أخبار

إدمان المراهقين على الكحول يقلق أوروبا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رغم حظر بيع الخمور لمن هم أقل من 18 عاماً إلا أن ظاهرة إدمان المراهقين للكحول في تزايد في أوروبا.

ميونيخ: حذرت دراسة ألمانية جديدة من تزايد نسبة المدمنين على الكحول بين المراهقين صغار السن في أوروبا وتصف الدراسة الوضع الذي وصل إليه المراهقون في أوروبا بالمقلق لا سيما وان أعداد المراهقين الذين يدمنون الخمور في تصاعد مستمر رغم القوانين الألمانية والأوروبية التي تحظر بيع الخمور لمن هم اقل من 18 سنة.

تقول الدراسة أن حوالي 20000 مراهق تحت سن السادسة عشرة كانوا قد دخلوا المستشفيات حتي نهاية العام الماضي 2009 لتلقي علاج عاجل من تسمم الجسم جراء تناولهم لجرعات زائدة من الكحول وتؤكد الدراسة على أن نسبة الفتيات فاقت نسبة الصبية الذكور في الوقوع في براثن إدمان الخمور وتقول أن عدد الفتيات اللاتي ترددن على المستشفيات فقن عدد الشبان الذكور.

حصرت الدراسة نسبة المدمنين على الكحول ما بين العاشرة والخامسة عشر سنة وتقول أن عام 2008 سجل زيادة في ملموسة في تناول الكحول في هذا العمر الصغير مما يسبب إزعاجا شديدا للمختصين في هذا الشأن.

قلق ألماني من زيادة نسبة إدمان الكحول عند المراهقين

يقول الباحث البروفيسور "مايكل كلاين" رئيس المعهد الألماني للإدمان وبحوث الوقاية التابع للجامعة الكاثوليكية في ولاية شمال الراين وستفاليا..إن الباحثين في مجال الإدمان يقلقهم بشكل كبير تغير عادات الصبية والفتيات في الأقبال على الشراب بالشكل الذي حددته الدراسة.. وهو الأمر الذي نقوم بدراسته الآن لمعرفة أسباب الأقبال على تناول الكحول في هذه السن المبكرة ونأمل أن نتدارك الأمر قبل فوات الأوان.

الانزعاج من الأرقام في هذه الدراسة بات يقلق المسؤولين فالأرقام تتحدث عن خطر هذه المشكلة الحقيقي، ففي ألمانيا وحدها تسجل الدراسة بشكل دقيق وصول 4200 فتاة صغيرة من عمر 10 سنوات إلى 15 سنة في العام الماضي إلى المستشفيات لتلقي علاج فوري من اثر تناول جرعات زائدة من الخمور أدت إلى تسمم الجسم وتقول الدراسة أن عدد الفتيات تفوقن على عدد الذكور بعدد 300 فتاة، ووفق خبير الإدمان التابع للحكومة الاتحادية الألمانية "ميشتلد ديكمانز" فان تزايد إقبال الأطفال صغار السن على تناول الكحول قد سجل بالفعل نسبة مزعجة مقارنة بالسنوات الماضية، فقد وصلت النسبة إلى 170% زيادة بالمقارنة بعام 2000.

ضرورة مراقبة الأهل للأطفال

وينبه الخبراء أهالي الأطفال إلى ضرورة معرفة القوانين التي تحرم بيع الخمور للأطفال أو حتي تناول الأطفال الخمور لمن هم اقل من 18 عام وطبقا للقوانين الأوروبية فانه يحق للأهل التدخل ومنع الصغار من الذهاب إلى الحانات أو السهر خارج المنزل أو الأماكن التي قد تتيح للصغر تناول الخمور فيها.

وفي ذات الإطار تحذر الدراسة أهالي الأطفال من ضرورة الاعتناء والاهتمام بحركة الأطفال خارج المنزل خاصة لمن هم اقل من 16 سنة فيجب ألا تتأخر عودتهم إلى المنزل عن الثانية عشرة ويجب على الأهالي عدم ترك صغارهم يذهبون إلى الديسكو وحدهم وهم في هذه السن الصغيرة، ويجب أن يذهب احد معهم ليظلوا تحت الرقابة من خطر تناولهم الكحول كذلك تشدد الدراسة على دور الأهالي في حماية أطفالهم فمثلا في حالة تلقي طفل زجاجة خمر كهدية عليه الإسراع بتبليغ مراكز حماية الأطفال المنتشرة في البلاد أو عمل محضر في قسم البوليس حتي ينتبه الآخرون إلى خطر ما اقدموا عليه.

الإدمان بالوراثة

تقول الدراسة أيضا أن الأطفال الذين ينحدرون من اسر مدمنة على الخمور تزداد نسبة مخاطر إدمانهم مقارنة بالأطفال الذين لا يتناول ابائهم خمورا.. ويقول خبير الإدمان الألماني مايكل كلاين أن نسبة خطر إدمان البنات التي تتناول أمهاتهن الكحول ترتفع إلى نسبة 16% مقارنة بالأخريات اللواتي لا تتناول أمهاتهن كحول، أما في حالة الأولاد الذكور فإن النسبة قد تصل إلى 3% وربما يقد يفسر ذلك السبب في ارتفاع نسبة الإناث المدمنات عن نسبة الذكور.

يضيف الخبير مايكل كلاين أن أسبابا عديدة هي التي تدفع بالصغار إلى الوقوع في شرك الإدمان مثل عدم جدية المحلات والسوبر ماركت في منع بيع الكحوليات للمراهقين صغار السن ويمكن في ألمانيا لكثير من المراهقات الحصول على الكحول من السوبر ماركت او محطات بيع وقود السيارات وقد ذكرت الدراسة في هذا الصدد أن فتاة في عمر السادسة عشر لم تلق أي عناء في شراء زجاجة فودكا من محطة لتزويد السيارات بالوقود.

الطبيب النفسي يورج فولشتاين الباحث في جامعة بامبرج يفسر تلك الحالات الكثيرة من المراهقين التي دخلت المستشفيات بان الكثير منهم تناول الكحول في إطار منافسات وألعاب أقاموها معا لإثبات القدرة الجسدية على تناول كميات كبيرة من الشراب.

ويقول إن ثلثهم تعامل مع الكحول بشكل ساذج وغير مدرك للخطر من تناوله ويضيف أن نسبة كبيرة من هؤلاء المراهقين بعد هذه الخبرة السيئة لا يعودون مرة ثانية للشراب بهذا الشكل المتهور الذي كاد أن يودي بحياتهم.

ويفسر يورج بانه في حالة الشباب الصغير يكون الوقوع في الإدمان اسرع بكثير من الكبار وان إدمان الفتيات هو اسرع من إدمان الفتيه بالنظر إلى تناولهم الكحول في وقت مبكر قبل الأولاد الذكور.

يقول الأخصائي النفسي بنيامين جروندبشلر من محطة إسعاف المدمنين في مدينة روزهايم في جنوب ألمانيا إن المجتمع الألماني يساهم في زيادة نسبة إدمان الأطفال، فيكفي نظرة إلى الكم الكبير من الإعلانات الجذابة عن الكحول وجعل زجاجة النبيذ مصاحبة لكل الأوقات السعيدة وهو الأمر الذي يوقع الصغار في شرك الشراب ويقول إن اتصالنا بالأطفال الصغار في سن 15 إلى 16 سنة من الذين خاضو تجربة الإدمان المبكر يقولون إن السوبر ماركت لا يتحقق من سن الطفل ويمكن شراء أي كمية نريدها.

إعلانات الكحول المبهرة وراء وقوع الشباب في الإدمان

وفي هذا الشان تتحدث الدراسة عن الأطفال الذين يتأثرون في شرابهم بالدعاية المبهرة للكحول والذين تفوق نسبتهم ضعف الأطفال الذين لا يشاهدون إعلانات للخمور وفي معهد كييل للعلاج والبحوث الصحية اجري بحثا على 3.415 من شاب وفتاة ما بين 10 و17 سنة من مناطق مختلفة في ألمانيا أكدت تضاعف عدد المقبلين على الكحول تأثرا بالدعاية الإعلانية للخمور في التليفزيون وفروع الميديا المختلفة.

في هذا الإطار يطالب خبراء الإدمان الألمان من تشديد برامج حماية الصغار ويضربون المثل بفرنسا التي انخفضت فيها نسبة تناول الكحول بين الأطفال بالنظر إلى التشدد في إعلانات الخمور وقد انخفضت النسبة إلى 30 % أما في ألمانيا فلا زالت النسبة مرتفعة إلى 60%.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف