منع كتب مصرية في معرض الكويت خطوة طبيعيّة وتحدث عالمياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دافع السفير الكويتي في القاهرة رشيد الحمد عن قرار منع بعض الكتب المصرية في معرض الكويت الدولي للكتاب، معتبرا أن الخطوة أمر طبيعي وتحدث حتى في الدول الأوروبية، وأشاد بالعلاقات "المتميزة" بين مصر والكويت، ودور القاهرة في تنمية بلاده خاصة في المجال التعليمي.
أكد سفير الكويت في القاهرةرشيد الحمد في حواره مع إيلاف "أن جذور العلاقات بين بلاده ومصر قديمة، ووصفها بأنها قوية ومتينة، وأشاد بالدور المصري في إحداث نهضة تعليمية في بلاده منذ أن أرسلت القاهرة أول بعثة تعليمية إلى الكويت في الأربعينات من القرن الماضي، كما ثمّن موقف الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في تصديه لـ"محاولة الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم ضم الكويت إلى العراق".
وقال الحمد "إن الشارع المصري نشط والجميع يسعى للدفع بالبلد لتأخذ مكانتها ويتطور إقتصادها، مشددا على أن مساحة الحرية في مصر ممتازة، والجميع يتحدث كما يريد وينتقد كما يرغب، ووصف جهود عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بأنها ممتازة في رفع شأن الجامعة العربية ودفع عجلة العمل العربي المشترك إلى الأمام.
وشدد الحمد على أن اللجنة الوزارية الكويتية - المصرية العليا هي محور العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن اللجنة ستجتمع في القاهرة في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقال الحمد إن إنتخابات مجلس الأمة في بلاده تجري بحرية ونزاهة وتبرز وجه الديمقراطية الكويتية، بشكل واضح وبارز أمام العالم، لافتا إلى أن بلاده أصبحت قدوة في هذا المجال، وأن دولا خليجية معجبة بالتجربة الكويتية وتريد ديمقراطية بهذا الشكل.
وإعتبر الحمد أن قرار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي بمنع عرض كتب لمؤلفين مصريين في معرض الكتاب الكويتي الدولي والذي سيبدأ في يوم الثالث عشر من الشهر الجاري أمر طبيعي بل روتيني، لافتا إلى أنه يحدث في كل معارض كتب العالم وفي الغرب أيضا.
وفي ما يلي نص الحوار:
*في البداية... تتولون منصب سفير الكويت في القاهرة منذ عام 2007 وحتى الآن...كيف ترون مجمل العلاقات بين بلادكم ومصر حاليا على كافة المحاور؟ وماهو تقييمكم لها؟
العلاقات بين الكويت ومصر قوية ومتينة، ليست منذ الوقت الراهن وإنما علاقات لها جذورها القديمة، ومصر ساهمت في بناء النهضة الكويتية خاصة على المستوى التعليمي، وكانت أول دولة عربية ترسل بعثة تعليمية للكويت في الأربعينات، وساهمت في التعليم النظامي، وكان التعليم آنذاك في الكويت عبارة عن طريق الكتاتيب ولم تكن هناك مدارس، ولكن بعد وصول بعثة تعليمية من مصر بدأ التعليم النظامي، وتم إنشاء المدارس، وكذلك ساهمت مصر في إنشاء المعهد الديني، حيث أوفد الأزهر الشريف بعثة تعليمية أنشأت المعهد وواكبت مسيرته.
وإستمرت العلاقات الثقافية إلى أن حصلت الكويت على إستقلالها وكانت مصر من أوائل الدول التي ناصرت الكويت في تصديها لمحاولة الرئيس العراقي في ذلك الوقت، عبدالكريم قاسم ضم الكويت، وأطلق الرئيس الصري الراحل جمال عبدالناصر مبادرته لدعم الكويت في وجه محاولات ضمها، ولاننسى أيضا إفتتاح هذا المبنى الذي نجلس فيه الآن -مقر سفارة الكويت في القاهرة حاليا - والذي كان يطلق عليه في السابق "بيت الكويت " قبل حصولنا على الإستقلال وكان "بيت الكويت" يشرف على الطلاب الكويتيين في القاهرة، وقد قام بافتتاحه عام 1958الرئيس جمال عبدالناصر بنفسه وهذا يدل على مدى التقدير الحقيقي للقيادة منذ ذلك الوقت وما زال هذا التقدير مستمرا حتى الآن، ومن المعروف أن أعلى نسبة طلاب كويتيين خارج بلادهم يتواجدون في مصر، والحقيقة أن معظم القيادات الكويتية الحالية التي تقود البلد درست في الجامعات المصرية وأنا واحد منهم حيث تخرجتفي جامعة الأسكندرية.
*ماذا عن مساهمات بلادكم في جامعة الدول العربية وخاصة على صعيد القضايا المصيرية؟
- الكويت يمثلها حاليا في جامعة الدول العربية السفير جمال الغنيم ومسؤول عن مندوبية للكويت في الجامعة العربية، ولكنني أتابع كل الأنشطة الموجودة وقد توافد إلى الجامعة العربية في الفترة الأخيرة أربعة وزراء من الكويت للمشاركة في فعاليات داخل الجامعة العربية، والكويت من أوائل الدول الأعضاء في الجامعة العربية والتي تحرص على تواجدها ومشاركتها الدائمة في الجامعة العربية.
منع الكتب أمر طبيعي وروتيني
*-قرر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منع 33 كتابا لمؤلفين مصريين من كبار الكتّاب وذلك للمشاركة في معرض الكويت الدولي في دورته الـ 35 والتي ستبدأ فعالياته في13 أكتوبر الجاريومن أبرزهم محمد حسنين هيكل، وغيره، لماذا تم منع هذه المؤلفات؟ ولماذا هؤلاء الكتّاب ؟
هذا أمر طبيعي وروتيني يحدث كل عام، فهناك لجنة لمراقبة المؤلفات في المجلس الوطني ويعرض عليها أي كتاب يشارك في معرض الكتاب، ووفق الأسس التي تضعها اللجنة بغض النظر من مواقف هؤلاء الكتّاب، واللجنة ترى ما إذا كانت هناك مخالفة لأحد الأسس فإنها تخلص إلى قرارها بعدم عرض الكتاب في المعرض، وأعتقد أن ما حدث هو أمر طبيعي ويحدث في معارض الكتب في مختلف دول العالم وحتى الدول الغربية تمنع أيضا بعض المؤلفات، وليس هناك تعسف تم إزاء هؤلاء الكتّاب فمثلا إذا كان هناك أحد الأدباء أو الكتّاب يعرض له في المعرض نحو 180 كتابا ويمنع له كتاب واحد فهنا أين التعسف؟ وقس على ذلك الكثير من المؤلفين، وليس المقصود هو إسم المؤلف أو البلد أبدا، وهذا شيء طبيعي، وأود أن أشير إلى أن رئيس إتحاد الكتّاب العرب محمد سلماوي وأيضا محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين إتفقا على أن ما حدث من منع هذه المؤلفات أمر طبيعي، فليس المقصود هو مصر بل بالعكس في مصر أدباء وكتّاب نفخر بهم، لكن لكل بلد خصوصيتها وطريقتها في ذلك، فإذا رأت أن شيئا معينا يؤثر سلبا فيتم المنع، وكما ذكرت أن أحد أعضاء مجلس الأمة تقدم بطلب استجواب إلى وزير الإعلام بسبب ذلك، فهذا يعني أن الكل حريص على الحرية، وعندما تكون الحرية مقيدة بقضايا معينة يجب ألا تتجاوزها، وأنا لا أعلم بمحتوى هذه المؤلفات التي منعت ولماذا منعت ؟ وفي ظل عصر الإنترنت والفضائيات من الممكن أن تحصل على الكتاب الممنوع بل بالعكس عندما يعلن أن كتابا لأحد المؤلفين منع من العرض فهو بمثابة دعاية له ويسبب رواجا أكثر للكتاب.
* عبدالله يعقوب بشارة، أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي دعا في حوار سابق مع "إيلاف" إلى ضرورة تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية بين الدول الأعضاء ما تصوركم لمثل هذا التوجه؟
- هذه الفكرة طرحت من قبل بين الدول العربية أن يكون هناك تدوير لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، لكن حاليا لا أعلم ما إذا كان هناك تدوير أم سيتم التجديد لدورة جديدة للأمين العام السيد عمرو موسى، وهذا الموضوع مطروح على القادة العرب وسيقررون ما يرونه مناسبا، مع الإشارة إلى أن عمرو موسى ذو سمعة طيبة وجهوده ممتازة في رفع شأن الجامعة العربية ودفع عجلة العمل العربي المشترك.
محور العلاقات المصرية - الكويتية
*تتميز العلاقات بين الكويت ومصر بالخصوصية والتطابق التام في كافة المواقف، وتجسد اللجنة الوزارية العليا المشتركة بين البلدين هذه العلاقات الوطيدة.فماذا عن هذه اللجنة وأعمالها في المجالات المختلفة؟ وماهي أبرز إنجازاتها؟
- تجتمع اللجنة الوزارية العليا المشتركة بين البلدين كل عام في أي من البلدين، ففي العام الماضي إجتمعت اللجنة في الكويت وقبلها كانت في مصر، وهذا العام ستجتمع اللجنة في مصر خلال شهر ديسمبر "كانون الأول" المقبل، وهناك إهتمام كبير من الجانبين بهذه اللجنة والتي تضم كافة القطاعات السياسية والإقتصادية والأمنية والثقافية والتعليمية، والهدف تبادل الرأي في كثير من القضايا المهمة بين البلدين، وكذلك توقيع إتفاقيات مشتركة.
*يساهم الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية في العديد من المشاريع الحكومية المصرية. فماذا عن حجم القروض الذي يقدمه الصندوق لمصر؟ وماهي أبرز أوجه التعاون في هذا الشأن؟
- منذ الستينات والصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية يباشر مع مصر عملية تقديم القروض لها، والحمد لله مصر من الدول التي حصلت على دعم كبير من الصندوق، وهذا ترجمة للعلاقة القوية الطيبة التي تربط البلدين، وهناك مشاريع تختص بالبنية التحتية في مصر مثل الكهرباء والغاز، وخلال تواجدي هنا في مصر وقبل ثلاثة أعوام تم توقيع أربع إتفاقيات للتعاون بين الصندوق ومصر في مشروعات كبيرة وكان آخرها مشروع إمداد الكهرباء إلى العين السخنة وأيضا مشروع للغاز في مدينة السادس من أكتوبر، والصندوق الكويتي يأخذ على عاتقه الإستجابة لأي طلب من مصر للتعاون في هذا المجال.
الكويت ثاني دولة عربية بعد السعودية من حيث الاستثمارات في مصر
* يساهم القطاع الخاص الكويتي في مصر بمشروعات إستثمارية ومنها مجموعة الخرافي وغيرها.فماذا عن حجم الإستثمارات الكويتية الحالية في مصر؟ وماهو حجم التبادل التجاري بين البلدين في الوقت الراهن؟
- حجم الإستثمار ما بين البلدين كبير جدا وكما ذكرت في سؤالك بأن مجموعة الخرافي من كبرى شركات القطاع الخاص الكويتية التي تساهم في جميع المجالات منها التجارية، والتعمير، والصناعة وغيرها، وأيضا يوجد شركات كويتية أخرى منها مجموعة "كى جي إل " حيث تعمل في تعميق ميناء دمياط وتقارب ميزانية هذا المشروع مليار جنيه مصري، وكذلك هناك مجموعة "البابطين" وتقوم بمشروع معماري كبير في مدخل مدينة السادس من أكتوبر، وكذلك مشروع سياحي وآخر سكني في مدينة الأسكندرية، وهناك شركات كويتية كاملة أومتعددة بشراكة مع أطراف مصرية، ويكاد يكون عدد هذه الشركات أكثر من ستمائة شركة، والكويت هي ثاني دولة عربية من حيث حجم الإستثمارات في مصر بعد المملكة العربية السعودية.
الكويتسباقة ديمقراطيا في المنطقة
*برأيك أبرز سمات وملامح الديمقراطية الكويتية؟
- معروف عن الكويت من السباقين إلى الديمقراطية في هذه المنطقة، حيث وضع في عام 1962الدستور الكويتي وبدأ مجلس الأمة-البرلمان- وكان من قبله المجلس التأسيسي وهو الذي وضع دستور البلاد في عهد سمو الشيخ عبدالله السالم -رحمه الله- ثم بدأ مجلس الأمة في عام 1963ومنذ ذلك الوقت وتجري إنتخابات حرة نزيهة تمثل وجه الديمقراطية الكويتية، وتظهره بشكل واضح وبارز أمام العالم، فالكويت مستمرة في ذلك ليس فقط في هذا المجال وإنما في مجال الحريات الأخرى مثل الحريات الصحفية وغيرها، وهناك حريات يتمتع بها المواطنون والمقيمون وأصبحت الكويت قدوة في هذا المجال لدرجة أن بعض الدول الخليجية تريد خوض غمار التجربة الكويتية الديمقراطية، وفي مملكة البحرين نجد فيها إنتخابات حرة وبقية الدول الخليجية لديها أيضا إنتخابات ولكن هذه الدول معجبة بالتجربة الكويتية وتريد ديمقراطية بهذا الشكل.
*يرى بعض النشطاء السياسيين الكويتيين أن الديمقراطية الكويتية "عرجاء" دون تأسيس الاحزاب السياسية، وهو ما ترفضه الكثير من التيارات والطوائف في المجتمع الكويتي، فما تعليقكم؟
- الكويت لها خصوصيتها في هذا المجال حيث إن عدد سكانها نسبيا قليل، والأحزاب تحتاج إلى شعب تعداده كبير لذلك فكرة الأحزاب السياسية في الكويت مطروحة ومعظم الناس في الكويت تميل إلى تأسيس الأحزاب حتى يستكمل الجانب الآخر من الديمقراطية، وإنما هناك بعض الآراء التي تتبني رفض العمل في الاحزاب بسبب فشل التجربة في بعض الدول، ونرى أيضا أن تشكيل الأحزاب في الكويت قد يؤدي إلى كثير من التباعد والفرقة بين أبناء الشعب، ولذلك تفضل الكويت ألا تخوض هذه التجربة، ولكن في الواقع هناك تكتلات سياسية وجماعات ولكنها غير مشهرة أو معلنة.
الاستجوابات مطلوبة ولكن
*الإستجواب أداة من الأدوات الدستورية التي نص عليها الدستور الكويتي لكن هناك من يبالغ في إستخدام هذا الحق من جانب بعض أعضاء مجلس الأمة سواء مع رئيس الوزراء أو الوزراء.فما تصوركم لذلك ؟
- الإستجواب أداة دستورية كفلها الدستور ومطلوبة، وإذا أخذت وضعها الصحيح بالعكس تؤدي إلى تحسين وتطوير الأداء في السلطة التنفيذية وإذا وصلت الأمور إلى إستجواب وزير بالحكومة فلا يوجد أي مشكلة، وإنما قد يكون هناك نوع من المبالغة في استخدام أداة الإستجواب بل التعسف كما شاهدنا في بعض الحالات، ونأمل من إخواننا نواب مجلس الأمة أن يكون اللجوء إلى الإستجواب عندما يصبح لا مجال للتعاون تماما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وأعتقد برأيي أنه يجب أن تُجرب كثير من الإجراءات قبل الوصول إلى موضوع الإستجواب، وذلك من خلال التعاون والتفاهم مع الحكومة أو مع الوزير أو حتى مع رئيس مجلس الوزراء في أي قضية موجودة.
* التأزيم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في الكويت، ماهي أسبابه؟ وهل هي أزمات مصطنعة؟ ولصالح من؟
- لا أوافق علي التأزيم شخصيا، والجميع كما قلنا إذا كان يهدف إلى المصلحة العامة فلا يلجأ إلى أساليب التأزيم، ويجب أن يكون معلوما لدى الجميع أن أي طلب من الحكومة يجب أن لا يؤثرفي مصلحة البلد بشكل أو بآخر، لأن التأزيم يعطل ويعرقل التنمية في الكويت.
إجراء رادع لسحب جنسية ياسر الحبيب
*ساد الإرتياح والهدوء الشارع الكويتي والعربي والإسلامي إثر قرار الحكومة الكويتية سحب الجنسية من ياسر الحبيب الذي قام بسب السيدة عائشة في خطبة له في مقر إقامته في لندن، ويرى المراقبون أن الحكومة الكويتية بهذا القرار أطفأت الفتنة في مهدها بين السنة والشيعة في الكويت. فما هي رؤيتكم لهذا القرار وتداعياته؟
منذ القدم والشعب يتعايش بجميع أطيافه في الكويت وليس هناك أي نوع من الأزمات في ما سبق، وقد تكون الأزمات تولدت أخيرا بفعل الإعلام حيث أصبح يغذي كثيرا من هذه الأمور، وأيضا بعض الجماعات في البلد تساهم في ذلك، لكن يجب أن يسعى الجميع إلى خير هذا الوطن، وأما القضايا العقائدية فهذه أمور في القلوب وترجع إلى كل إنسان وما يعتقد به، ولا تكون هي الوجه في علاقاتنا في ما بيننا ولكن أن نعيش في إطار تعاون وتسامح ومحبة الوطن، فلذلك إذا شذ أحد وفعل ما يثير الفتنة وتجاوز كل الحدود فيجب أن يأخذ الجزاء.
*حقيبة الإعلام في الحكومة الكويتية دائما مستهدفة من نيران إستجوابات أعضاء مجلس الأمة والفترة الزمنية التي يقضيها أي وزير إعلام في الكويت قصيرة مقارنة بزملائه في الحقائب الوزارية الأخرى وذلك إما بالإستقالة أو التدوير إلى وزارة اخرى، فلماذا الإعلام أصبحت "وزارة تأزيم"؟
- الإعلام مهم جدا فهو الرئة التي يتنفس منها الناس ولدينا في الساحة الكويتية مجموعة من التكتلات والجماعات، وكل له رأيه في مجال الإعلاموفق تياره وآرائه، فلذلك كل فئة تريد أن يكون الإعلام موجهاوفق التصور الذي لديها، وهذا ما يجعل وزير الإعلام دائما في مرمى التصويب من جانب أعضاء مجلس الأمة وتلك الجماعات، وعادة يكون الوزير في بؤرة المحاسبة أكثر من غيره، ولذلك نجد أن هذا المنصب يكون عرضة للتغيير باستمرار.
*بعد إعلان وزير الشؤون الإجتماعية والعمل الكويتي د.محمد العفاسي إلغاء العمل بنظام الكفيل بعد أن ألغته البحرين، ما تصوركم للآثار المترتبة عن هذا القرار وتداعياته على العمالة الوافدة؟ وهل ستستقبل السوق أعدادا أكبر من الموجودةحاليا ؟
- بالطبع هذا توجه جيد للعلاقة ما بين العامل وصاحب العمل، وقد مرت أوقات كان فيها إساءة في إستخدام الكفالة من جانب بعض الأفراد، وهذا القرار حماية للعمل وحماية العامل نفسه حيث ستتولى هيئة لشؤون العمل تنظيم هذه العملية وإجراءات إستقدام العمالة المطلوبة، وفي يناير المقبل سيصدر القانون الخاص بذلك، وتصوري أن هذا القانون الجديد فعلا سيريح الطرفين إلى جانب أنه سيعطي حرية أكثر لسوق العمل في استقدام العمالة.
مجلس التعاون الخليجي ضروري ومشروعاته كبيرة
*بعد مسيرة أكثر من ثلاثين عاما لمجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه وحتى الآن، وهو بمثابة النموذج المثالي للتجمعات والتكتلات العربية يتحفظ بعض الخليجيين على المجلس ويقولون إنه لم يحقق طموحاتهم حتى الآن؟
- مجلس التعاون الخليجي وجوده ضروري ويقدم خدمات جليلة ومشروعات كبيرة وجيدة قد لا يشعر بها المواطن الخليجي كثيرا لكنها على مستوى التعاون بين الدول الست شيء طيب وموجود ، وعلى المستوى السياسي هناك نوع من التنسيق وتوطيد للعلاقة بين الدول الست، ولذلك في المجال السياسي أعتقد أنه حقق ناجحا بين الدول الخليجية، وقد يكون هناك بعض الأمور في المجال الإقتصادي والمجالات الأخرى بحاجة فعلا إلى تفعيل أكثر ونأمل ذلك، ولقد رأينا أن هناك توجها إلى العملة الخليجية الموحدة وهذا الأمر سوف يأخذ طريقه إن شاء الله إلى التنفيذ، فضلا عن السماح بالدخول بالبطاقة المدنية لمواطني دول الخليج الست كنوع من التيسير عليهم وهذا شيء طيب، وأعتقد أن مجلس التعاون الخليجي تجربة مثمرة يجب الحفاظ عليها.
موقف ثابت من إسرائيل
* قبل عدة أسابيع دارت عجلة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لكن مع إستئناف الحكومة الإسرائيلية نشاطها الإستيطاني أعلنت السلطة الفلسطينية وقف المفاوضات لحين تجميد الإستيطان رغم جولات المبعوث الأميركي جورج ميتشيل.في منظوركم ما الموقف العربي الواجب إتخاذه؟ وهل تتوقعون إمكانية إستئناف المفاوضات المباشرة مرة أخرى؟
- وفق ما أرى بالنسبة إلى الدول العربية، الكل يجمع على ضرورة أن لا يكون هناك تساهل مع إسرائيل، لأنه سبق أن تساهلنا ولكن إلى متى؟ لذلك يجب ان يكون للعرب دور وموقف ثابت وهذا كما أراه هو موقف اللجنة الرباعية والجامعة العربية وأتفق مع الرأي القائل بضرورة اتخاذ وقفة حاسمة وإما أن يكون هناك إلتزام تجاه مسألة الإستيطان أو إجراء آخر.
*ماهو منظوركم للدور الأميركي في الشرق الأوسط وخاصة تجاه القضية الفلسطينية وبقية الأراضي العربية المحتلة؟
- كما رأينا خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة كان فعلا توجه طيب منه، وكنا نتمنى أن يترجم على الأرض، وهم بدأوا ونرى المبعوث جورج ميتشيل يتنقل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وبالفعل هناك حراك موجود وليس هناك توقف أو عدم إعطاء الإهتمام وهذا شيء تشكر عليه الإدارة الأميركية، ولكننا نطلب منهم أن يكون الضغط على إسرائيل أكثر من ذلك، لإنجاح المفاوضات المباشرة التي يسعون إليها وبالنهاية إلى الهدف الأساسي وهو إقامة الدولتين، والموقف الأميركي عموما جيد لكن يجب أن يكون هناك ضغط أكثر ونتوقع منهم ممارسة ضغوطهم على الجانب الإسرائيلي.
علاقة جيدة مع العراق وأزمات عالقة
*ماهو تقويمكم للعلاقات الكويتية -العراقية في الوقت الراهن؟ وما السبيل لتطويرها على الصعيدين الرسمي والشعبي؟ وما أهمية إستقرار العراق بالنسبة إلى بلادكم ودول الجوار خاصة والعرب عامة؟
- العلاقات جيدة بين البلدين وهناك تبادل للسفراء، وهناك بعض الأمور ما زالت عالقة مثل التعويضات والحدود وغيرها، ونظرا لأن العراق غير مستقر سياسيا حتى الآن لعدم تشكيل الحكومة منذ إعلان نتائج الإنتخابات، فلا يوجد من نتحدث معه في مثل هذه الامور، ومع الآسف هناك أصوات قد تصدر من هنا أو هناك لا تمثل الشعب العراقي ولا الحكومة العراقية، ولكن عموما العلاقات جيدة، وأما بالنسبة إلى استقرار العراق وتشكيل الحكومة الجديدة فيمثل لدول الجوار ومنها الكويت أمرا مهما، فلذلك نأمل استقرار هذا البلد.
الجزر الثلاث والعلاقات الإيرانية - الخليجية:
*ما هو منظوركم للعلاقات الخليجية -الإيرانية في الوقت الراهن ؟
- العلاقات جيدة بين الجانبين وليس هناك أمور تعرقل هذه العلاقات، بالعكس الأمور جيدة ما بين دول الخليج وإيران، وحتى بين الإمارات وطهران نجد أنها علاقات جيدة بإستثناء موضوع الجزر الإمارتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ومنظمة التعاون الخليجي في كل إجتماع تشير إلى هذا الملف.
السودان ووحدة الشمال والجنوب
*من المقرر أن يشهد الجنوب السوداني في التاسع من يناير المقبل إستفتاء تقرير المصير إما الوحدة أو الإنفصال. فما هي الآثار والنتائج التي يمكن أن تتمخض في حال إقرار الجنوبيين الإنفصال ؟
- الحقيقة لا أحد يتمنى أن يكون هناك إنفصال بين الشمال والجنوب، بل نؤيد وحدة السودان بشماله وجنوبه حكومة وشعبا، ولكن علينا أن ننتظر ما سيتمخض عنه الإستفتاء.
مصر والرموز المصرية
*ماذا تمثل مصر لبلادكم ولكم شخصيا ؟ وماهي أحّب الأماكن إليكم في مصر ؟
- أشعر بسعادة لوجودي في مصر ولقربي من الرموز المصرية والكفاءات الموجودة، ومجرد وجودي في مصر أحس إنني مستفيد تماما على المستويات السياسية والثقافية والأدبية والفنية، ولدي مجموعة من الأصدقاء من الكتّاب والأدباء والشعراء والمثقفين وأسعد بذلك.
*أخيرا..ما هي طموحاتكم وآمالكم وأحلامكم لبلادكم وللعلاقات الكويتية -المصرية ؟
- الحمد لله الوضع مع مصر ممتاز جدا، وآمل إن شاء الله أن تتطور العلاقات إلى الأفضل والأحسن، ونعمل أنا وزميلي السفير المصري في الكويت طاهر فرحات دائما على أن تكون العلاقة بين البلدين متميزة وتميل إلى الأفضل ونأمل إن شاء الله أن ننجح في ذلك.
الشارع المصري نشط
*من المؤكد أنكم تتابعون الشارع المصري والحراك الجاري فيه خاصة مع قرب إنعقاد إنتخابات مجلس الشعب خلال الفترة القادمة، وإنتخابات الرئاسة في العام المقبل.ماهي رؤيتكم لما يحدث في الشارع المصري ؟
-الشارع المصري نشط حقيقة والجميع يسعى فعلا للدفع بالبلد لأن تأخذ مكانتها وأن يتطور إقتصادها، وهذه رغبة الجميع كما نراها الآن، وأيضا مساحة الحرية ممتازة في مصر والجميع يتحدث كما يريد وينتقد كما يرغب خصوصا في جانب معين، وهذا لم يكن في السنوات السابقة، ولكن مانراه الآن هو أن الجميع يتحدث بحرية، ويساهم في تغيير الأمور للأفضل، فلذلك أنا معجب حقيقة بما يتم الآن في مصر، وأيضا ولو استعرضنا مجريات الانتخابات هنا نجد أن الأحزاب الكبيرة ستشارك في العملية الإنتخابية مثل حزبي الوفد والتجمع وهذا يدل على أنهم فعلا لديهم إيمان بأن هناك ديمقراطية موجودة وسوف تُمنحالفرصة لكل أطياف وقطاعات الشعب لكي تساهم في عملية بناء البلد، فالحمد لله الوضع ممتاز وهو مشابه لما موجود لدينا في الكويت لا يختلف عنا بأي شكل من الأشكال.
التعليقات
اخيرا
مروان -عاش شعب مصر الكنانه اربعين سنه لا يعلم من يملك السلطهاليوم لديهم فرصه عظيمه لمعرفة صاحب العصا الغليضةان تم انتخاب ابن الريس فالبتاكيد السلطه في يد الريس .وان انتخب سليمان راس الاستخبارات فسنعلم ان مصر دولة مخابرات .ان جاء عسكري فالسلطه بيد العسكر .اما ان جاء مدني وحكم في هذه الاجواء القمعيه فلا شك ان مصر قد بيعت لاصحاب المال. وهنا سيكون النظام السياسي المصري قد بلغ درجه من الوضوح يستطيع فيها الشعب تحديد من سرق الونش !
اخيرا
مروان -عاش شعب مصر الكنانه اربعين سنه لا يعلم من يملك السلطهاليوم لديهم فرصه عظيمه لمعرفة صاحب العصا الغليضةان تم انتخاب ابن الريس فالبتاكيد السلطه في يد الريس .وان انتخب سليمان راس الاستخبارات فسنعلم ان مصر دولة مخابرات .ان جاء عسكري فالسلطه بيد العسكر .اما ان جاء مدني وحكم في هذه الاجواء القمعيه فلا شك ان مصر قد بيعت لاصحاب المال. وهنا سيكون النظام السياسي المصري قد بلغ درجه من الوضوح يستطيع فيها الشعب تحديد من سرق الونش !
استغرب
bbcnet@windowslive.c -مع ظهور تقنية الانترنت لاتوجد مواد مقروئة او سمعيه او بصريه الا وبالامكان مشاهدتها . هل فعلا يعيش المسؤولين في عالم آخر رغم التقدم التكنولوجي ؟!
استغرب
bbcnet@windowslive.c -مع ظهور تقنية الانترنت لاتوجد مواد مقروئة او سمعيه او بصريه الا وبالامكان مشاهدتها . هل فعلا يعيش المسؤولين في عالم آخر رغم التقدم التكنولوجي ؟!