أخبار

الحرب الإلكترونية تساوي النووية وإن انطلقت قد يستحيل التراجع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فتح برنامج "ستاكسنت"، القادر على التعرف إلى شبكة التحكم في منشأة معينة وتدميرها، والذي أكدت طهران على أنه صمم خصيصاً لتخريب منشآت إيرانية، من بينها مفاعل "بوشهر" النووي، أبواب التكهنات حول إمكانية نشوب حرب إلكترونية، قد تكون الوجه الأقبح للحرب العالمية الثالثة.

الدار البيضاء: تزايدت حدة المخاوف من الهجمات الإلكترونية بعد أن أشعلت الشرارة الأولى لهذه الحرب المتوقعة في طهران، وبالتالي فإن الرد لن يكون سوى مسألة وقت، علما أن هذا النوع من الهجمات لها آثار تدميرية كبيرة. ويقول عبد الحق بنطالب المختص في شؤون التكنولوجيا الحديثة لـ"إيلاف"إن "الحرب الإلكترونية ليست في صالح أي جهة، لأنها تساوي تقريبا الحرب النووية، إذ أنها إذا بدأت لا يمكن أن ترجع إلى الوراء".

ويوضح عبد الحق بنطالب أنه "إذا كانت أميركا أو أي دولة أخرى خلقت فيروس ووجهته إلى بلد معين، مثلا كإيران، فإن هذا البلد بدوره به مهندسين في الإعلاميات، الذين يمكنهم أن يغيروا وجهته ويرسلوه إلى أي بلد يستهدفونه"، مشيرا إلى أنه "عندما تبدأ الحرب الإلكترونية ويشرع في تدمير المواقع والحواسيب أو المعطيات، فإن كل دولة ستستعرض قدراتها في هذا المجال، وبالتالي لن نتفاجأ غدا بأن الإنترنيت توقف". يضيف المختص المغربي "لهذا فإن دول كثيرة، خاصة تلك التي تمتلك الإنترنيت، كأميركا أو أوروبا، تحاول ما أمكن أخذ حذرها من أي هجوم إلكتروني، لأنه إذا بدأت بواد المعركة، سنكون أمام مشكل اجتماعي وسياسي ونفسي، إذ يمكن أن تتخيل ماذا يمكن أن يقع إذا لم يجد المستخدمون الموقع الاجتماعي "الفايس بوك"، أو المايسنجر".

ويقول عبد الحق بنطالب "فمثلا في إنجلترا ماذا يمكن أن يقع عندما يجري التحكم في الحاسوبات التي تتحكم في الإشارات الضوئية، فهذا سيتسبب في فوضى. تخيل معي الفوضى بمفهومها الهمجي".

بخصوص الفرق بين الهجمات الالكترونية المعروفة والتقليدية التي يشنها (الهاكر) قراصنة النت، وبين ما تم رصده أخيرا وما قيل إنه هجوم الكتروني من دولة يستهدف دولة أو دولا أخرى، أكد المختص المغربي في شؤون التكنولوجيا الحديثة أنه "بالنسبة للفيروس الذي هاجم المنشآت في إيران، فإن هذا النوع من الفيروسات يمكن أن يدخل للحاسوب دون أن يدمره، لكنه يمكن أن يتحكم في البرامج والمنشآت الاصطناعية".

ستاكسنت.. لم يخلقه خبراء عاديّون
يمكن لأي قرصان إلكتروني هاو أن يخترع فيروس ويطلق عليه الاسم الذي يشاء، إلا أن بعض الفيروسات التي تكون ورائها دول تحتاج إلى خبراء من طينة خاصة، وهو ما أكده عبد الحق بنطالب قائلا: "الدول التي تصنع الفيروسات تعتمد على مجموعة من الخبراء في هذا المجال، إذ أن الفيروس إذا قصد إيران لوحدها فإنه موجه، ولم ينشئه قراصنة عاديون". وأضاف المختص "الفيروس يقصد مباشرة نظام (سي ام اس)، الذي يخلق برنامج يدعى "لوطوماتيزم"، المرتبط بالحاسوب الذي يتحكم في إغلاق، أو فتح، وإطفاء الأنوار، أو كل ما لديه صلة بالمنشآت المائية وغيرها"، مبرزا أنه "من خلال هذه برامج جرى خلق فيروس يخرب أو يتحكم في تلك المنشآت التابعة لـ "سي ام اس" أينما كانت". وذكر أنه "كما حدث في إيران، فإن هذا الفيروس يمكن أن يقصد دول أخرى إذا كانت بها "سي ام اس".

ماذا أعدت الدول العربية لهذه الحرب؟
أعاد هذا الحادث الإلكتروني تسليط الأضواء على مستوى حماية شبكات المعلوماتية في الدول العربية، التي تعتمد رقابة مفرطة على التكنولوجيات الحديثة بصفة عامة، والإنترنت بصفة خاصة، قد تجنّبها، في نظر البعض، الكثير من المخاطر.إلا أن هذه النظرية لا يتفق معها عبد الحق بنطالب، إذ أكد قائلا "الرقابة ليس لها علاقة بالحماية الأمنية. فحرية الرأي والتعبير لا ارتباط لها بأمن المعلومات. وبالنسبة لنا في الدول العربية يمكننا أن نكون أيضا عرضة لمثل هذه المشاكل، إلا أننا لدينا أيضا حمايتنا، لأن لدينا أنظمة حساسة. فكل شيء نستهلكه من الدول الأجنبية، لهذا فأنظمة الحماية والجدران النارية متوفرة. وبما أن الدول الأخرى تحمي نفسها فنحن أيضا سنستفيد من الحماية نفسها، إذ أننا نستهلك ما يستهلك في الدول الغربية".

وحول كيفية تصنيع الفيروس، أوضح المختص المغربي أن "هذا ليس تصنيع أو برمجة فيروس. ففي البرامج الإلكترونية هناك برامج نعمل بها، منها تلك التي تستعمل في "الشات" أو الإنترنيت وغيرها، وهناك برنامج تخلق لتخرب كل هذه البرامج، إن قدمنا لها بيانات وشيفرات خاصة بها، التي يكون الغرض منها الانسجام أو عدم الانسجام مع برنامج معين".

وبالنسبة لأضرار الفيروس، أضاف عبد الحق "حاليا ليس هناك أضرار، لأن المشكل الذي أصبح في البرمجيات هو قرصنة القن السري للبطاقات البنكية الإلكترونية، أو غيرها.

ولم نعد نسمع أن فيروس دمر محطة أو مجموعة من الحواسيب في العالم، أو المواقع، أو المعطيات، لكننا أصبحنا نسمع عن "حصان طروادة"، وبرامج التجسس على الهواتف، وقرصنة الموسيقى، وبطاقات الاعتماد. ويرجع قلة عدم سماعنا لحالات تدمير من هذا الحجم لكون أن برامج الحماية باتت تعمل بشكل مكثف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف