أخبار

لا محامين للمتهمين... و"التعذيب منهجي" ضدهم وضد ذويهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أكدت شقيقة معارضة إيرانية حكم عليها بالاعدام مؤخراً أن محاكمات المعارضين في إيران تجري من دون محامين يدافعون عنهم وتصدر الاحكام ضدهم بعد ممارسة أنواع من التعذيب بشكل منهجي ضدهم وضد أفراد عائلاتهم. وأوضحت أن السلطات تمنع إتصال ذوي هؤلاء المحكومين بهم وتوقعت تنفيذ الحكم بشقيقتها في اي لحظة.. فيما كشفت أمانة "المقاومة الإيرانية" اليوم عن نقل سلطات طهران لمجموعة من السجناء السياسيين الى سجون نائية تتصف بظروف "مزرية" بهدف "ممارسة مزيد من التعذيب والضغط عليهم".

قالت المعارضة الإيرانية "حميرا واضحان" شقيقة المحكومة بالاعدام فرح واضحان في مقابلة مع "ايلاف" إن السلطات الإيرانية لم تكتف باعتقال شقيقتها وانما أيضا ابنيها اللذين تعرضا لتعذيب شديد اضطرت السلطات لاطلاقهما اثر تدهور حالتهما الصحية ودعت المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان الى التدخل لإطلاق سراح السجناء السياسيين وخاصة المحكوم عليهم.. وفيما يلي ماجاء في المقابلة:

** متى اعتقلت فرح واضحان وكيف؟

.. كنا ننادي فرح في البيت "الميرا" ويناهز عمرها عن 48 عاما - اي ثلاث سنوات اكبر مني- وقد تم اعتقالها مع ولديها في 29 كانون الأول / ديسمبر 2009 اي بعد يومين من "انتفاضة عاشوراء" من قبل عناصر الحرس التي داهمت منزلها بصورة "همجية". ونقلت إلى معتقل سري لوزارة المخابرات وتعرضت لشهر واحد لممارسة التعذيب من قبل عناصر وزارة المخابرات.

** كيف جرت محاكمتها واين ومن قبل من ؟ ومن حوكم معها؟

.. حكم عليها بالإعدام من قبل محكمة الثورة. ليس لدي تفاصيل عن الأشخاص الذين حكم عليهم معها. مع الأسف انتم تتحدثون عن بلد لا معنى فيه لسيادة القانون بل ان ولاية الفقية هي التي تمسك بكافة السلطات والصلاحيات. ولم يكن لها حتى محام معين من قبل القضاء.

** ماهي التهم التي وجهت اليها؟ وكيف كان ردها على الإتهامات؟

.. ان التهمة التي وجهت إليها هي العلاقة العائلية مع ساكني مخيم أشرف حيث يقيم فيه 3400 من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق ومساهمتها بنشاطات المنظمة. كما اتهمت بالمشاركة في مظاهرات ضد أحمدي نجاد بتصوير المظاهرات المناوئة للحكومة وإرسالها إلى وسائل الإعلام خارج إيران. وخلال المحكمة لم يكن هناك محامٍ يتولى الدفاع عنها.

** من دافع عنها ؟ وعلى ماذا كان يركز المحامون في دفاعهم؟

.. لا معنى في نظام الملالي (...) للحديث عن المحاكمة والتوكيل والمحامي وما شابه ذلك اطلاقا وقد صدر حكم الإعدام بحقها دون ابلاغ التهمة والجريمة بها وهي مناصرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والنشاط ضد النظام من قبل محكمة الثورة.

** اين جرت المحاكمة واين اعتقلت فرح؟

.. خلال مداهمة تعرض لها بيتها السكني اعتقلت فرح ثم حكم عليها بالإعدام في محكمة الثورة. وكما هو معلوم اصدرت حكمها الفرع الخامس عشر لمحكمة الثورة من قبل المدعو (...) القاضي صلواتي. وقد أحيل ملفها في الوقت الحاضر إلى المحكمة العليا لغرض المصادقة النهائية.

** ماهي انواع التعذيب الذي تعرضت لها؟

... كانت فرح تعاني من أمراض قلبية مستعصية. وتعرضت لتعذيب لايطاق طيلة 30 يومًا في معتقل سري لوزارة المخابرات وبعد ثلاثين يوما نقلت إلى زنزانات ردهة 209 بسجن ايفين الرهيب. وتولى عملية التحقيق معها احد المستنطقين يدعى "علوي" وهو اسم حركي لأحد رؤساء المستنطقين في ايفين. كما تولى المدعو علوي استنطاق ولديها.

** ماهو نوع الحكم الذي صدر ضدها وحول اي تهمة؟ واين هي الان؟

.. لقد حكم عليها بالإعدام بتهمة مختلقة من قبل الملالي وهي "الحرابة" (محاربة الله) وانها تقبع حاليا في ردهة النساء في سجن ايفين.

** كيف انتزعت منها الاعترافات التي عرضت على شاشات التلفزيون؟

.. لم يعرض تلفاز النظام اي اعتراف منها لكنها تعرضت للتعذيب لانتزاع الاعترافات منها كما تعرض ولديها الاثنان للتعذيب للغرض نفسه.

** كيف تم اعتقال ولدي واضحان والتحقيق معهما؟

.. تم اعتقال ولدي فرح معها. وجرى التحقيق معهما في سجن ايفين. وتم ابقائهما لفترة في الزنزانات بغية الحصول على اعترافات منهما ضد والدتهما. وكانت ابنة فرح (24 عاما) تعاني من السرطان اللمفاوي وهي في حالة متدهورة جسديًا غير ان مستنطقي وزارة المخابرات ابقوها قيد الاعتقال رغم حالتها الصحية الخطيرة واجروا معها التحقيق ومارسوا عليها التعذيب من أجل انتزاع إعترافات منها ضد والدتها. وعندما شاهد مستنطقو وزارة المخابرات الحالة الصحية الخطرة لإبنة السيدة واضحان اضطروا لاطلاق سراحها.

** هل يقوم افراد من العائلة بزيارة فرح في السجن؟ وكيف؟

.. منذ نقلها إلى المعتقل السري لوزارة المخابرات ثم ردهة 209 فانها حرمت من اي اتصال بعائلتها. وحتى عندما تم نقلها إلى غرف سجن ايفين ظلت محرومة ومحظورة عن اي مقابلة او اتصال. بينما كانت ابنتها مريضة جدا وهي تحاول تقصي اي خبر عن حال ابنتها.

** هل قمتم بمحاولات لانقاذ فرح من الاعدام؟

.. لقد ناشدنا المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والهيئات الدولية المختلفة للتدخل وانقاذ حياة شقيقتي وانني اطالب هنا جميع الحكومات والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان بالتدخل ومضاعفة الجهود لإطلاق سراح السجناء السياسيين وسيما المحكوم عليهم بالإعدام في إيران وتحديدًا اولئك الذين اعتقلوا لمشاركتهم في الإنتفاضة المناوئة للحكومة خلال العام الماضي وعلى الوجه الخاص شقيقتي.

باعتقادي لقد حان الوقت بان يمارس المجتمع الدولي ضغطا جادًا على النظام فيما يتعلق بملف شقيقتي وسائر السجناء السياسيين. لقد اصبح هذا النظام في عزلة تامة وحالة من الضعف داخل إيران وكما اعلنت مريم رجوي :رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: فان العقوبات الشاملة يجب ان تطال جميع رموز النظام والضالعين في إعدام 120 ألف من افراد "المقاومة الإيرانية" وخاصة "المجزرة العامة" ضد 30 ألف من السجناء السياسيين عام 1988 وقتل المتظاهرين طيلة ثلاثة عقود مضت. ان قائمة اسماء المتهمين تشمل جميعهم ومنهم خامنئي المرشد الأعلى وأحمدي نجاد رئيس النظام ومسؤولي السلطة القضائية ووزراء المخابرات وقادة الحرس وقوات الأمن الداخلي والوزراء والمسؤولين الأمنيين والداخلية وعلى وجه التحديد من الضروري ان يقوم الإتحاد الاوروبي بفرض العقوبات على كبار رموز النظام الإيراني الضالعين بصورة مباشرة في قمع الشعب الإيراني وممارسة الانتهاك الصارخ والكيفي لحقوق الإنسان او اصدار الأوامر بهذا الشأن وفقًا للمعلومات والمستندات والوثائق.

** متى تتوقعون تنفيذ حكم الاعدام؟

.. في اية لحظة قد ينفذ فيها هذا الحكم بحق السجينة فرح. وانتم تتحدثون عن نظام اعدم 120 ألف من معارضيه السياسيين وعلى وجه التحديد من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وانصارها طيلة 30 عاما مضت لإصرارهم على مراعاة حقوق الإنسان والديمقراطية. وحسب فتوى اصدرها خميني في صيف عام 1988 جرت "المجزرة الجماعية" ضد 30 ألف سجين سياسي من انصار مجاهدي خلق لان الفتوى اعتبرت الضحايا متهمين بـ "الحرابة". وهم الآن يصفون شقيقتي بـ "الحرابة".

وكان خالي "برويز فيضي" سجينًا سياسيًا واحد انصار مجاهدي خلق الذي اعدم عام 1985 وهو في 30 من العمر. وعندما تلقت والدتي خبر اعدام شقيقها من المدعو "اسدالله لاجوردي جزاّر ايفين امام باب سجن ايفين حينما عرض عليها صورة عن شقيقها بعد اعدامه اصيبت بنوبة قلبية في حين كان معها طفلين صغيرين ينتظران امهما وتوفت بعد ذلك اثر ذلك. انكم تتحدثون عن مثل هذا النظام.. نظام لا يطبق ايًا من القياسات الإنسانية والإسلامية والدولية وكما أكدت السيدة رجوي من الضروري جدًا أن تشكل محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين عن قمع الشعب الإيراني طيلة ثلاث عقود خاصة كل من ساهم في إصدار القرار وتنفيذه في المجزرة العامة لثلاثين ألف سجين عام 1988 وهي حالة صارخة للجريمة بحق البشرية و إبادة النسل.

** وهل تعرضتي انتي للاعتقال في إيران؟ ولماذا؟

.. عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري امضيت اربع سنوات في سجون النظام في مطلع الثمانينات بتهمة توزيع نشرات لمجاهدي خلق. وخلال هذه السنوات الاربع كانت فرح (الميرا) تحضر يوميا أمام مختلف السجون أملاً منها أن تلتقي بي لكنها لم تنجح في اللقاء بي خلال هذه السنوات.

والان جاء دوري ان اقوم بايصال صوتها واصوات امثالها إلى مسامع المجتمع الدولي والحكومات الأوروبية في الاتحاد الأوروبي وإلى ارجاء العالم واطالبهم بفرض اشد العقوبات الدولية على نظام الملالي الفاشي ومقاضاة رموز هذا النظام في المحاكمة الدولية.

وكما تعلمون في اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام الاسبوع الماضي تم اعدام 4 سجناء في مدينة زنجان و 8 في طهران العاصمة. و تلاحظون بان النظام يزداد تعظشا يومًا بعد يوم لإراقة دماء أبناء الشعب إيراني البريء ولا يجد امامه اي رادع سوى المقاومة واعضاء عوائل المقاومة والمنتفضين والمعارضيين.

نقل معارضين الى سجون تتصف بظروف مزرية

وعلى الصعيد نفسه أكدت "أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" اليوم ان السلطات الإيرانية نقلت مجموعة من السجناء السياسيين الى سجون نائية تتصف بظروف مزرية بهدف ممارسة مزيد من التعذيب والضغط عليهم.

وأضافت انه تم نفي السجينة السياسية "مريم اكبري" الى سجن "كوهردشت" في مدينة كَرَج (غربي العاصمة طهران) مؤخرا دون إشعار مسبق في وقت تتصف الظروف السائدة في قفص النساء في هذا السجن ب "المزرية" نتيجة ازدحام السجينات باكثر من سعة القفص وعدم توفير اية مستلزمات صحية عامة أضافة الى حرمان السجينات من النوم.

وكان حكم على مريم اكبري البالغة من العمر 36 عاماً وأم لثلاثة أطفال بالسجن لمدة 15 عاماً في سجن كوهردشت بمدينة كَرَج بتهمة "محاربة الله" من قبل الحاكمين في إيران بينما ملفها خال من أي دليل.

وقد احتجت اكبري على الحكم الصادر ضدها ووصفت القاضي بأنه غير مؤهل. فقد وجه القاضي "سلامتي" تهمًا إلى اكبري بما فيها تواجد افراد من عائلتها في مخيم اشرف كونهم من عناصر منظمة مجاهدي خلق وكذلك إعدام آخرين منهم بسبب تأييدهم للمجاهدين.

يذكر أن أربعة من أشقاء وشقيقات اكبري قد اعدموا على يد النظام وهم "علي رضا" (20عاماً) و"غلام رضا" (26 عاماً) في عامي 1981 و1985 و"رقيه" (30 عاماً) و"عبد الرضا" (23 عاماً) خلال مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988.

كما تم نفي السجين السياسي "حميد حائري" البالغ من العمر 60 عاماً الى سجن كوهر دشت وهو يعاني من امراض مختلفة بما فيها مرض قلبي وقد أصيب حتى الآن مرتين بالنوبة القلبية نتيجة تعرضه للتعذيب واستمرار أسره حيث حكم عليه ايضاً بالسجن لمدة 15 عاماً بسبب تواجد ابنه وشقيقه في اشرف.

وكذلك نفي "هادي قائمي" الى سجن "مينو دشت" بمدينة "كوركان" (شمالي إيران) وهو من المعتقلين في يوم عاشوراء عام 2009 وصدر عليه حكم قاس بالسجن لمدة 15 عاماً. كما نفي "مجيد توكلي" الى سجن "كوهر دشت" وايضا "ضياء نبوي" و"مجيد دري" الى سجن "كارون" الرهيب في مدينة الاهواز (جنوب غربي إيران).

ودعتالمقاومة الإيرانية جميع الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية خاصة المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمقررين الخاصين للتعذيب والاعتقالات العشوائية في الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوة عاجلة للاهتمام بأوضاع السجناء السياسيين في إيران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف