بغداد وطهران تبحثان أمن الحدود والمخدرات والمسلحين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يجري وزير الداخلية العراقي جواد البولاني في طهران مباحثات تتناول امن الحدود المشتركة ونشاطات الجماعات المسلحة المتهمة إيران بتدريب فصائل منها وتزويدها بالسلاح وتهريب المخدرات الى العراق... فيما حذر الرئيس طالباني ورئيس الحكومة المالكي من مخاطر إستمرار الخلافات بين الكتل السياسية حول تشكيل الحكومة على المصالح العليا للبلاد وطالبا بإيجاد آلية وصيغة تتفق عليها جميع الكتل لحسم الأمور وحل الخلافات واستكمال المراحل الدستورية لتشكيل الحكومة وعدم تضييع الوقت أكثر من ذلك.
أبلغ مصدر في الداخلية العراقية "إيلاف" أن وزير الداخلية العراقي جواد البولاني توجه الى طهران اليوم في زيارة تستغرق ثلاثة ايام تلبية لدعوة تلقاها من الجانب الإيراني.
وأشار إلى أنّ الوزير سيبحث في طهران ملفات عدة في مقدمتها " التعاون الامني بين البلدين بما يسهم في تعزيز الروابط الجغرافية والاقتصادية والامنية بينهما".
وأوضح ان المباحثات ستتناول ايضا تفعيل نتائج توصيات الاجتماع السابع لوزراء داخلية دول الجوار العراقي الذي عقد في المنامة منتصف الشهر الماضي كما ستكون مسألة ضبط الحدود ومكافحة المخدرات وتبادل زيارات العتبات المقدسة في البلدين على جدول المباحثات".
وقال المصدر إن هذه الزيارة تأتي ضمن جولة سيقوم بها وزير الداخلية العراقي في وقت لاحق الى عدد من دول الجوار لتفعيل توصيات اجتماع وزراء داخلية الجوار بما يسهم بتعزيز الوضع الامني في العراق. وعادة مايتهم سياسيون عراقيون إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية ومحاولة فرض حكومة مؤيدة لها.
ويعاني العراق حاليا من عمليات تهريب واسعة للمخدرات من إيران الى العراق وكذلك الاسلحة عبر الحدود المشتركة التي يصل طولها الى الف و500 كيلومترا. وقبيل توجه الوزير الى طهران بحث الرئيس العراقي جلال طالباني مع السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي فر "السبل الكفيلة بتطوير العلاقات العراقية الإيرانية في المجالات كافة وبالشكل الذي يخدم المصالح العليا لشعبي البلدين" كما قال مصدر رئاسي موضحا ان السفير "أكد دعم بلاده للعملية السياسية في العراق معرباً عن أمله في أن يتجاوز العراقيون هذه المرحلة.
وتأتي مباحثات البولاني في طهران في وقت جدد قائد عسكري أميركي اتهاماته لإيران بالوقوف وراء تدريب وتسليح جماعات تتبنى العنف في العراق. وقال نائب قائد القوات الأميركية لدعم الأمن في بغداد والأنبار العميد رالف بيكر إن التحقيقات التي أجريت مع بعض المسلحين الذين قاموا بتنفيذ أعمال عنف في العراق أثبتت أنهم تلقوا تدريباتهم في إيران أضافة الى استخدامهم أسلحة تصنع في إيران فقط.
وأضاف بيكر في مؤتمر صحافي في بغداد امس أن بعض الميليشيات المسلحة تتنافس على وضع أجندات معينة كما بيكر إلى أن تنظيم القاعدة يتلقى الدعم من بعض دول الجوار دون أن يسميها. وحول تهريب المخدرات الى العراق أعلنت أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق في وقت سابق أن أكثر من ألف طفل عراقي في بغداد وحدها يتعاطون المخدرات ممن هم دون الثانية عشر عامًا. وأكدت أن العدد يبلغ أضعاف ذلك بالنسبة للكبار واوضحت أن إيران هي التي تعتبر مصدر دخول تلك المخدرات إلى العراق محذرة من ان ذلك يؤدي الى تخريب عقول الشباب العراقي.
كما اتهم رئيس مجلس القضالقضاء العراقي مدحت المحمود إيران بترويج المخدرات في العراق وقال في مؤتمر قضائي عقد في الأردن إنه يدخل العراق حاليا كميات كبيرة من المخدرات على اختلاف أنواعها. وأشار الى إن المخدرات غدت تجارة رائجة في ظل هذه الأوضاع الأمنية المتردية وأكد إحالة عدد من مروجي المخدرات ومرتكبي الجرائم والخاطفين إلى المحاكم المختصة وأكدوا صلتهم بإيران وقال إن أجهزة الأمن تضبط يوميا كميات كبيرة من المخدرات مهربة منها.
طالباني والمالكي يحذران من مخاطر على مصالح البلاد نتيجة استمرار الأزمة
هذا وبحث الرئيس العراقي جلال طالباني في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء نورى المالكي المستجدات على الساحة العراقية والحوارات الجارية بين الكتل السياسية لحل الأزمة التي تعاني منها البلاد منذ سبعة اشهر.وأكد طالباني والمالكي "أهمية اتخاذ الخطوات الجادة لسدّ الثغرات وإزالة العراقيل التي تواجه تشكيل الحكومة وتسريع الخطى نحو عدم التأخير والتأجيل لهذا المطلب الوطني لأن التأخير وتعطيل الخطوات اللأزمة لحل هذه الأزمة سيضران بالمصالح العليا للشعب العراقي وبالعملية السياسية ويضعان المكتسبات والانجازات أمام التهديدات والمخاطر" كما قال بيان رئاسة تلقته "ايلاف".
وشدد طالباني والمالكي على ضرورة إيجاد آلية وصيغة يتفق عليها جميع الكتل والأطراف لحسم الأمور وحل الخلافات والاختلافات لاستكمال المراحل الدستورية لتشكيل الحكومة وعدم تضييع الوقت أكثر من ذلك "لان الشارع العراقي يطالب الساسة والقادة العراقيين بالإسراع في حلحلة الأوضاع والبت في الانتقال إلى المرحلة الجديدة وهي مرحلة البناء والإنعاش الاقتصادي وتوفير الأمن والرخاء الاجتماعي وتوفير الخدمات الأساسية التي حرم منها الشعب بمكوناته كافة خلال العقود الماضية حيث علق الجميع الآمال على العهد الجديد في أن يلبي حاجاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية".
وفي جانب آخر اطلع المالكي الرئيس طالباني على نتائج زيارته إلى سوريا الاربعء الماضي ولقاءاته مع الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين السوريين "حيث لمس حرص سورية الشقيقة على استقرار العراق وأمنه ودعمها العملية السياسية في العراق باتجاه تشكيل حكومة جديدة ممثلة للجميع يختارها العراقيون بإرادتهم".
وعلى صعيد المفاوضت الجارية بين الكتل السياسية فقد شهدت بغداد اليوم انعقاد اجتماع ضم عدد من قادة القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي لمناقشة مشاركة العراقية في تشكيل الحكومة المقبلة وذلك بعد شهرين من تعليق المفاوضات بينهما.
وكانت القائمة العراقية جددت في اجتماع عقدته في العاصمة الأردنية عمان برئاسة زعيمها علاوي وحضور علاء مكي ممثلا عن طارق الهاشمي والنائب توفيق العبادي والقيادي صالح المطلك والنائب جمال الكربولي وطلال الزوبعي والقيادي أسامة النجيفي وحسين الشعلان ومستشار القائمة هاني عاشور رفضها المشاركة في حكومة يرأسها زعيم ائتلاف دول القانون نوري المالكي مؤكدة تمسكها بحقها الدستوري في تشكيل الحكومة.
وأكدت القائمة ان فرص زعيمها في تولي رئاسة الحكومة مستمرة بالتصاعد في الفترة الاخيرة بعد فشل معظم التحالفات السياسية في تمرير مرشحيها لمنصب رئيس الحكومة.وأشار مستشار القائمة هاني عاشور إلى أنّه من الضروي العودة للاستحقاق الانتخابي في تشكيل الحكومة بعد فشل جميع الخيارات الاخرى. وأضاف في تصريح ل"ايلاف" ان علاوي يمتلك رؤية واضحة لتطوير علاقات العراق مع المحيط العربي والاقليمي والدولي لانه يحظى بعلاقات متميزة مع الجميع.
وأكد ان "القائمة تسعى لتشكيل حكومة شراكة وطنية لاتهمش او تستبعد اي مكون سياسي في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم الشعب العراقي". ويتعين على القائمة العراقية ضمان الحصول على أغلبية النصف زائدا واحد من عدد النواب البالغ 325 اي 163 صوتا لتشكيل الحكومة.