توتر وجدل في إسرائيل بذكرى اغتيال إسحق رابين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: بدأت الاحتفالات بالذكرى الـ 15 لاغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين على يد متطرف يميني الثلاثاء في اجواء توتر وجدالات تنال من الارث السياسي لهذه الشخصية التاريخية في معسكر السلام في اسرائيل.
ولم يوفر الجدل حزبه بالذات، اي حزب العمل (يسار وسط)، الذي كان رابين احد ابرز شخصياته. وكسرت النائبة العمالية اينات ويلف احد المحرمات الثلاثاء باقتراحها سحب صورة رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين من قاعة اجتماعات كتلة حزب العمل البرلمانية في الكنيست.
وقالت النائبة "آن الاوان لان يتوقف حزب العمل عن استخدام رابين رمزا لكل آمالنا الضائعة"، مضيفة "افضل ان نضع صورة ديفيد بن غوريون (اول رئيس للحكومة الاسرائيلية) باعتباره رمزا لنهضة بدلا من صورة شخصية ترمز في نظر كثر الى فرص ضائعة". وتابعت ويلف "ربما يتعين التخلي عن احتفالات الذكرى لتجاوز الحداد (...) لا اضمر شيئا ضد رابين، اريد فقط ان يوقف حزب العمل تقهقره منذ اغتيال" رابين.
واكد مكتب وزير الدفاع ايهود باراك الذي يتزعم حزب العمل انه ليس واردا سحب صورة رابين من قاعة الاجتماعات المخصصة للكتلة النيابية لحزب العمل في الكنيست. كذلك انتقدت راشيل رابين شقيقة رئيس الوزراء هذه المبادرة مؤكدة ان "اسحق يمثل باسمى طريقة الرؤية السياسية والاجتماعية لحزب العمل".
وفي السنوات الاخيرة لم يكف حزب العمل عن التراجع بعد ان التصق اسمه لزمن طويل بدولة اسرائيل. فقد تقلصت كتلته النيابية ولم تعد تضم سوى 13 نائبا، وهو ادنى مستوى يسجله في تاريخه. كما تتوقع استطلاعات الرأي له نتيجة انتخابية اسوأ.
ويقوم اليمين المتطرف العدو القديم لرابين والذي يسجل تقدما في استطلاعات الراي، بحملة اعلامية ترمي الى تنصله من اي مسؤولية في اغتياله، في الوقت الذي خرج فيه القاتل ايغال عمير لتوه من صفوفه.
وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1995 قتل المتطرف الديني عمير اسحق رابين بثلاث رصاصات في الظهر اثر تجمع سلمي في تل ابيب بهدف افشال اتفاقات السلام الاسرائيلية الفلسطينية الموقعة في اوسلو (1993).
وهكذا اطلقت اذاعة "اروتز 7" الناطقة باسم المستوطنين في الاونة الاخيرة حملة تدعو مستمعيها الى تقديم "مساهماتهم" حول ظلال الغموض التي ما زالت تحيط بعملية الاغتيال. وتهدف هذه العملية الى دعم فرضيات المؤامرة القائلة ان اسحق رابين لم يستهدف من قبل متطرف يميني بل ذهب ضحية مناورات خفية قامت بها كوادر الشين بت جهاز الامن الداخلي.
في موازاة ذلك تنظم حملة اخرى سعيا للحصول على مراجعة محاكمة مرغاليت هار شيفي التي ادينت لعدم ابلاغها السلطات في الوقت المناسب عن مشروع الاغتيال التي علمت به. وقد امضت الاخيرة ستة اشهر في السجن لهذه الجريمة.
وتعتبر جماعات ضغط تضم خصوصا شخصيات من اليمين المتطرف وحاخامات انها تعرضت ل"الظلم". وتبدأ احتفالات التكريم لرئيس الوزراء اسحق رابين مساء الثلاثاء وتستمر حتى غد الاربعاء بحسب التقويم العبري. وعبرت داليا رابين ابنة اسحق رابين في صحيفة يديعوت احرونوت عن اسفها لان اغتيال والدها "لم يعد سوى صفحة في التاريخ، حدثا بعيدا وغامضا" بالنسبة للمجندين الشبان.