توتّر على المحور الاستراتيجي الاميركي الباكستاني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كشفت الحوادث الأخيرة التي وقعت على الحدود الافغانية الباكستانية الى توتر قائم بين واشنطن واسلام آباد.
واشنطن: تؤشر الحوادث الخطرة التي وقعت مؤخرا على الحدود الافغانية الباكستانية الى التوتر القائم بين الولايات المتحدة وباكستان اللتين يقوم بينهما تحالف هام لا يخلو من لبس، في التصدي لتمرد حركة طالبان.
وتسعى واشنطن جاهدة لمراعاة اسلام اباد، مؤكدة ان حكومتيهما تقاتلان القاعدة "جنبا الى جنب" على الرغم من بروز عدد من المؤشرات المعاكسة منذ اسبوع.
وعمدت باكستان في البداية الى اقفال نقطة العبور الرئيسية الى افغانستان امام قوافل الامدادات العسكرية الاميركية بعد مقتل ثلاثة جنود باكستانيين في 30 ايلول/سبتمبر بنيران مروحية اميركية تابعة لقوات الحلف الاطلسي.
وصاحبت هذا الاختراق الاميركي للاجواء الباكستانية حملة هجمات صواريخ غير مسبوقة بواسطة طائرات من دون طيار على المناطق القبلية، اعتبرت باكستان انه "لا مبرر" لها.
في المقابل، احرقت حركة طالبان خلال اسبوع على الاقل 120 شاحنة نقل معدات او وقود تابعة للقوات الدولية العاملة في افغانستان.
من جهتها، قدمت القيادة الاميركية لقوات الحلف الاطلسي اعتذارا عن الغارة التي نفذتها مروحية اميركية، في وقت اتهم البيت الابيض في تقرير امام الكونغرس الجيش الباكستاني بتفادي "المواجهات المباشرة" مع متمردي حركة طالبان الافغان وتنظيم القاعدة.
وبحسب آشلي تيليس من مركز كارنغي "فان الولايات المتحدة صعدت من هجماتها ضد التمرد لانها تعتقد ان باكستان لن تنخرط في المواجهة".
من جهة اخرى، يزيد تصعيد الغارات بواسطة طائرات من دون طيار من المشاعر العدائية تجاه الاميركيين لدى الشعب الباكستاني، ما يصعب موقف اسلام اباد.
ويرى محللون ان باكستان تحارب مجموعات من حركة طالبان متمركزة على اراضيها، وتحمي مجموعات اخرى، من بينها تلك التي تواجه قوات الحلف الاطلسي في افغانستان.
ويشكل اقتراب موعد بدء انسحاب القوات الاميركية من افغانستان بحلول صيف 2011 جوهر اللعبة المعقدة التي يديرها بعض كبار المسؤولين الباكستانيين.
بالنسبة لؤلاء فان بعض مجموعات طالبان "ستشكل الادوات الفضلى لاعادة النفوذ الباكستاني الى افغانستان"، في مواجهة الهند، العدو التاريخي لباكستان، بحسب الدبلوماسي الاميركي السابق دان ماركي.
وتعارض المصالح والاولويات بين واشنطن واسلام اباد ليس بجديد.
وبهدف تذليل هذه العقبات قرنت ادارة اوباما التعزيزات العسكرية الى افغانستان بحملة دبلوماسية باتجاه باكستان، عبر زيارتين لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وخصوصا بالتصويت على تقديم مساعدة اميركية قياسية بقيمة 7,5 مليارات دولار.
كما قادت الولايات المتحدة الجهود الدولية لمواجهة تداعيات الفيضانات التي ضربت باكستان الصيف الماضي.
وثمن الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس الخميس "الضغط" الذي يمارسه الجيش الباكستاني على تنظيم القاعدة في المناطق القبيلة.
فمن احدى هذه المناطق، وتحديدا من وزيرستان الجنوبية، اطلقت التهديدات بتنفيذ اعتداءات في فرنسا وبريطانيا والمانيا.
ويشير ميكا زنكو من مجلس العلاقات الخارجية ان الهند والولايات المتحدة مهددتان ايضا.
وتساءل زنكو "لا ادري كم من الوقت تستطيع ادارة اوباما تحمل هذا المستوى من التهديد". وفي كل الاحوال فان "هجوما على الاراضي الاميركية سيجبر الادارة على تغيير مقاربتها" حيال باكستان.