكثير خطورة الفيروسات التقليدية، لأنه برنامج معلوماتي "لم يحدث لأجل سرقة معلومات شخصية أو سرقة أرقام البطاقات البنكية وغيرها، و إنما بغاية أكبر من ذلك، وهي ضرب الوحدات الصناعية بإلحاق أضرار بالبرامج الاقتصادية"، على حد قول كاسبورسكي رئيس الإدارة العامة لكاسبورسكي لاب.
وهذا النوع من البرامج الهدامة لا يمكن أن يقف وراءها شخص عادي، فهي تكنولوجيا عالية تتطلب المال والكفاءات، والهجمة السرية التي استهدفت إيران وعرّضت نحو 30 ألف من حواسيبها للتلف، قالت بعض المصادر إنها كانت من تدبير أميركي بدعم إسرائيلي من مستوى عال.
وأضافت ذات المصادر أن الكيان العبري يعطي أهمية خاصة لهذه التكنولوجيا بانتقاء العناصر التي بإمكانها أن تقدم عطاءات في هذا التخصص انطلاقا من سن مبكرة (العشر سنوات)، ليُدمجوا بعدها ضمن وحدات عسكرية سرية تعرف بـ "بمارام" أو "وحدة 8200".
الدول العربية بدورها ليست في منأى عن التهديدات الإلكترونية، وإن كانت البلدان التي تبدو أكثر استهدافا، هي تلك التي وضعها الغرب في وقت من الأوقات ضمن ما يُعرف "بمحور الشر" كسوريا التي تعرّض مفاعلها العامل بالبلوتيوم والذي كانت تشرف على انشائه كوريا الشمالية بشمال هذا البلد العربي، إلى هجمة في العام 2007 أتت عليه بالكامل، مما يعني أن هذه البلدان ليس بوسعها أن تضمن السلامة الكافية لأنظمتها المعلوماتية، ولا تفيدها الرقابة على النت في شيء للتقليل من هذا النوع من الأخطار الإلكترونية، حسب تصريح مهندس الإعلاميات عبد الرؤوف خطاط لـ "إيلاف".
وقال خطاط لـ "إيلاف" "لا أعتقد أن البلدان العربية بإمكانها أن توفر الحماية لبرامجها المعلوماتية"، مضيفا "أن إيران تتوفر على نظام معلوماتي حديث، وكانت تعي مسبقا أنها معرضة إلى هذا النوع من التهديدات إلا أنها فشلت في التصدي إلى الهجمة الإلكترونية الأخيرة".
و أكد المهندس في الإعلاميات "أن الرقابة على الإنترنت في العديد من الدول العربية لا تعني في شيء حمايتها من مثل هذه الهجمات"، مفسرا ذلك أن هذه الفيروسات هي في الأصل معلومة، المستهدف الأول من الرقابة في هذه البلدان العربية، إلا أن هذه الأخيرة لا ترقى لأن تكون سدا منيعا في وجه مثل هذه الفيروسات أو "الدودات"، والمطلوب منها تطوير برامج الحماية المعلوماتية.
وتشير مصادر إلى أن الدول التي تتوفر على حماية قوية لبرامجها المعلوماتية هي روسيا، الصين و كوريا الشمالية التي لم تنجح فيروسات خصومها في التسرّب إلى أنظمتها المعلوماتية بغرض سرقة معلومات حول برنامجها النووي، عكس ما حصل لإيران أخيرا، إذ قالت مصادر أن الهجمة ضدّ طهران استغرقت شهرين تمكنت على إثرها "الدودة" التي استهدفتها من التسرب إلى برامجها المعلوماتية الصناعية و العودة بمعلومات ثمينة قبل أن تحدث أعطابا قاتلة بها.
و كانت كوريا الشمالية استطاعت أن تتسرب إلى مواقع وزارتي الداخلية الأميركية و المالية و العديد من الإدارات، و كشف كتاب "الحرب الإلكترونية: التهديد المقبل للأمن الوطني"، لصاحبيه ريشار كلارك وربير نيك، عن ضعف أميركا في "الأمن الإلكتروني"، حيث أثار هذا العمل حقيقة أرعبت الأميركيين وهي أن الولايات المتحدة يمكن "تخريبها نتيجة هجمة إلكترونية في ظرف 15 دقيقة، إن لم تأخذ احتياطاتها الأمنية في الميدان".